أهمية البحث والحاجة إليه : فروض البحث : 1- وسط الذكاء الاجتماعي لعينة البحث أعلى بدلالة احصائية من الوسط الفرضي . 2- وسط القيم الاجتماعية أعلى بدلالة احصائية من وسط القيم الاخرى لدى عينة البحث . 3- وسط التوافق النفسي والاجتماعي لعينة البحث أعلى بدلالة احصائية من الوسط الفرضي . 4- توجد علاقة دالة إحصائياً بين الذكاء الاجتماعي وكلٍ من التوافق الاجتماعي والتوافق النفسي . 5- توجد علاقة دالة إحصائياً بين القيم الاجتماعية وكلٍ من التوافق الاجتماعي والتوافق النفسي. 6- توجد فروق دالة إحصائياً في الذكاء الاجتماعي لدى عينة البحث وفقاً لمتغيري الجنس والمرحلة الدراسية . 7- توجد فروق دالة إحصائية في التوافق النفسي لدى عينة البحث وفقاً لمتغيري الجنس والمرحلة الدراسية . 8- توجد فروق دالة إحصائية في التوافق الاجتماعي لدى عينة البحث وفقاً لمتغيري الجنس والمرحلة الدراسية . 9- توجد فروق دالة إحصائياً في القيم الاجتماعية لدى عينة البحث وفقاً لمتغيري الجنس والمرحلة الدراسية . 10- توجد فروق داالة إحصائياً في التوافق النفسي وفقاً لمتغيري الذكاء الإجتماعي والقيم الاجتماعية معاً . 11- توجد فروق داالة إحصائياً في التوافق الاجتماعي وفقاً لمتغيري الذكاء الإجتماعي والقيم الاجتماعية معاً . حدود البحث : يـقـتصر هــذا البـحث على طلـبة علـم النـفس اليمنـين في جامعة تعز للعام الدراسي 1996/1997 كما يقتصر في دراسته للقيم على القيم الاجتماعية فقط حسب تصنيف سبرانجر واختبار البورت فيرنون ولندزي للقيم . مصطلحات البحث: الذكاء الاجتماعي : تعددت تعاريف الذكاء العام بحسب تعدد المشارب التي نهل منها معرفوه ، وأختلفت باختلاف الفلسفات والنظريات النفسية والمنهجيات المتبعة في دراسته فالمنظرون الذين أستخدموا التحليل العاملي في بحوثهم وركزوا على دراسة الفروق الفردية أمثال جيلفورد وسبيرمان وثرستون وغيرهم لاشك أنهم يختلفون نوعاً ما عن التطوريين والمؤمنين بالمنهج الوصفي أكثر من الكمي أمثال بياجيه وكولبرج وداموند ....الخ . وفي الذكاء الاجتماعي كان الاختلاف أكثر عمقاً لأن مفهوم الذكاء الاجتماعي أقل إثباتاً وتناوله أكثر من تخصص ، وبعد أن اطلع الباحث على عدد من التعاريف عرف الذكاء الاجتماعي بانه : فهم الناس بكل ما يعنيه هذا الفهم من تفرعات أي فهم افكارهم واتجاهاتهم ومشاعرهم وطبعهم ودوافعهم والتصرف السليم في المواقف الاجتماعية بناء على هذا الفهم ، ويعرفه اجرائياً بأنه ما يقيسه مقياس الذكاء الإجتماعي في هذا البحث . القيـــــــم : تعدد التعريفات واختلفت في بعض الامور نتيجة لاختلاف تخصصات ومذاهب واتجاهات اصحابها فبعضهم يعرفها من خلال مؤشر الاتجاه كالبورت وبعضهم يعرفها من خلال مؤشر الانشطة السلوكية وبعضهم يعرفها من خلال مؤشري الاتجاه والنشاط السلوكي معا وبعضهم من خلال التصريح المباشر كروكش . ويعتمد الباحث في هذه الدراسة تعريف القيم الاجتماعية لإلبورت وهو الاتجاه الذي يرتبط باهتمام الفرد بافراد المجتمع , حيث عرفت بأنها ( تعكس اهتمام الفرد وميله إلى غيره من الناس فهو يحبهم ويميل إلى سعادتهم وينظر إليهم كغايات وليسوا وسائل لغايات أخرى ، ويتميز حاملوا هذه القيمة بالعطف والحنان والإثارة ( هناء ، 1959 :603 )، ويعرفه الباحث اجرائياً هومايقيسه اختبار القيم المطبق في هذا البحث . التوافق : وكما هو الحال في مصطلحي الذكاء الاجتماعي والقيم هو ايضاً في التوافق النفسي والاجتماعي ، ويعرفه الباحث هنا بأنه : اشباع الفرد لحاجاته النفسية وتقبله لذاته واستمتاعه بحياة خالية من التوترات والصراعات والامراض النفسية ، واستمتاعه بعلاقات اجتماعية حميمة و مشاركته في الأنشطة الاجتماعية ، وتقبله لعادات وتقاليد وقيم مجتمعه . اجراءات البحث : مجتمع البحث : يتكون مجتمع البحث من طلبة علم النفس في جامعة تعز لعام 1997 من المراحل الدراسية الثانية والثالثة والرابعة ذكوراً وأناث والبالغ عددهم (828) طالباً وطالبةً ، استبعدت المرحلة الدراسية الأولى باعتبارها فئة خاصة حيث جميع طلبتها من المتبقين من العام السابق * عينة البحث : وتّم اختيار عينة عشوائية بلغ عدد أفرادها النهائي ( 327 ) طالباً وطالبةً بنسبة مئوية 39.49% ،وهي نسبة تتناسب مع أ أدوات البحث : لغرض تحقيق اهداف البحث عمد الباحث الى اعداد أداتين الأولى تقيس الذكاء الاجتماعي والثانية تقيس التوافق النفسي و الاجتماعي ولتوفر أداة مناسبة تقيس القيم الاجتماعية وهي اختبار القيم لإلبورت فيرنون ليندزي والذي كيفه الباحث على البيئة اليمنية سابقاً ( سفيان ، 1995 : 100-109) فقد تمّ استخدامها وفيما يلي توضيح لكل أداةٍ وكيفية اعدادها. تفسير النتائج ومناقشتها : وبعد عرض ما توصل إليه البحث من نتائج يحاول الباحث مناقشة هذه النتائج وفق كل فرض ونتيجة كما يلي : 1- يتمتع طلبة علم النفس في جامعة تعز بذكاء اجتماعي عالٍ ، وهذه النتيجة تتفق مع الأدب النظري لكون المرشد والإخصائي النفسي يجب أن يتحلى بذكاء اجتماعي عالٍ وقد أكدت دراسة هامرن ويولس على أهمية صفة الذكاء الاجتماعي للمرشد النفسي Sherzer&Stone, 1987 : 122) ) كما أكد على ذلك مرعي (1983) ، وأتفقت هذه النتيجة مع معظم الدراسات ومنها : دراسة (1984)Wood و (1967)John و محسن (1983) ، إلاّ أنها لم تتفق مع دراسة الديب (1987) . 2- يتمتع طلبة علم النفس في جامعة تعز بقيم اجتماعية عالية ، وهذه النتيجة أكد عليها الأدب النظري حيث أكد هنا (1959) على ارتباط نجاح المرشد بمهنته بالقيم الاجتماعية (هنا ، 1959 : 713 ) ، كما عرضت رو (Roe) دراسة تعبر عن العلاقة بين القيم الاجتماعية ومهنة الاخصائي الاجتماعي (هنا ، 1959 : 186-188) ، كما أوردت العديد من الدراسات خصائص الاهتمام بالاخرين ، وحب الناس ، والرغبة في المساعدة ، وحب الآخرين كا الجمعية الأمريكية لتوجيه الأفراد المهنية (1949) (Sherzer&Stone , 1987 : 122 ) وأبوعيطه (1988) (أبوعيطه ، 1988 : 75-77) و السالم (1986) (السالم ، 1986 :37 ) و مرعي (1983) ( مرعي ، 1983 :179-180) ، كما أتفقت هذه النتيجة مع دراسة سفيان (1995) (سفيان ، 1995 : 72 ) . 