تاريخ النقل

يعتبر تاريخ النقل تطور مع تطور الحضارة الإنسانية. حيث كان المشي لمسافات طويلة، تغيير المسارات لعدة مرات تطوير طرق التجارة في العصر الحجري وما بعده. في أغلب تاريخنا البشري حيث كان الشكل الوحيد من أشكال النقل يمر عبر البحر بقوارب صغيرة إذا استثنينا المشي وركوب الدواب.

النقل البري

أنشأ الناس الدروب للسفر ولنقل البضائع من مكان لآخر. وكان من الطبيعي أن تنشأ تلك الدروب في الأماكن ذات الطرق المرورية العالية. وعندما دُجِّنت الحيوانات كالحصان، والثور، والحمار شكلت عنصرا هاما في مسيرة الناس. ومع نمو التجارة، وُسِّعَت الدروب ومُهِّدَت لتستوعب حركة الحيوانات. وفي وقت لاحق بدأ استعمال نوع من العربات البدائية (travois)، وهي عبارة عن عصيتان مربوطتين إلى ظهر الدابة، فيما يُترك الطرف الحر ليُجَر على الأرض. ويُعتقد أن أول من استعمل العجلة هم السومريون في الشرق الأدنى القديم وذلك ما بين الفترة 5000 و 4000 عام قبل الميلاد، وانتقلت إلى أوروبا والهند في الألف الرابعة قبل الميلاد، وإلى الصين في نحو 1200 قبل الميلاد. وكان الرومان بأمَسِّ الحاجة إلى توسيع الطرق والمحافظة عليها لما لها من أهمية في بقاء وازدهار الإمبراطورية الرومانية.

وفي الحضارة الإسلامية، تم بناء الكثير من الطرق في كل أنحاء الخلافة الإسلامية. وكانت تلك الطرق أكثر تطورا ونموا من مثيلاتها في غيرها من البلدان، وخاصة تلك التي في مدينة بغداد في دولة العراق، والتي تم تزفيتها بالقطران في القرن الثامن الميلادي لأول مرة في التاريخ. وكان القطران المستعمل في ذلك يُستخرَج من النفط الموجود في الحقول النفطية المتوفرة بكثرة بتلك المنطقة، وذلك من خلال التقطير الإتلافي. وأثناء الثورة الصناعية، قام جون لودون ماك آدم في الفترة (1756-1836) بتصميم أول طريق سريع حديث، وذلك باستعمال مواد رخيصة لتمهيد الطرق بالتربة والحصى (طريق معبد)، وقام برفع مستوى بعض الطرق بضعة أقدام عن مستوى الأرض المحيطة؛ حتى تسمح بتصريف المياه من سطحها.

وبتطور النقل الآلي، زادت الحاجة لطرق قاسية السطح، لا تتآكل بسهولة، وللحد من تشكُّل المستنقعات، وحل مشكلة الغبار المتطاير في الجو في الطرقات الحضرية والريفية، استعمل حصى كبير مع أرصفة خشبية في المدن الغربية الكبيرة. وفي بداية القرن العشرين بدأت الطرق المعبدة باستعمال القطران والأرصفة الخرسانية تمتد حتى في الأرياف. وقد تطور النقل البري في التاريخ المعاصر ليتناسب مع الآليات الجديدة مثل الجرار، الدراجات، السيارات، والشاحنات. 

النقل البحري

لقد طورت قوارب بدائية في العصر الحجري لتمكن الإنسان من الملاحة في الأنهار ومن الصيد فيها وعند الشواطئ. ويظن بانه كان من الضروري للوصول إلى أستراليا من وجود سفن مناسبة من أجل وصول الناس إليها وذلك ما بين الفترة 40000 - 45000 سنة سبقت. ومع تطور الحضارة، طورت قوارب أكبر للتجارة والحرب. في البحر المتوسط، طورت سفن شراعية تسمى القادس منذ حوالي 3000 عام قبل الميلاد. ثم أهملت هذه السفن نتيجة تطور السفن العابرة للمحيطات، مثل السفن العربية الكبيرة في القرن الثالث عشر، والسفن الصينية في أوائل هذا القرن الخامس عشر، والسفن المدرعة (Man-of-war) في أواخر القرن الخامس عشر. ومع بداية الثورة الصناعية، تم صنع أول سفينة بخارية لتسير فيما بعد بقوة الديزل. وتم تطوير الغواصات وكانت خصيصا للأغراض العسكرية.من جهة أخرى، تم تطوير قوارب من أجل النقل النهري. تم تطوير قنوات مائية في بلاد الرافدين حوالي 4000 قبل الميلاد. حضارة وادي السند في باكستان وشمال الهند (من 2600 قبل الميلاد) كان أول نظام قنوات للري في العالم

