بالتأكيد انك سمعت بهذه النصيحة من قبل: يجب أن تعمل على شرب 8 أكواب ماء في اليوم، لكن ما هو مصدر هذا الرقم ” ثمانية أكواب”؟ ولماذا هذا الرقم (8 أكواب بالتحديد)؟ الدراسات الحديثة تنفي هذه الفرضية القديمة وأن هذه الفرضية لا تنطبق على الجميع.

يقول الدكتور “إيرون إي كارول” أستاذ طب الأطفال في جامعة إنديانا الأمريكية أن مصدر هذه الخرافة المنتشرة يعود لمرحلة الحرب العالمية الثانية وبالتحديد لسنة 1945.
وكانت هذه الخرافة من ضمن توصيات مجلس الغذاء والتغذية والتي تم طرحها سنة 1945، والذي حثّ الناس إلى شرب 2.5 لتر يوميًا من الماء أو 8 أكواب ماء في اليوم، ولكن الناس في ذلك الوقت كما اليوم تجاهلوا جملة هامة في تلك التوصية: “ومعظم هذه الكمية تكون من الأطعمة المحضرة”. أي أن الماء موجود في الخضار والفواكه والعصائر، كما أنه موجود في الشاي، والقهوة وغيرها.

أما الأبحاث الطبية الحديثة فتدعو الانسان الى الاستماع إلى “صوت الجسم” لمعرفة ان كان بحاجة إلى شرب الماء أو لا.

فمقدار ما يريده الجسم البشري من الماء يختلف حسب الطقس والعمر والجنس ويختلف بحسب النشاط البدني الذي يعمل الشخص على بذله، وتضيف الأبحاث الحديثة أن لون البول ومقدار العطش هي العوامل الرئيسية التي تحدد ما إذا كان الجسم بحاجة لشرب الماء أو لا.

أما الباحث مايكل فاريل من جامعة موناش في استراليا فيقول انه ” يجب شرب الماء عند شعور الشخص بالعطش أو عند ملاحظة ان الجسم بحاجة إليه”

وبين الباحث فاريل ان كثرة شرب الماء يؤدي إلى نقص الصوديوم في الدم ويؤدي نقص الصوديوم إلى حدوث التشنجات والغثيان والغيبوبة، كما يمكن أن يؤدي الافراط في شرب الماء إلى التسمم المائي.

الأبحاث تدحض نظرية الـ 8 أكواب ماء في اليوم


يُشار هنا إلى ان الباحثين ارتكزوا في معرفة هذه النتائج على تقييم الجهد الذي بذله 20 شخصاً قاموا بالمشاركة في التجربة، واعتمدت التجربة على شرب المياه في وضعيتين: شرب الماء بعد التمارين الرياضية وشرب الماء بكميات أكبر دون الشعور بالعطش.

كما استعمل الباحثون فريق تصوير الرنين المغناطيسي، فلاحظ الباحثون ان هناك زيادة في الجهد المبذول حيث ان نطاق الفص الجبهي الأيمن من المخ كان نشطا أكثر بكثير (بمقدار ثلاثة أضعاف) من نشاطه في حال تناول الماء بعد العطش فقط.

وفي نهاية المقال نُذكر بإن فرضية تناول 8 أكواب ماء في اليوم هي مجرد فرضية قديمة، لقد تجاهل الكثيرون ممن عملوا بهذه الفرضية القديمة ان الماء موجود في الطعام والشراب التي يتناولها الانسان بشكل يومي، كما ان حاجة الجسم اليومية من الماء تختلف من شخص إلى آخر حسب طبيعة الجو والعمر ومكان السكن، طبيعة العمل ومقدار الجهد والنشاط اليومي الذي يقوم به الإنسان.

ولا بد من التذكير بأنه لا يوجد أي اثبات طبي يثبت بأن شرب كميات كبيرة من الماء ستجعلك تشعر بصحة أفضل.

المراجع

alwatanvoice.com

التصانيف

حياة  صحة  أمراض   العلوم التطبيقية   العلوم البحتة