3- يتمتع طلبة علم النفس في جامعة تعز بتوافق نفسي واجتماعي عاليين ، وتتفق هذه النتيجة مع ماأكد ه الأدب النظري من ضرورة تمتع المرشدين والأخصائيين النفسـيين بالتـوافق النفسي والاجتماعي والنضج الشخصي والصحة النفسية والأتزان الأنفعالي (Sherzer&Stone , 1987:122) ) ، (أبوعيطه ، 1988 : 77 ) (السالم 1986 :37 ) ( مرعي ، 1983 : 179-180) ، و أتفقت هذه النتيجة مع دراسة السوداني ( 1991) التي توصلت إلى تمتع المرشدين التربويين في العراق بتوافق شخصي واجتماعي عال . 4- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين الذكاء الاجتماعي والتوافق الاجتماعي والنفسي ، يرى الباحث أن الذكاء الاجتماعي يرتبط بالتوافق الاجتماعي وكما جاء في هذه النتيجة إلاّ أنه ليس إرتباطاً تاماً كما يعتقد البعض ، فقدرة الفرد على فهم الآخرين والقدرة على التصرف بحكمة في المواقف الاجتماعية هو جانب إدراكي والتوافق في رأي الباحث نتاج عوامل عقلية وجدانية اجتماعية ، فهناك عوامل إنفعالية تجعل الفرد يسلك سلوكاً أحمقاً من الجانب الاجتماعي مع إدراك الفرد لذلك ولكنه مضطر ليشبع دافع ما أو رغبة ، ويؤكد فالي ) Foly, 1971 ) أنّ الفهم الحقيقي للأخرين ضروري للتصرف الحكيم في المواقف الاجتماعة ولكن ليس دائماً ، كما أتفقت هذه الدراسة مع عدد من الدراسات بشكلٍ جزئي فقد توصلت معظم الدراسات إلى وجود علاقة بين الذكاء الاجتماعي او بعض مجالاته وبعض المفاهييم القريبة منه - كالأدراك الاجتماعي والمهارة الاجتماعية - مع التوافق او بعض مجالاته كدراسة (1977)Wechman و دراسة (1987) Monson و Hunt (1928) ، وأمّا التوافق النفسي فقد توصلت الدراسة إلى وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الذكاء الاجتماعي والتوافق النفسي ، ورغم دلالة العلاقة إحصائياً إلاّ أنها تبدو في نظر الباحث غير قوية ومع ذلك فإنّ هذه النتيجة أتفقت مع ما أوصى به الأدب النظري ونتائج معظم الدراسات السابقة فقد أوصى أبوحطب (1991) بدراسة العلاقة بين ما يسميه الذكاء الشخصي ( فهم الذات ) والصحة النفسية ، كما أوصى (1984) Marlowe بدراسة الفعالية الاجتماعية ودورها المخفف للضغوط والتوترات والاتصال الشخصي. و أكدت الدراسات بشكلٍ وبآخر علاقة الذكاء الاجتماعي بالتوافق النفسي وإن ركزت معظمها على المرضى النفسيين أي ذوي سوء التوافق الشديد ، ومن هذه الدراسات دراسة (1986)Wilbrt و (1986)Alexander و (1980) Monson و ابوسريع (1987) و (1981) Schoeri و (1988) Longford و (1985) Rubin . 5- توصلت الدراسة إلى عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين القيم الاجتماعية والتوافق النفسي والاجتماعي، وهذه النتيجة لا تتفق مع جانب من الأدب النظري فقد أكد الداهري والعبيدي أنّ الشخص المتوافق يتمثل فيه نسق للقيم منها القيم الإنسانية ( الداهري واالعبيدي ، 1994) ، أمّا الدراسات السابقة فقد ركزت على قيم أخرى غير القيم الاجتماعية كالقيم الدينية ، والدراسات التي تناولت القيم الاجتماعية فقد تناولتها من منظور مختلف عن المنظور الحالي ومن هذه الدراسات دراسة راؤوف (1992) التي توصلت الى ان القيم الاجتماعية والاخلاقية لها دور مؤثر في خصائص الشخصية من حيث السواء وغير السواء ، ويتضح مما سبق أن علاقة القيم الاجتماعية من منظور البحث الحالي لم تدرس حسب علم الباحث وانها لم ترق إلى مستوى الدلالة هنا راجع في رأي الباحث إلى أن القيم وحدها لاتكفي لإحداث التوافق بل هناك عوامل أخرى، وأستنتجت دراسة مقدم (1994) أن القيم ما هي إلا عامل من عوامل الشخصية. 