لقد نشرت مجلة "كويداتي بلوس" الإسبانية تقريرا قالت فيه عن المشاكل الصحية التي يمكن أن تتسبب فيها التدفئة في درجات الحرارة العالية.وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن التدفئة تعتبر أمرا ضروريا للحفاظ على درجة حرارة الجسم كافية، خاصة في فصل الشتاء. وفي هذا السياق، حيث توضح الأخصائية في طب الأسرة والمجتمع في مركز رياثا الصحي بسيغوفيا، ماريا سانز ألماثان أن "التدفئة ليست سيئة في حد ذاتها، ولكن عندما لا يتم إجراء الصيانة المناسبة لأنظمتها أو كانت درجة الحرارة مفرطة، قد تؤدي إلى ظهور مشاكل صحية مختلفة على غرار الجفاف والعدوى أو مشاكل في الجهاز التنفسي وتفاقم الحساسية وجفاف الجلد والأغشية المخاطية والصداع ومشاكل النوم.
كما وتجدر الإشارة إلى أن هذه الآثار الجانبية تختلف حسب الخصائص الفردية لكل شخص، بحسب الفئة العمرية والأمراض المزمنة فضلا عن نظام التدفئة المعتمد، سواء كنت تعتمد المضخة الحرارية والمشعات الوقود أو الحطب".وبينت المجلة أن المضخات الحرارية تعمل على زيادة درجة الحرارة المحيطة عن طريق توليد تيار من الهواء الساخن، على عكس أنظمة الإشعاع، التي لا تقوم بتعبئة الهواء. وتكمن المشكلة في أن هذا الهواء يحمل جزيئات الغبار وحبوب اللقاح والعث والكائنات الحية الدقيقة، مما يزيد من حدة الأعراض لدى مرضى الحساسية. لتجنب ذلك، يجب اتخاذ إجراءات الصيانة المناسبة لأنظمة المضخات الحرارية، من قبيل تنظيف المرشح وتطهير المضخة.
هل هناك درجة حرارة معينة يجب اعتمادها في المنزل؟
لقد أوضحت المجلة أن درجة الحرارة المثالية التي يجب اعتمادها في المنزل يجب أن تتراوح ما بين 19 و23 درجة مئوية. وفي هذا الإطار، قالت سانز: "بشكل عام، يحس الشخص الجالس بالبرد في درجات حرارة تقل عن 20 درجة مئوية. في المقابل، تبين أن درجة حرارة الراحة تختلف اختلافا كبيرا من شخص إلى آخر، حيث يمكن أن تكون هناك اختلافات بين 0.2 و4 درجات مئوية. وعلى سبيل المثال، تحتاج النساء والأفراد الذين اعتادوا على الطقس الحار والأشخاص النحيفين ذوي الكتلة الدهنية المنخفضة إلى مزيد من الحرارة. بالإضافة إلى ذلك، ومع التقدم في العمر، يقل إحساس الشخص سواء بالبرودة أو الحرارة".
كيف تؤثر التدفئة على صحة الجهاز التنفسي والممرات الأنفية؟
كما أوردت المجلة أن درجة الحرارة المفرطة والبيئة الجافة تعزز ظهور نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي. ووفقا لسانز، "تسبب الحرارة الزائدة انخفاضا في قدرة الجسم الدفاعية. كما يؤدي الجفاف البيئي إلى جفاف الأغشية المخاطية للأنف والفم والبلعوم والقصبة الهوائية، مما يمنع إنتاج المخاط ويسهل انتشار وتمركز الكائنات الحية الدقيقة في الممرات الأنفية والجهاز التنفسي. لذلك، يعد المرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، الفئة الأكثر عرضة لحدوث مضاعفات".
وقد أضافت المجلة أن هناك بعض أنواع التدفئة التي يمكن أن تنتج موادا سامة، والتي يمكن أن تكون مضرة بالصحة والبيئة إذا ما كانت بكميات كبيرة. ومن أبرز عوامل الخطر لمرض الانسداد الرئوي المزمن، يمكن أن نذكر التعرض الطويل للدخان الناتج عن احتراق الحطب أو الفحم. وعلى ضوء ذلك، تحذر سانز قائلة: "تكمن المشكلة الأكثر خطورة في إنتاج أحادي أكسيد الكربون عندما يحدث احتراق سيء للمادة المستخدمة لتوليد الحرارة".
المراجع
arabi21.com
التصانيف
صحة العلوم التطبيقية العلوم البحتة
|