الهندي، الشريف حسين، هو الشريف حسين بن الشريف يوسف ابن الشريف محمد الأمين الهندي. رجل دولة سوداني. كان والده زعيمًا دينيًا مشهورا، فقد كان أحد زعماء السودان الدينيين والسياسيين في النصف الأول من القرن العشرين.
ولد ببري عام 1343هـ وتوفي عام 1403هـ، (أحد أحياء الخرطوم)، وحفظ القرآن في الخلوة، (أولى مراحل التعليم في السودان)، ودرس بواد مدني، ثم في كلية فكتوريا بالإسكندرية بمصر، ثم في كلية غوردون (جامعة الخرطوم الآن).
بعد سقوط حكم الفريق إبراهيم عبود بالسودان انخرط الشريف حسين الهندي في صفوف الحزب الاتحادي، ونجح في الانتخابات البرلمانية، واختير ليدير وزارة المالية. ولم تكن له سابق خدمة بالإدارة الحكومية إذ لم يسبق له أن عمل موظفًا، بل كان يعمل في القطاع الخاص خارج السودان في أغلب الأحيان.
وفي اثناء فترة الحكم الديمقراطي (1965-1969م) انتُخب الهندي نائبًا برلمانيًا عن دائرة الحوش الشرقية في صفوف الحزب الوطني الاتحادي. ثم اختير وزيرًا للري عند تأليف وزارة محمد أحمد محجوب الأولى، ثم وزيرًا للمالية. وعندما تولى الصادق المهدي رئاسة الوزارة عين الشريف الهندي وزيرًا للحكومات المحلية، ثم ما لبث أن تولى وزارة المالية للمرة الثانية عند قيام وزارة محمد أحمد محجوب الثانية.
ومن اعماله أثناء توليه وزارة المالية أنه وظَّف جميع السودانيين المتعلمين من حملة الشهادات ذات المستويات المختلفة من فتيان وفتيات، وألحق كل أولئك بالقطاع العام فيما عرف ببند العطالة أو بند الهندي.
وطبقت خطة بند العطالة هذه بعد أن سُئِلَ وكلاء الوزارات عن عدد الموظفين والموظفات الذين تحتاج إليهم وزاراتـهم، فوُجد أن من تقدموا بطلبات للعمل يساوون الوظـائف المطلـوبة تقريبًا. فما كان من الشريف حسين الهندي، إلا أن أمر بإجراء التعيين، وبذلك رفع من مستوى عدد كبير من العائلات السودانية في العاصـمة والأقاليم التي وجــدت في تلك السياسة ما يزيل عنها كثيرًا من العنـاء الاقتصـادي.
اكترث اكتراثا كبيرًا بقطاع الزراعة وكان يراه ثروة السودان الحقيقية، ولذلك دعم المزارعين وساندهم وتبنى قضايا الإنتاج.
أما نجاحه السياسي الآخر فقد ظهر عند عقد مؤتمر الملوك والرؤساء العرب في العاصمة الخرطوم في أغسطس عام 1967م. وكان لدبلوماسيته هو ومحمد أحمد محجوب والرئيس إسماعيل الأزهري ما رأب الصدع، وأزال الخلافات التي كانت بين بعض الدول العربية، ولقي ذلك المؤتمر تجاوبًا من الزعماء العرب، وعلى رأسهم الملك فيصل عاهل المملكة العربية السعودية، ممّا أضفى على الأجواء العربية إخاءً وصفاءً.
عرف بالعمل الميداني والجولات التفقدية والتفاني والوطنية.
بعد قيام ثورة مايو عام 1969م، بقيادة جعفر نميري، لم يرض الشريف الهندي عن الحكم العسكري ولذلك بقي خارج البلاد لاجئًا سياسيًا يدير أمور المعارضة للإطاحة بالحكم العسكري وإحلال الديمقراطية. قاد الشريف الهندي المعارضة ضد نظام نميري بالتضامن مع الإمام الهادي المهدي. وبعد مقتل الأخير، كوّن الجبهة الوطنية للمقاومة، وبدأ في إثيوبيا، ثم ليبيا وأخيرًا في لندن.
كان الهندي أثناء وقوفه في المعارضة خارج السودان يعمل ويخطط على إسقاط نظام جعفر نميري، واستطاعت المعارضة أن تشكل جيشًا داخل السودان في يوليو 1976م وأسقط الخرطوم في يده ثلاثة أيام قبل أن يتمكن نظام نميري من استعادة الحكم مرة ثانية. وعندما عقد نظام نميري صلحًا مع بعض عناصر المعارضة، وهم حزب الأمة والإخوان المسلمون لم يشترك الشريف حسين الهندي في هذه المصالحة، وظل في معارضته للحكم العسكري حتى وفاته في أثينا يوم الأحد 9 يناير 1982م، ونُقل جثمانه إلى الخرطوم ودُفِن فيها.
المراجع
mawsoati.com
التصانيف
تراجم أعلام العلوم الاجتماعية شخصيات