6- توصلت الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الذكاء الاجتماعي تبعاً لمتغير الجنس ، ولكن وجد ت فروق ذات دلالة إحصائية تبعاً لمتغير المرحلة الدراسية لصالح طلبة المرحلة الرابعة ، فبالنسبة للجنس ، اختلفت هذه النتيجة مع الدراسات الغربية حيث اكدت معظم الدراسات الغربية ان الاناث اعلى درجة في ذكائهن الاجتماعي من الذكور كدراسة هنت Hunt(1928) ودراسة فالي (1971)Foly كما وجدت دراسة (1979)Gcmmings فروقاً في الجنس إلاّ أنّ الدراسة كانت قد طبقت على الاطفال ، وفسرت هنت بأنّ سبب ذلك يرجع لكون الاناث أكثر حاجةً من الذكور للانسجام مع الاخرين ( Hunt ,1928 ) ، إلاّ أنّ نتيجة البحث هذه أتفقت مع الدراسات العربية فقد توصلت إلى عدم وجود فروق معنوية كدراسة الدماطي (1991) ودراسة محسن (1983) ، ووجدت بعض الدراسات العربية ان الفرق لصالح الذكور في التصرف في المواقف الاجتماعية وقدرة ادراك الظروف الاجتماعية كدراسة الديب (1987) (الدماطي ، 1991 : 83 ) . ويفسر الباحث عدم وجود الفروق بل واحيانا لصالح الذكور بانه قد يعود الى ظروف الثقافة العربية والعادات التي تقيد حركة المرأة في الاوساط الاجتماعية التي تقلل من تنمية ذكائهن الاجتماعي على عكس المجتمعات الغربية برغم حاجتهن الى الانسجام مع الاخرين ، وبالنسبة للمرحلة الدراسية وتـطور الذكـاء الاجتماعي عبر المراحل الدراسيـة فهذه النتيجة تتـفـق مـع الأدب الـنظري فالذـكاء الاجتماعي ينمو عن طريق الخبرة والإحتكاك الاجتماعي ، فـهـنت ( Hunt ,1928) ترى بانه يمكن تنمية مخزون الفرد من المعلومات الاجتماعية اكثر من غيره من عناصر الذكاء الاجتماعي بصورة واعية وبجهد ارادي والدليل الآخر على ان المعلومات الاجتماعية يتم بناؤها من خلال تجارب واتصالات محددة هو ان التغيير في عنصر المعلومات يرتبط بالتغيير في سن الفرد، فالمعلومات الاجتماعية للراشد تختلف تماما عن معلومات الطفل من حيث الكم والنوع ( Hunt ,1928 ) كما اكدت ذلك نتائج دراسة Walker (1973) ودراسة Foley (1971) ، ولتأثير الخبرة التعليمية على تنمية الذكاء الاجتماعي أتفقت هذه الدراسة مع دراسة Kinter (1980) وLecory (1983) وJukson (1983) ، وبهذا فإنّ تفسير تطور الذكا هنا يعود في رأي الباحث إلى نمو خبرة الطالب المنظمة المتمثلة بمقررات تخصصه تتعلق بفهم الطبيعة الانسانية. 7- توصلت الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في التوافق النفسي تبعاً لمتغير المرحلة الدراسية ، ولكن وجدت فروق ذات دلالة إحصائية تبعاً لمتغير الجنس لصالح الذكور ، وتشير هذه النتيجة إلى أنّ برامج الجامعة والمناخ الجامعي لايؤثر سلباً أو إيجاباً في التوافق النفسي ، وبالنسبة لمتغير الجنس فإنّ هذه النتيجة تتفق مع معظم الدراسات ، ومنها دراسة كلٍ من : كاروبندر(1996) و التكريتي (1989) و الشناوي وخضر (1988) ، ولم تتفق مع دراسة الدوري (1993) . ولعل هذا الفرق يرجع إلى ظروف الأنثى وتكوينها النفسي والبيلوجي والاجتماعي ، والأنثى أكثر حساسية في مواجهة المشكلات والصدمات وأقل قدرة على تحمل الضغوط ، وعواطف وأنفعالات الأنثى تحتل الجانب الأهم في توجيه سلوكها . 