لم يعد هناك داع للبقاء فى هذا الشارع” قالها فى نفسه وهو يسرع بخطواته المثقلة ،تعب من البحث عن عمل فى كل مكان وتكرر له نفس الرد “عندما يوجد عمل سنرسل لك .. لاتنس القراءة والكتابة ” خاطب نفسه قائلا: -ياالله ماذا يفعل رجل فى الخمسين من عمره لايمتلك غير هذه الجلباب فى هذه البلد أشعر وكأنى نقطة صدئة فى هذا المكان الناس تنظر لى بقرف واضح أظن معهم حق شكلى مش ولا بد لكن ماباليد حيلة. نظر أمامه وجد صورة ضخمة تسمرت قدماه أمامها صورة رجل أنيق يلبس حلة سوداء مكتوب تحتها جاوب تكسب المليووون جنيه وحوله نقود كثيرة تكاد تقفز من الصورة وتقع بين يديه أخذ يفكر تهجى الكلمات بصوت متقطع وبصعوبة “لو أن معى هذه المليووون جنيه كنت أشتريت لزينب خاتم ذهب مكافأة لها على ورم يديها من تنظيف المنازل باليومية ولفتحى إبنى عجلة سيطير بها من الفرح” ثم أعطى ظهره للصورة وقال: -أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. رأى أمامه لوحا زجاجيا عريضا شفاف وخلفه رجلا وإمرأة يجلسان أمام طاولة مستديرة عليها كل أنواع الفاكهة والعصير ينساب زلالا من العلب شفافة كبيرة يلفها الغيام إلى أكواب كبيرة . .

إنه يحب عصير المانجو وخصوصا فى هذا الحر الشديد يفكر بداخل نفسه “لو معى أيضا المليون جنيه لأحضرت زينب إلى هذا المكان وشربنا الكثير والكثير من عصير المانجو” نظر إلى أسفل رأى أقداما تذهب وتجيئ ملمومة فى أحذية أنيقة .. لمح قدميه المفرطحتين قبيحتين داخل شبه حذاء فأستحى أن يسمى قدميه أقداما أشار إليهما وقال: -أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ! إستدار إلى اليمين طالعه زجاج عريض ممتد إلى مسافة كبيرة يشع من أسفله ضوء كهربى يغازل ضوء الشمس الساقط عليه معروض به أنوع من الملابس التى ترتديها نساء من الخشب “لو لبست زينب إحداها سيظهر جمالها الحقيقى ” فى جانب آخر ملابس زاهية ملونة للأطفال “لوبس إحداها فتحى .. إنه أولى من هذه التماثيل من سيشترى كل هذا هل ستظل هذه المحلات باقية إلى أن أربح المليون جنيه؟ لالا أنت تحلم !! إجرى يارجل من هذا الشارع الملعون حتى تصل بيتك” إتجه يسارا فطالعه إعلان مكتوب بلغة أجنبية لم يفهمها وبخط لاكع كبير باللغة العربية(الانترنت مجانا) فقال بصوت عال: _سأشترى الانترنت .. وظل يجرى ويجرى إلى أن غاب فى شوارع المدينة الواسعة.


المراجع

sohbanews.com

التصانيف

أدب  مجتمع   قصة