حثه صلى الله عليه وسلم الرجال على حسن معاشرة أزواجهم
ومع ذلك فقد دل النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى ما تنبغي أن تكون عليه العشرة الزوجية بقوله، كما دلهم على ذلك بفعله، والثابت عنه صلى الله عليه وسلم في هذا الباب أحاديث كثيرة أقتطف منها ما يأتي من ذلك:
1- ما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :استوصوا بالنساء خيرًا فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإن أعوج ما في الضِّلَع أعلاه، فإذا ذهبت تُقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً " .
وفي رواية عند مسلم: " إن المرأة خلقت من ضلع . لن تستقيم لك على طريقة . فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج . وإن ذهبت تقيمها كسرتها . وكسرها طلاقهاالراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم:1468
فانظر كيف جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الوصية بهنَّ وبيان حقيقتهن، ليكون ذلك أدعى إلى قبول وصيته، لأنه إذا كان طبعها العوج، فإن من الواجب على الرجل أن يصبر عليها ولا يؤمل أن تكون مستقيمة على الصراط، فإنها تصير إلى ما جُبِلت عليه ولا بد، ولذلك كان طلب استقامتهن على النحو الأعدل مثار تعجب الشعراء حتى قال بعضهم:
هي الضِّلَعُ العوجاء لست تُقيمها ألا إنَّ تقويم الضُّلوع انكسارُها
وقال آخر فيما هو أعم منه :
ومكلِّف الأشياء غير طباعهـا متَطَلِّب في الماء جَذوة نــار
2- وما زال النبي صلى الله عليه وسلم يكرر هذه الوصية كلما حانت الفرصة ، ففي خطبة حجة الوداع أفرد لها جانبًا كبيرًا من خُطبته العظيمة
حيث قال صلى الله عليه وسلم" استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن لكم من نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن "الراوي: عمرو بن الأحوص - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1513 وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرر وصيته بالنساء، لما يعلمه من حالهن الذي بينه في الحديث السابق، وهو الحال الذي قد لا يقدر على تحمُّله بعض الرجال الذين لا يملكون أنفسهم عند الغضب فيحمله عوج المرأة إلى أن يفارقها فيتفرَّق شمله، وتَتَشتَّتُ أسرته وأهله .
3- " لا يفرك - أي: لا يبغض - مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر " الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1469 .
4- وقال لهم أيضاً:" إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً وألطفهم بأهله " الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] وقال الترمذي لا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 3/95
5- وقال:" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ". الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 1/408
6- وقال:" كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال مشي الرجل بين الغرضين وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعليم السباحة "الراوي: جابر بن عبدالله الأنصاري أو جابر بن عمير - خلاصة الدرجة: إسناده جيد - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/248 . إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة المعلومة الحاثة على انتهاج الأخلاق الحميدة مع الأهل والعشيرة.
المراجع
rasoulallah.net
التصانيف
تصنيف :عقيدة الدّيانات سيرة نبوية من هدي النبي صلى الله عليه وسلم