جميلة بو عزة

تعتبر  المناضلة الجزائرية "جميلة بو عزة" واحدة من جيل كبار الهمم الذين أذاقوا الاحتلال الفرنسي الويلات حتى تم جلاء المحتل وتحرير الجزائر.

بالرغم من حداثة عمر المناضلة "جميلة بو عزة" إلا أنها تقدمت الصفوف إلى جانب كل جميلات الجزائر في كل موقع يمكن أن يبث الزعر في قلوب جنود الاحتلال الفرنسي وتحت وطأة الصعاب والمخاطر.

كما تقدمت "جميلة بو عزة" صفوف المجاهدين في الصحاري والجبال، وفي المدن والقرى، تؤازر الثوار والمناضلين وتقاسمهم صعوبة العيش وقر الشتاء وحر الصيف، مُؤثِرة الموت بعزة على القعود بذلة.

أولاً: مولد المناضلة الجزائرية "جميلة بو عزة" ونشأتها

لقد ولدت "جميلة بو عزة" في بلدية "البليدة" بالجزائر سنة 1937م، وتعتبر "جميلة بو عزة" من ابرز العناصر النسائية في الثورة الجزائرية مع صديقاتها جميلة بوحيرد وجميلة بو باشا... وغيرهن.تلقت "جميلة بو عزة" تعليمها في العاصمة الجزائرية قبل نشوب الثورة، وبجانب تعليمها الذي أحبته وتفوقت فيه تعلمت فن العزف وأخذت دروساً في الغناء وشاركت في الكثير من المسابقات التي كانت تنظمها الجمعية الفرنسية في ذلك الحين.

ثانياً: بداية المشوار النضالي لـ "جميلة بو عزة"

أول من شمل "جميلة بوعزة" إلى الثورة والعمل الفدائي صديقتها "جميلة بوحيرد"، وكان ذلك في مطلع سنة 1956م حيث كانت "جميلة بوعزة" دون عمر العشرين في ذلك الحين .

كما تميزت "جميلة بوعزة" في زرع القنابل، وهي التي قامت بتنفيذ انفجار مقهي كوك هاردي بالعاصمة الجزائرية في شهر تشرين الثاني سنة  1956م، كما اشتهرت في تفعيل المظاهرات مما جعل الاحتلال الفرنسي يضعها على قائمة المطاردين والمطلوبين.

ثالثاً: طريقة القبض على المناضلة "جميلة بو عزة"

في سنة 1957م دعت جبهة التحرير المواطنين الجزائريين إلى الإضراب الشامل بهدف الضغط على المحتل الفرنسي مما أدى إلى إصابة الحياة في المدن والقرى الجزائرية بالشلل التام.ونتيجة لتوقف الحركة بين القرى والمدن قل التواصل بشكل هائل بين الفدائيين حتى لا يتم كشف أمرهم ولا يتم رصد تحركاتهم مما يعرضهم للاعتقال.

في هذه الاوقات أمرت القيادة الثورية "جميلة بو عزة" أن تبحث عن شغل لها يمكنها عن طريقه أن تخالط عموم المواطنين، على أن يكون بعيداً عن رصد تحركاتها من قبل الاحتلال الفرنسي، وبالفعل حصلت على فرصة عمل كموظفة بسيطة في البريد.رصدت تحريات جنود الاحتلال الفرنسي مكان عمل "جميلة بو عزة" فقامت بعمل كمين لها، وبالفعل تم إلقاء القبض عليها من قبل النقيب (غرازياني) ومعه ستة جنود آخرين، وكانوا جميعهم يرتدون زيَّاً مدنياً.تم اقتياد "جميلة بو عزة" إلى منطقة الأبيار حيث أدخلها الجنود في عمارة تحت الإنشاء بها مكان الاحتجاز، وهناك تعرضت لتعذيب شديد.

حيث انه تحت وطأة التعذيب والتنكيل، اعترفت "جميلة بو عزة" بانتسابها إلى جبهة التحرير، كما اعترفت لمعذبيها بأنها كانت واحدة من اللائي زرعن الرعب في صفوف جنود الاحتلال الفرنسي، وأن بنات الجزائر كلهن جميلة، وهن جاهزات في كل حين لبث المزيد من الزعر في صفوف الجنود الفرنسيين، إلا أنها لم تعترف لهم بأي معلومات تخص مهام وتحركات زملائها وزميلاتها في جبهة التحرير.وتحت وطأة التعذيب الشديد، وجراء رؤيتها للمناظر البشعة لتعذيب المعتقلين داخل مكان سجنها في منطقة الأبيار، أصيبت جميلة بو عزة باضطرابات نفسية شديدة أوشكت أن تؤدي بها إلى الجنون.

رابعاً: رحلة المناضلة "جميلة بو عزة"

كما انه في داخل السجون الجزائرية والفرنسية تم نقل "جميلة بو عزة" إلي سجن "بربروس" الشهير في جهة شمال العاصمة الجزائرية حيث امضت فيه أربعة أشهر لاقت فيهم صنوف العذاب والتنكيل والاستجوابات، وفي النهاية تم الحكم عليها بالإعدام هي وكل من معها من السجناء وكان ذلك في سنة 1957م.

كانت "جميلة بوعزة" و "جميلة بوحيرد" ضمن ست سيدات  أخريات حكم عليهن الاحتلال الفرنسي بالإعدام في هذه المحاكمة الظالمة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الحكم على السيدات بالإعدام.

بعد النطق بحكم بالإعدام بقيت جميلة ومن معها من السيدات  المعتقلات تسعة أشهر دون أن ينفذ فيهن حكم الإعدام وخلال هذه الاوقات وصل الجنرال الفرنسي "ديغول" إلى الحكم.واجه الجنرال الفرنسي "ديغول" ضغوطاً عالمية واحتجاجات من المنظمات الإنسانية في الكثير من الدول ضد المحاكمة الغير عادلة لـ "جميلة بو عزة" ومن معها من النساء، مما اضطر الجنرال "ديغول" إلى إلغاء الإعدام بالنسبة للنساء وتخفيفه للسجن المؤبد.

نقل المناضلة "جميلة بو عزة" إلى فرنسا

حيث تم نقل "جميلة بو عزة" في طائرة عسكرية إلى سجن "بومات" المعروف في مدينة "مارسيليا" جنوبي فرنسا، ومنه إلى سجن آخر تعرضت فيه إلى اصعب وأقسى ألوان التعذيب النفسي والجسدي.

ومن داخل السجن قامت "جميلة بو عزة" بكتابة رسالة مُطوَّلة إلى (ميشلي) وزير العدل الفرنسي حينها  تحتج فيها على حالة القهر التي تتعرض لها مما أدى إلى نقلها إلى سجن آخر في منطقة (البيرينيه) على الحدود الفرنسية الإسبانية.

خامساً: إطلاق سراح المناضلة "جميلة بو عزة"

بقيت "جميلة بو عزة" تتنقل من سجن إلى آخر داخل فرنسا إلى أن استقرت في سجن يوجد في منطقة "بروتان"، وظلت به إلى أن تم إطلاق سراحها في نيسان سنة 1962م.

سادساً: وفاة المناضلة الجزائرية "جميلة بو عزة"

بقيت "جميلة بو عزة" على قيد الحياة إلى أن أصيبت بنوبة قلبية وتوفاها الله في منتصف سنة 2015م عن عمر 78 عاماً.


المراجع

basaer-online.com

التصانيف

مواليد 1937  مجاهدون جزائريون   التاريخ   المرأة العربية في القيادة