8- توصلت الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في التوافق الاجتماعي تبعاً لمتغير المرحلة الدراسية ، ولكن وجدت فروق ذات دلالة إحصائية تبعاً لمتغير الجنس لصالح الذكور ، وهذه النتيجة تعتبر مؤشراً لعدم تأثير برامج ومناخ الجامعة في التوافق الاجتماعي سلباً أو إيجاباً ، و بالنسبة لمتغير الجنس فإنّ هذه النتيجة تتفق مع دراسة كلٍ من عبدالفتاح ( 1992) والشناوي وخضر (1988) ، وتختلف مع دراسة الدوري (1993) ، ولعل هذا يعود ايضاً للظروف النفسية والاجتماعية للأنثى ، وتزداد المشكلة في البلدان العربية والبيئة اليمنية بسبب العادات والتقاليد التي تقيد احتكاك الأنثى وتضيق دائرتها الاجتماعية . 9- توصلت الدراسة إلى وجود تفاعل في متغير القيم الاجتماعية بين الجنس والمرحلة الدراسية ، فبينما تظهر الإناث قيماً اجتماعية أعلى من الذكور في المرحلة الثانية والرابعة يظهر الذكور قيماً اجتماعية أعلى من الإناث في المرحلة الثالثة ، فبالنسبة للجنس يـبدو أنّ الإناث تكاد تتـفوق على الذكور في القيم الاجتماعية وذلك لتفوقها عليهم في مرحلتين مقابل مرحلة دراسية واحدة وهي المرحلة الثالثة وعلى كلٍ فتـفوق الإناث على الذكـور تتفق مع معظم الدراسات منها دراسة كلٍ من زهران وسري (1985) وسفيان (1995) . ويفسر الباحث ذلك بأنه عائد ألى تكوين الأنثى النفسي والبيلوجي في رقة عواطفها ورهافة مشاعرها وعلاقتها بالآخرين هو مركز اهتمامها ، وبالنسبة لمتغير المرحلة الدراسية فقد أشار الأدب النظري إلى أنّ الطلبة يكتسبون قيمهم من خلال محتوى المنهج و من خلال التعبير الصريح للقيم من قبل مدرسيهم داخل القاعات الدراسية وخارجها وعن طريق توحد هؤلاء الطلبة ببعض مدرسيهم وتبني قيمهم وهذا ما أكدته دراسة جيروس (حسين ، 1981 : 70 ) ، و للتخصص علاقة بالقيم فالتخصص يحمل قيماً نوعية تتناسق مع قيم الفرد الذي له علاقة به ، وان لم يكن التخصص هو الذي يؤثر بقيم الفرد فاختيار تخصص ما له علاقة بقيم الفرد ، وبالنسبة لتطورها عبر مراحل الدراسة أيضاً فهذه النتيجة المتمثلة في ضعف تأثير المرحلة الـدراسية تتفـق مع دراسة سفـيان (1995)على نفس الجامعة ودراسة صالح (1984) و العمري (1983) ، وبالنسبة للقيم الاجتماعية فقد ارتبطت بالتخصص النفسي الاجتماعي في دراسة كلٍ من بكر (1975) وكاظم (1962) والبطش وعبد الرحمن (1990) . و يفسر الباحث هذا التناقض بأنه يعود لاختلاف الجامعات وفاعلياتها في تنمية القيم بصورةٍ عامة والاجتماعية بصورةٍ خاصة ، ولعل سبب آخر وهو ارتفاع مستوى هذه القيم منذ التحاق الطالب في قسم علم النفس توحي بعلاقة ميله إلى تخصص علم النفس بقيمه الاجتماعية ولأنّ البرامج الدراسية في قسم علم النفس ضعيفة لم يظهر أثرها للتفوق المسبق. 