جزر المحيط الهادىء (أوقيانوسيا )
نبذة عن قارة أوقيانوسيا
تُعرّف قارة أوقيانوسيا (بالإنجليزيّة: Oceania) على أنّها منطقة جغرافيّة تملك أهمية سياسية، وتضم العديد من الأقاليم، والبلدان، والجزر التي يزيد عددها عن 10,000 جزيرة، ويعود السبب في استعمال مصطلح أوقيانوسيا بدلاً من أستراليا إلى أنّ المناطق، والدول التابعة لهذه المنطقة القاريّة ترتبط معاً من خلال المحيط، على عكس القارّات الأخرى التي ترتبط معاً من خلال اليابسة، ويجدر بالذكر عدم وجود تعريف دقيق لهذه القارة، وذلك نظراً لصعوبة تحديد نطاقها، والمناطق التي تضمها بالتحديد.
قد تضم قارة أوقيانوسيا ما لا يقلّ عن ثلاث مناطق فرعية، هي: بولنيزيا (بالإنجليزية: Polynesia)، وميكرونيسيا (بالإنجليزية: Micronesia)، وميلانيزيا (بالإنجليزية: Melanesia)، أو قد تضم المنطقة الموجودة بين الأمريكيتين، وقارة آسيا، والتي تضمّ أسترالاسيا (بالإنجليزية: Australasia)، وأرخبيل الملايو (بالإنجليزية: Malay Archipelago)، باستثناء أرخبيل اليابان (بالإنجليزية: Japan archipelago)، وجزر ريوكيو (بالإنجليزية: Ryukyu)، والكوريل (بالإنجليزية: Kuril)، وألوتيان (بالإنجليزية: Aleutian)، كما يُمكن تعريفها على أنّها القارة التي تضمّ أستراليا، والجزر القريبة منها، وتيمور الشرقيّة (بالإنجليزية: East Timor)، ونيوزلندا، أمّا التعريف الشائع، والأكثر انتشاراً لقارة أوقيانوسيا فيستثني كلّاً من: تايون، والفلبين، وأندونيسيا، وذلك بسبب ارتباط تاريخ، وثقافات شعوب هذه الجزر بالقارة الأسيوية،ويجدر بالذكر أنّ أوقيانوسيا، وأسترالاسيا هي مصطلحات حديثة فُرضت من الخارج.
بلدان قارة أوقيانوسيا
توجد قارة أوقيانوسيا في جنوب المحيط الهادئ، وتغطّي مساحة تصل إلى أكثر من 8.5كم2، إذ تضمّ هذه المساحة 14 دولة متفاوتة في مساحاتها الجغرافية، فمنها الدول ذات المساحة الكبيرة كأستراليا التي تعتبر دولة، وقارة على حدٍّ سواء، والدول الصغيرة، مثل ناورو (بالإنجليزية: Nauru)، كما تشتمل قارة أوقيانوسيا على العديد من الجزر التي قد تختفي عن الوجود بشكلٍ كليٍّ بسبب التغيّرات الحاصلة في مستوى المياه.
تقسيم جزر قارة أوقيانوسيا
تُقسّم قارة أوقيانوسيا إلى ثلاث مجموعات من الجزر التي تختلف في طريقة تكونها ، والمواد المكوّنة لها، وهذه الجزر هي:
الجزر القارية
التي تتميّز بخصائص فيزيائية فريدة، والجزر العليا، والمنخفضة اللّتان تتشابهان في خصائصهما الجغرافية الطبيعية الفيزيائية. الجزر القارية تُعرف الجزر القارية (بالإنجليزيّة: Continental Islands) بأنّها مجموعة من الجزر التي كانت مرتبطة بالقارات، ثمّ انفصلت عنها نتيجة تغيُّر مستوى مياه البحر، وحدوث الأنشطة التكتونية التي تتمثّل في حركة صفائح القشرة الأرضية، وتصادمها، وتُعدّ كلّ من: أستراليا، وزيلانديا (بالإنجليزية: Zealandia)، وغينيا الجديدة من الأمثلة على الجزر القارية التي تشترك معاً في بعض الخصائص الطبيعية، كاحتوائها على المرتفعات، والسلاسل الجبلية، والتي تكوّنت نتيجة الضغط الذي تعرّضت له الصفائح التكتونيّة، ممّا أدّى إلى دفع طبقات الأرض للأعلى، ومن الأمثلة على هذه المرتفعات: سلسلة غريت ديفايدينغ الجبلية (بالإنجليزية: Great Dividing Range) في أستراليا، وهضبة الجزيرة الشمالية البركانيّة، وجبال الألب الجنوبية في نيوزيلندا، ومرتفعات غينيا في بابوا غينيا الجديدة.