النقل بالسكك الحديدية

يرجع تاريخ النقل بالسكك الحديدية إلى ما يقرب عن 500 عام، واختراع الحصان البخاري والسكة القضبان وكانت عادة من الخشب أو الحجر في بعض الأحيان). وكان يستعمل لنقل الفحم من المنجم إلى النهر أو البحر، حيث يمكن أن ينقل من هناك عن طريق السفن والقوارب الكبيرة، مع تسيير عجلة مشفه على السكك الحديدية. ثم استعمال الفولاذ في السكك بدأ في 1760، وتبعها نظام plateways) حيث شفة السكة أصبحت جزءا من السكك الحديدية نفسها. استفاد النقل بالسكك الحديدية نظم حديثة لأول مرة في إنجلترا في عام 1820 م. بإدخال القاطرة البخارية، وكانت أول مكننة للنقل البري، والتي أصبحت ولمدة 100 عام تعتبر المسيطرة على النقل البري الآلي.

الطيران

كان رغبة الإنسان في الطيران على الأرجح منذ أن لاحظ الطيور، وتتضح هذه الرغبة في القصص الأسطورية ديدالوس وإكاريوس في الأسطورة اليونانية، وVimana. وتنصب جل البحوث في تقليد الطيور، وبطريق التجربة والخطأ، بالونات، المنطاد، الطائرات الشراعية لتختم بـالطائرات واختراع غيرها من أنواع وسائل الطيران.والمحاولات الأولى للطيران أدلى بها يوان هوج تو باستعمال الطائرة الورقية (559 م)، عباس بن فرناس باستعمال المظلة (852 م) والمتحكم فيها الطائرة الشراعية (875)، احمد جلبى الحضرفان باستعمال الجناح الطبعة شراعية (1630)، وحسن شلبي العقري باستعمال المدفع ليرمى كالقذيفة (1633 م). رحلة طيران أخرى وقعت في باريس سنة 1783، عندما قام جان فرانسوا دي روزيي وفرانسوا دارلوندس ب 5 أميال (8 كلم) في منطاد الهواء الساخن المخترع من طرف الأخوة مونقولفيي. ثم جاء الأخوان رايت باختراع طائرة الحديثة والتي تستخدم القوة المحرك في رفع الطائرة وكانت الرحلة 17 من شهر ديسمبر، عام 1903.

النقل الفضائي

أول من كتب عن الرحلات الفضائية بواقعية كان قسطنطين تشيولوفسكي Tsiolkovsky، والذي كان يكتب باللغة الروسية، ولهذا لم تكن كتبه مؤثرة خارج وطنه. ولم تصبح رحلات الفضاء ممكنة إلا بعد العمل الذي قام به روبرت غودارد المنشور في سنة 1919 حول الهندسة الفضائية في بحث بعنوان '«طرق الوصول الارتفاعات القصوى»' ؛ بتطبيقه أنابيب دي لافال الصاروخ الممون بالوقود السائل والذي فتح الباب واسعا أمام التنقل بين الكواكب. هذه البحث كان بالغ التأثير على هيرمان أوبرث وWernher فون براون وارنهر، الذين أصبحا من العاملين الرئيسيين في رحلات الفضاء.

الأول رحلة مؤهولة إلى الفضاء قد تحقق مع برنامج السوفياتي للفضاء / فوستوك 1 بعثت سنة 1961.وكان من أهم المهندسين وراء هذه البعثة سيرغي كوروليف وكريم كيريموف ،مع يوري غاغارين بصفته أول رائد فضاء. وانتقل كيريموف فيم بعد تنفيذ مشروع أول منصة إطلاق (كوزموس 186 وكوزموس 188) في سنة 1967، وأول محطة فضاء في (سالوت ومير سلسلة (1971 حتي 1991.


المراجع

areq.net

التصانيف

تاريخ النقل| تاريخ النقل  تاريخ تكنولوجيا| النقل  نقل   التاريخ