يمشى فى حجرته فى قلق و توتر و لا يعرف ما حدث له ؟ ماذا يفعل بدونها ؟ كانت الساعة
الثامنة صباحاً ... لم يرى جفنه النوم بعد،، فكيف أنام و لم اسمع صوتها منذ ثلاثة
أيام .... فقد توهم انه سوف يتعلم كيف يصبر على فرافقها متخيلاً نفسه انه سوف يبقى
بدونها بعض الشيء .
و
لكن ظل يضعف و يضعف حتى نفذه صبره و نظر إلي الهاتف و اخذ يهمهم بالحديث لنفسه
..... يدير الرقم كثيراً و يضع السماعة قبل أن يجيب أحد ... فلا يعد يذكر كم عدد
المرات التي طلبها فيها !
رغم
انه يعرف جيداً إنها لا ترد عليه لأنها غير موجودة بالمنزل سوى والدها فقط الذي
يعيش معها ، ظناً منه أنها سافرت بعيداً عنه بعض الوقت هرباً منه و ذلك حسب ما
قالته له في آخر لقاء بينهما ...... لأنها لا تحتمل أن تكون قريبه منه لأنه رجل
متزوج و لديه طفله .... و من الصعب عليها أن تكون المرأة رقم اثنين في حياته ، على
الرغم من أنها تعرف جيداً أنها الأولى بالنسبة له ..... و رغم هذا احب أن يدير
رقمها و كأن سماع الرنين داخل منزلها سيخفف وحشته و يعينه على تحمل غياب صوتها عنه
... لقد أغلقت تليفونها المحمول من اجله . و مع ذلك لا يقاوم .
ترى
هل تفكر فيه مثلما يفكر فيها ؟ أم أن انقطاع الحوار بينهما أبعده عن خاطرها و فكرها
؟ هل البعد عن الإنسان يحد من التفكير و الشوق إليه ؟ لقد إزداد شوقه إليها ، و
افتقاده لصوتها و لم تقل له كلمه وداع ... هل كانت تخاف أن تفقده بوداعها له أم
كانت مطمئنة إلي أن فراقها ما هو إلا لحظات قصيرة و إن طالت ؟
لقد
يأست منه في أن ينساها و أن تنساه ، ففي كل مرة بوعده بأنه سوف ينساها و يتركها ، و
سيظل فقط صديق لها على الدوام .... و يحاول ذلك ولكن حسده يرفض ذلك يشعر بانتفاض
الجسد ... غليان الدم ...... تمرد خلايا الجسد ...... استنكار الأنسجة لذلك ......
و
اخيراً يفشل ... يمرض .... يحاول المقاومة و يفشل .... يحاول المعاندة مع النفس و
يفشل .....
و
ماذا بعد ! لقد تمنى و انتظر كلماتها في أن تقول له أنها ستفتقده كثيراً ... ستشتاق
إليه لتعينه على الانتظار ..... المقاومة ... و لكنها بقوة عنف قالت له .... لا
تتصل بي مرة أخرى .... لقد تدخلت كثيراً في أمور غير ملكك .... لا تحاول الحديث معي
... سأسافر بضع أيام ... حاول أن تنساني ... أنها مجرد نزوة و ستزول قريباً ......
هذه آخر كلامات سمعها منها على الهاتف دون أن تنتظر الرد منه .......
لماذا تبخل بعواطفها و مشاعرها نحوه ... و هل اخطأ هو في ترك مشاعره تجاهها على
سجيته لتظهر و يحس بها و تحس بها ....
لقد
فعل ذلك لأنه لم يعد يقوى على كتمانه اكثر من ذلك بعد أن حبس مشاعره طويلا بداخله
...... فليس من حقه أن يحب لأنه متزوج ... حاول أن يكتفي باحساسة فقط و أن لم تشعر
بذلك على الإطلاق ... فكان يعاملها معاملة تحس كأنه لا تعجبه ، لا تفهمه ، لا إحساس
.... و لكن هل شعرت به بعد أن افصح هو عن مشاعره .. هل أحست بعينيه المتلهفتين على
رؤيتها و السعادة عندما يكلمها و يسمع صوتها ... كالطفل حينما يرى أمه بعد فترة
غياب غير طويلة ....... و لكنه طفل ...
لم
تعد عيناه ترى غير صورتها .... و لم تعد أذنيه تسمع غير صوتها و شفتاه تهمسان
باسمهما ..... يكاد عطرها يلازم انفه .... لقد تسلل إلي داخله و استحوذ على عقلة و
تغلغل تدريجياً إلي قلبه الذي ينبض بها ..... بها فقط و استسلم دون أي مقاومة ...
عزفت على أوتار قلبه برقه ..... مقطوعة الحب الأبدي ... ترى هل تسمعها معه .......
اشتاق لها اكثر و أدار رقم هاتفها بكل قوة .... يخفق قلبه بشدة ... لم ينتظر أن
يرد أحد و وضع السماعة بسرعة ... و قال لنفسه انه عندما يراها ....... يسمعها كلمات
القسوة ... العنف .... الكره ... البعد ... و يقول لها ما اقساكى ! ما اقواكى
....... جبار
و
فجاءة يسمع صوت الهاتف ... فإذا بحبيبته ترد .... اختنقت الكلمات في حلقه ... كاد
قلبه ينفطر بنبضاته و دقاته فيجد نفسه يقول لها ما اكبر حب تملكيه بحبى لكى ...!!
ما اجملك .... ما احلاكى ...ما.......