10- توصلت الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في التوافق النفسي تبعاً لمتغير الذكاء الاجتماعي والقيم الاجتماعية معاً ، ورغم أنّ هناك علاقة وجدت بين الذكاء الاجتماعي والتوافق النفسي ورغم دلالتها الاحصائية إلاّ أن درجة الارتباط لم يكن عاليا كالتوافق الاجتماعي وذلك لأنّ علاقة الذكاء الاجتماعي بالتوافق النفسي ليست مباشرة كما هو الحال بالنسبة للتوافق الاجتماعي وكذلك القيم الاجتماعية ، ويتضح من هذه النتيجة أنّ الفروق في التوافق النفسي تبعاً للذكاء الاجتماعي والقيم الاجتماعية ضعيفا وغير دال ولعل من ضمن أسباب ذلك عدم وجود العلاقة المباشرة على عكس التوافق الاجتماعي والسبب الآخر هو أنّ مجتمع البحث مجتمع يخلو من ذوي التوافق النفسي السيء جداً ويتبين ذلك ويبدو أنّ الفروق في الذكاء الاجتماعي تظهر من خلال المقارنة بين ذوي سيئي التوافق النفسي الشديد وهم المرضى النفسيين والجانحيين ولهذ كانت معظم الدراسات التي توصلت إلى فروق في الذكاء الاجتماعي طبقت على المرضى والجانحين والمعاقين ومن هذه الدراسات دراسة كلٍ من : (1988)Wilbrt و (1986)Alexander و (1980) Monson و (1981) Schwoeri و(1988) Longford و (1985) Rubin . 11- توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في التوافق الاجتماعي تبعاً لمتغير الذكاء الاجتماعي والقيم الاجتماعية معاً لصالح ذوي الذكاء الاجتماعي العالي والقيم الاجتماعية الوسطى ، تتفق هذه النتيجة مع الإطار النظري والدراسات السابقة وتقترب من الواقع المعاش فبالنسبة للذكاء الاجتماعي العالي ، فقد قرن الذكاء الاجتماعي بالإنسجام مع المجتمع ، فذوي الذكاء الاجتماعي العالي أفضل في توافقهم الاجتماعي من ذوي الذكاء الاجتماعي الواطي ، وهذه النتيجة تتفق مع عدد من الدراسات التي تناولت الذكاء الاجتماعي أوالمفاهييم المشابهة له وعلاقته بمجالٍ أو أكثر من مجالات التوافق الاجتماعي وهي دراسة كلٍ من (1977) Wechman و (1987)Monson ) و Hunt (1928) أمّا بالنسبة لتفوق القيم الاجتماعية المعتدلة ( الوسطى) فهي تبدو منطقية ، فهذه النتيجة تشير إلى أنّ التطرف والشدة في الاهتمام بالآخرين يؤدي إلى سوء التوافق الاجتماعي ، وربما يرتبط هذا بالإندفاع نحو الآخرين ، كما أنّ الاهتمام الشديد بالآخرين والمبالغة في حبهم قد يؤدي إلى نتائج عكسية ، فقد ينفر وقد يثير الشكوك والمخاوف وقد يجعل الشخص المحب يلتصق بمن يحبهم إلتصاقاً يزعجهم ، كما أنّ الحب المبالغ بالآخرين يولد الحساسية من سلوكهم نحوه وقد يعرضه للصدمات معهم نتيجة لعدم مبالاتهم مقابل اهتمامه الزائد عن الحد الطبيعي ، ولعل الشخص كثير الاهتمام بالآخرين ترتبط به خصائص تتعلق بخاصية الإهتمام تؤدي إلى سوء التوافق الاجتماعي ، ومعظم الدراسات تناولت القيم الدينية مقابل التوافق النفسي أمّا التي تناولت القيم الاجتماعية فمن منظور مختلف عن هذا المنظور . ومن ضمن أستنتاجات هذا البحث : - أن الذكاء الاجتماعي أكثر أهمية من القيم الاجتماعية بالنسبة للتوافق الاجتماعي . - التطرف في القيم الاجتماعية والتي تعني الإهتمام الزائد أو غير المعتدل بالأخرين يقلل من التوافق الاجتماعي. وفي ضوء النتائج ومن ضمن توصيات البحث ومقترحاته مايلي : - تطبيق مقاييس واختبارات الذكاء الاجتماعي والتوافق النفسي والاجتماعي والقيم على الطلبة الراغبين في الإلتحاق في قسم علم