يعتبر فقر الدم الناجم عن نقص الحديد الكافي لصنع الهيموجلوبين أكثر أمراض الدم شيوعا عند الرضع والأطفال. يعود حدوثها لاعتبارات خاصة تتعلق بالتغذية واستقلاب الحديد. يحتوي جسم المولود حديث الولادة قرابة. 0.5 غرام من الحديد في حين يصل محتوى جسم البالغ إلى 5 غرامات ولتحقيق ذلك يجب امتصاص حوالي 0.8 ملغ من الحديد يوميا خلال ال 15 سنة الأولى من العمر. إضافة إلى الاحتياجات الضرورية للنمو، هنالك كمية قليلة أخرى ضرورية لتعويض الفقد الطبيعي من الحديد بموت الخلايا وطرحها. بناء على ذلك وللحفاظ على توازن إيجابي للحديد خلال الطفولة لا بد من امتصاص 1 ملغ من الحديد يوميا. يمتص الحديد في الجزء القريب من الأمعاء الدقيقة،. يمتص الحديد بفعالية أكثر ب 2-3 مرات من حليب الأم مقارنة مع حليب البقر،. لذلك قد تكون حاجة الأطفال ذوي الرضاعة الطبيعية إلى كميات أقل من الحديد من الأغذية الأخرى. وخلال السنوات الأولى من العمر وبسبب قلة تناول الأغذية الغنية بالحديد يكون من الصعب غالبا الحصول على وارد كاف لذلك يجب أن تضاف الأغذية الغنية بالحديد كالحبوب أو المستحضرات المدعمة بالحديد. وكلاهما مفيد جداً في الوقاية من نقص الحديد.. الأطفال المغذون بحليب الأم فقط يجب أن يعطوا واردا إضافيا من الحديد بدءا من الشهر الرابع للعمر. وفي أحسن الظروف يبقى الطفل معرضا لنقص الحديد وسرعان ما يظهر فقر الدم عند نقص التغذية أو النزيف. يعتبر المراهقون معرضين لنقص الحديد نظرا للاحتياجات العالية خلال فترة النمو والبلوغ، وفقد الدم في الدورة الطمثية. يعتبر أن حوالي 9% من الأطفال بعمر 1 -2 سنة لديهم نقص حديد وهناك فقر دم عند 3% منهم أما الفتيات المراهقات فيوجد 9% منهن لديهن نقص حديد ويشاهد فقر الدم لدى 2%. عند الذكور.. يحدث نقص 50% من مخزون الحديد خلال البلوغ. شراب الحديد يترافق نقص وزن المولود والنزيف الشديد اثناء الولادة مع تناقص في مستويات الخضاب او الهيموجلوبين ومخازن الحديد. كما يترافق انخفاض مستويات الخضاب عند الاطفال خلال الأشهر الثلاثة الأولى للعمر بزيادة في امتصاص الحديد ثم تخزينه. يكون هذا المخزون عادة كافيا لتكوين الدم خلال الأشهر 6-9 الأولى للعمر في الاطفال بتمام الحمل. أما أولئك ناقصو وزن الولادة أو الذين فقدوا كمية لا بأس بها من الدم أثناء الولادة فإن مخزون الحديد قد يستنفد في وقت أبكر. وتصبح المصادر الغذائية هامة بشكل خاص. نادراً ما يحدث فقر الدم التالي لنقص الوارد من الحديد قبل عمر 4-6 أشهر لكنه يصبح شائعاً بعمر 9-24 شهراً. نمط التغذية الشائع عند الأطفال المصابين بنقص الحديد غالبا ما يكون مؤلفا من كميات كبيرة من حليب البقر والأغذية غير المدعمة بالحليب. كريات الدم تحت المجهر يجب أن يبقى فقد الدم كسبب محتمل في كل حالة فقر الدم بنقص الحديد، خاصة عند الأطفال الكبار، يمكن أن ينجم فقر الدم بنقص الحديد التالي للنزيف الخفي عن مشكلة في الجهاز الهضمي كالقرحة الهضمية، أو ورم وعائي، وفي بعض المناطق الجغرافية تكون الإصابة بالديدان سببا لحدوث فقر الدم عند الاطفال.. يمكن أن يترافق الإسهال المزمن في الطفولة المبكرة مع فقر الدم. يبدو الطفل شاحباً الملامح السريرية يعتبر الشحوب أهم مؤشر لنقص الحديد،. في حال وجود فقر دم خفيف إلى متوسط (الخضاب بين 6-10 غرامات /دل) قد لا تظهر إلا أعراض قليلة لفقر الدم حيث يكون الأطفال المصابون سريعي الغضب، وقد تشاهد الشهية الشاذة والرغبة في تناول مواد غريبة كالثلج أو الطين عند بعض الأطفال ومع هذا السلوك فان تناول المواد الحاوية على الرصاص قد يسبب تسمما للطفل بتلك المعادن الثقيلة، وعندما ينخفض مستوى الخضاب إلى 5 غرامات/دل فان سرعة الغضب تكون اكبر،. يحدث تضخم الطحال عند 10-15% من المرضى،. في حين تزول هذه التغيرات لوحدها بالمعالجة التعويضية الكافية. ليش شرطا ان يكون الطفل المصاب بفقر الحديد نحيلا فقد يكون بدينا او ذا وزن عادي مكافئ لعمره وقد يترافق ذلك مع دلائل أخرى لنقص التغذية، المعالجة بالحديد تسبب تحسنا سريعاً في اضطراب السلوك حتى قبل حدوث التحسن في الدم. يمكن تشخيص فقر الدم بالفحص السريري يمكن أن يكون لنقص الحديد تأثير على الوظائف العصبية والإدراكية العقلية. وقد اقترحت عدة تقارير وجود تأثير لنقص الحديد حتى وإن لم يكن مسببا لفقر دم شديد على سعة الانتباه والوعي والمقدرة على الفهم والتعلم عند الأطفال والمراهقين. ففي دراسة لوحظ حدوث تحسن في القدرات اللفظية والذاكرة بعد إعطاء الحديد لثمانية أسابيع لبعض الاطفال المصابين بفقر الدم. التشخيص والعلاج تشاهد في نقص الحديد سلسلة من الاضطرابات الدموية والكيماوية فبداية تستنفد مخازن الحديد في الانسجة أما مستوى "فيرتين البلازما " وهو البروتين الخازن للحديد فإنه يعطي فكرة دقيقة عن مخازن الحديد في الجسم. ويرتبط مستواه الطبيعي بالعمر، يتلو ذلك نقص حديد البلازما والذي يعتمد مستواه الطبيعي على العمر أيضاً. غالباً لا يحتاج المريض نقلاً للدم تصبح الكريات الحمراء أصغر حجما ويقل محتواها من الخضاب او الهيموجلوبين فيما يصاحب ذلك تعداد طبيعي للكريات البيضاء وزيادة في عدد الصفيحات الدموية والتي قد تكون شديدة وفي حالات أخرى قد يحدث العكس، ولم يعرف بعد سبب هذه الاضطرابات، لكن يبدو أنها ناجمة بشكل مباشر عن نقص الحديد وربما تترافق مع فقد الدم عبر الجهاز الهضمي. لكن جميع هذه الاضطرابات تعود الى طبيعتها بعد المعالجة بالحديد. تعتبر الاستجابة للمقادير الكافية من الحديد في فقر الدم التالي لنقصه ظاهرة تشخيصية وعلاجية هامة. يكون إعطاء أملاح الحديد البسيطة عن طريق الفم بمثابة علاج كاف. لا يوجد أي إثبات على أن إضافة المعادن أو الفيتامينات أو المقويات الدموية الأخرى تزيد من الاستجابة لأملاح الحديد البسيطة، وفي الممارسة الطبية اليومية يستعمل عادة أحد مستحضرات الحديد تحسب الجرعة العلاجية وفق نسبة الحديد المشكلة ل 20% من أملاح السلفات فيعطي 6ملغ/كغ من الحديد العنصري مقسمة على ثلاث جرعات وهي جرعة كافية. قد لايستسيغ بعض الاطفال الحديد عن طريق الفم. ويمكن في حالات خاصة اعطاء الحديد عن طريق الوريد بجرعة محسوبة بشكل دقيق، لكن الاستجابة للحديد الوريدي ليست أسرع أو أفضل من تلك المعطاة بالمعالجة عن طريق الفم بالمقادير المناسبة ما لم يوجد سوء امتصاص مرافق. نظرا للاستجابة الدموية السريعة المتوقعة في فقر الدم بنقص الحديد، فإن نقل الدم نادراً ما يكون مستطبا ما لم يكن فقر الدم شديدا جدا.

المراجع

sehha.com/art/details-1131.htmlالموسوعة الطبية العربية

التصانيف

حياة