بالرغم من تماثل هذه الجزر في بعض الخصائص الطبيعية، إلّا أنّ لكلّ منها خواصّ فيزيائية متميّزة عن غيرها، وذلك نتيجة لاختلاف العمليات البيئية التي تتعرّض لها كلّ منطقة، إذ تتميّز أستراليا بالمناطق الريفية النائية التي تضمّ بعض المناطق الصحراوية، إضافة إلى الأراضي شبه القاحلة، والتي نتجت عن السهول الداخلية في المنطقة، وقربها من الرياح الجنوبية الجافة الباردة، في حين تسود نيوزيلندا الأنهار الجليدية الناتجة عن المرتفعات، وقربها من الرياح الرطبة الباردة، أمّا بابوا غينيا الجديدة فتمتاز بالغابات المطرية الناتجة عن ارتفاع الجزيرة، وقربها من خطّ الاستواء، والرياح الاستوائية الرطبة، ويجدر بالذكر ظهور بعض الأنشطة البركانية في كلّ من جزر بابوا غينيا الجديدة، ونيوزلندا نتيجة للعمليات التكتونية.
الجزر العليا
تكونت الجزر العليا (بالإنجليزيّة: High Islands)، أو ما يُعرف بالجزر البركانيّة بسبب تبريد الصهارة المتراكمة الناتجة عن الانفجارات، والثورات البركانيّة التي تحدث في أعماق المحيط، ممّا يؤدّي إلى تصلّبها مكوّنة جزر شديدة الانحدار، ومحاطّة بالتلال، والوديان، ومن أشهر هذه الجزر: جزر ميلانيزيا الواقعة في منطقة الحزام الناري التي تمتدّ على طول سواحل المحيط الهادئ، إذ تنشط الزلازل، والبراكين فيها نتيجة لحركة صفائح القشرة الأرضية.
الجزر المنخفضة
لا يتجاوز ارتفاع الجزر المنخفضة (بالإنجليزيّة: Low Islands) التي تتألف من الشعاب المرجانية بضع أمتار فوق سطح الماء، ممّا يُفسّر سبب تسميتها بهذا الاسم، فمثلاً يصل أعلى ارتفاع لدولة نييوي الجزرية (بالإنجليزية: Niue) إلى 60م، في حين يصل أعلى ارتفاع في سلسلة الجزر الواقعة بين هاواي، وأستراليا إلى 4.6م فوق سطح البحر، ونتيجة لهذا الارتفاع البسيط، فإنّه يكثر تعرّض هذه الجزر للكوارث الطبيعية، كالأعاصير الاستوائية، وتُعدّ جزر ميكرونيسيا (بالإنجليزيّة: Micronesia) في منطقة المحيط الهادئ من أهمّ الأمثلة على الجزر المنخفضة، وتتميّز هذه الجزر بقلّة عدد السكّان فيها نتيجة لقلّة المياه العذبة، وبسبب طبيعة التربة الرملية الجافة التي تعيق عملية الزراعة.
تاريخ قارة أوقيانوسيا
بدأ تاريخ أوقيانوسيا مع قدوم شعوب مناطق جنوب شرق أسيا إليها، إذ بدأت الهجرة الأولى التي تمثّلت بقدوم الميلانيزيون (بالإنجليزية: Melanesians)، والأستراليون الأصليون إلى قارة أوقيانوسيا منذ حوالي 40-60 ألف عام، وقد استقرّوا حينها في أستراليا، وغينيا الجديدة، ثمّ بدأ الميلانيزيون بالتوسّع إلى أقصى شرق القارة، حتى وصلوا إلى جزر سليمان (بالإنجليزية: Solomon Islands)، وبعد مرور أكثر من 30 ألف عام بدأت مجموعاتٍ أخرى من شعوب جنوب شرق أسيا بالهجرة إلى أوقيانوسيا، والاستقرار في جزر المحيط الهادئ البعيدة، ويجدر بالذكر ما تميّزت به هذه الشعوب القديمة من فنون صخرية مختلفة، والتي لا زالت تُمارس حتى يومنا هذا، إذ تدلّ الآثار التي وُجدت لهذه الأعمال على التاريخ الطويل لقارة أوقيانوسيا.
مناخ قارة أوقيانوسيا
يتباين مناخ قارة أوقيانوسيا بين المعتدل، والاستوائيّ، إذ تسود الأجواء المعتدلة في نيوزيلندا، ومعظم مناطق أستراليا، وتتميّز هذه الأجواء بمستويات عالية من الهطول المطري، إلى جانب الشتاء البارد، والصيف الدافئ، أو الحارّ، بينما تسود الأجواء الاستوائية في معظم مناطق جزر المحيط الهادئ، وتتميّز هذه الأجواء بمناخٍ حارٍّ، ورطبٍ على مدار السنة، ويجدر بالذكر تعرّض قارة أوقيانوسيا للرياح الشديدة، والأعاصير بشكل كبير.
المراجع
mawdoo3.com
التصانيف
الجغرافيا جزر وقارات تضاريس