النفس لما لهذه الخصائص من علاقة هامة بمهنة المرشد والأخصائي النفسي . - وضع مقرر لطلبة قسم علم النفس يتضمن بصورةٍ مباشرة الموضوعات التي تتعلق بعلاقة الفرد بالآخرين . - عمل برامج ارشادية لدعم التوافق النفسي والاجتماعي خاصة لدى الإناث من طالبات الجامعة عموماً وفي قسم علم النفس خصوصاً . - بناء مقياس للقيم منطلقاً من الثقافة االعربية الإسلامية وعلى أسس علمية نفسية اجتماعية موضوعية . ولاً : المصادر العربية ابوحطب ، فؤاد ( 1991) الذكاء الشخصي ( النموذج وبرنامج البحث ) ، الجمعية النفسية للدراسات النفسية ، المؤتمر السابع لعلم النفس في مصر ، مكتبة الأنجلوالمصرية ، القاهرة . ابوسريع ، اسامة سعد (1987) اضطراب المهارات الاجتماعية لدى المرضى النفسيين ، مجلة علم النفس ، العدد (1) يناير ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة . ابوعيطة ، سهام درويش (1988) مباديء الارشاد النفسي ، طـ 2، دار العلم للنشر والتوزيع ، الكويت . البطش ، محمد وليد وعبدالرحمن ، هاني (1990) البناء القيمي لدى طلبة الجامعة الاردنية ، مجلة دراسات ، الجامعة الاردنية ، سلسلة العلوم الانسانية ، المجلد السابع عشر (أ) العدد (3) . بكر ، محمد الياس (1975) دراسة مقارنة في القيم بين طلبة الجامعة والثانوية ، رسالة ماجستير ( غير منشورة ) ، جامعة بغداد. التكريتي ، واثق عمر موسى (1989) بناء مقياس للتوافق النفسي لدى طلبة الجامعة (بناء وتطبيق) ، رسالة ماجستير ( غير منشورة ) ، كلية الاداب ، جامعة بغداد . حسين ، محي الدين احمد ( 1981 ) القيم الخاصة لدى المبدعين ، دار المعارف ، القاهرة الداهري ، صالح حسن احمد والعبيدي ، ناظم هاشم (1994) الشخصية والصحة النفسية ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، جامعة بابل ، كلية التربية، الشؤون العلمية . الدماطي ، فاطمة عبد السميع محمود (1991 ) الذكاء الاجتماعي وعلاقته بكفاءة التدريس لدى طلبة دور المعلمين ، رسالة ماجستير ( غير منشورة ) ، كلية التربية ، جامعة عين شمس . دواني ، كمال وديراني ، عيد (1983) اختبار ماسلو للشعور بالامن ، دراسة صدق للبيئة الاردنية ، مجلة دراسات ، المجلد (10) العدد (2) ، الجامعة الاردنية . الدوري ، سافرة سعدون احمد (1993) الحاجات النفسية لدى طلبة جامعة بغداد وعلاقتها بتوافق النفس الاجتماعي ، اطروحة دكتوراه ( غير منشورة ) ، جامعة بغداد ، كلية التربية (ابن رشد) . رؤوف ، ابراهيم عبد الخالق ( 1992 ) دراسة القيم وخصائص الشخصية ، خلاصة ابحاث الندوة العلمية الأولى عن السلوك المنحرف والأمن الاجتماعي ، التي اقامها قسم الارشاد التربوي في كلية التربية جامعة البصرة من 13 ، 14 مارس . زهران ، حامد عبد السلام (1980) التوجيه والإرشاد النفسي ، عالم الكتب ، القاهرة . السالم ، مها يوسف (1986) دور المرشد والمسترشد في نجاح العملية الارشادية، مجلة التربية، العدد (4) ، السنة (3) ، كلية التربية ، جامعة البصرة . سفيان ، نبيل صالح (1995) القيم السائدة لدى طلبة جامعة صنعاء (فرع تعز ) رسالة ماجستير ( غير منشورة ) كلية التربية ، الجامعة المستنصرية . السوداني ، يحيى محمود سلطان ( 1990 ) قياس التوافق الاجتماعي والنفسي لأبناء الشهداء في المرحلة المتوسطة ، اطروحة دكتوراه ( غير منشورة ) كلية التربية ، جامعة بغداد . الشناوي ، محمد محروس محمد وخضر ، على السيد (1988) الاكتئاب وعلاقته بالوحدة وتبادل العلاقات الاجتماعية ، بحوث المؤتمر العلمي الرابع لعلم النفس الجمعية المصرية للدراسات النفسية ، مصر 25،27 يناير ، القاهرة . صالح ، قاسم حسين وآخرون (1984) التغيرات في القيم لدى طلبة الجامعة دراسة تطبيقية على طلبة جامعة بغداد ، بحث غير منشور . عبدالفتاح ، يوسف (1992) ديناميات العلاقة بين الرعاية الوالدية كما يدركها الابناء وتوافقهم وقيمهم ، مجلة علم النفس ، العدد (24) اكتوبر ، نوفمبر ، ديسمبر، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة. عمر ، ماهرمحمود ( 1988) سيكولوجية العلاقات الاجتماعية، دارالمعرفة الجامعية ، الإسكندرية القاضي ، يوسف مصطفى وآخرون (1981) الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي ، دار المريخ ، الرياض . قنصوة ، صلاح (1986 ) نظرية القيمة في الفكر المعاصر، دار الثقافة للنشر والتوزيع ، القاهرة كاروبندر ، لويس (1996) دراسة مقارنة ، التفكير الابتكار التوافق النفسي الاجتماعي لطلبة مدراس المتميزين واقرانهم في المدارس الاخرى ، اطروحة دكتوراه ، ( غير منشورة ) كلية الآداب جامعة بغداد . كاظم ، محمد ابراهيم ( 1962) تطورات في قيم الطلبة ، دراسة تربوية تتبعية لقيم الطلاب في خمس سنوات ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة . محسن ، عبد الرحيم (1993) مهارات الاتصال لدى المرشد التربوي في المدارس المتوسطة من مدينة بغداد ، رسالة ماجستير ( غير منشورة ) ، كلية التربية ، الجامعة المستبصرية ، مرعي ، ابراهيم بيومي (1983) الاستعداد الشخصي واهميته في اعداد الاخصائي الاجتماعي (دراسة للتجربة المعرفة) ، مجلة كلية الاداب ، المجلد العاشر، الجامعة المستنصرية . المغربي ،سعد ( 1992) حول مفهوم الصحة النفسية أو التوافق ، مجلة علم النفس العدد(23) ، يوليو أغسطس سبتمبر ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة . مقدم ، عبدالحفيظ (1994) علاقة القيم الفردية والتنظيمية وتفاعلها مع الاتجاهات والسلوك دراسة امبريقية" مجلة العلوم الاجتماعية ، المجلد (22) العدد(1) ، الكويت. ملكوش ، رياض (1996) تاثير علم نفس الاتصال في الميل الاجتماعي في اطار نظرية ادلر لدى عينة من طلبة الجامعة الاردنية ، مجلة دراسات، المجلد الثالث والعشرون ، العدد (2) ، الجامعة الاردنية . الهاشمي ،عبد الحميد محمد (1986) التوجيه والإرشاد النفسي ( الصحة النفسية الوقائية ) دار الشروق ، جدة . هناء ، عطية محمود ( 1959 ) ( دراسات حضارية مقارنة في القيم ) في ، لويس كامل مليكة قراءات في في علم النفس الاجتماعي في البلاد العربية ، الجزء الاول ، ط (2) ، القاهرة ، الدار القومية للطباعة والنشر . هناء، عطية محمود( 1962) التوجيه التربوي والمهني، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة .

المراجع

bafree.net/nabil/bohowth/s1.htmموسوعة الأبحاث العلمية

التصانيف

الأبحاث