تتميز شرايين الإنسان في بداية العمر بنظافتها وخلوها من أي مواد أو ترسبات دهنية، كما أن جدران هذه الشرايين تكون مرنة وتتجاوب بتناغم مع تدفقات الدم القادمة من القلب، إلا أن الأمر يختلف مع التقدم في العمر، فتصبح الرواسب الدهنية تسد مجرى الدم وتفقد بذلك الشرايين مرونتها، ما يحدث عبئاً على القلب فتتضخم عضلته، لأن عليها أن تضخ الدم بشكل أقوى من الشكل السابق فيرتفع بذلك ضغط الدم.

ويحدث تراكم الدهنيات والكولسترول خطورة أكبر على الشرايين الأقل قطراً، حيث تكون الشرايين المغذية لعضلة القلب أكثر عرضة للانسدادات الناجمة عن تراكم الدهنيات في الشرايين فتحصل الذبحة الصدرية، ناجمة عن انخفاض مفاجئ في كمية الدم الواصل إلى عضلة القلب، ويحصل هذا بسبب تضيق الشرايين التاجية، ما يسبب الى موت الأنسجة التي يغذيها هذا الشريان، وقد يسبب لإيقاف كلي أو جزئي لوظيفة القلب ويشعر به المريض عن طريق الألم الحاد وصعوبة التنفس، ويكون الحل الأمثل بنقل المصاب بأسرع وقت للمستشفى لإنقاذ حياته، وكما يحدث توقف الدم عن الوصول الى خلايا عضلات القلب بسبب الانسداد الكامل للشرايين لفترة طويلة، قد تحدث الوفاة بسبب موت الخلايا لعدم حصولها على الأكسجين اللازم.وتعد الإصابة بالجلطة ضمن المدى المأمون إذا كانت نسبة تضيق الشرايين بحدود 75 %، ولم يقم المريض بأي جهد عضلي أو تعرض لتوتر يسبب الى تضيق الشرايين فيشكل حصول القلب على حاجته من الأكسجين في الحالات الاعتيادية الطبيعية، وغالبية المرضى لا يشعرون بوجود هذا التضييق الحاصل في شرايين القلب ويعيشون مع هذا الخطر الكامن في القلب عدة سنين، لأنهم لا يمارسون رياضة مجهدة على القلب ويحيون حياة هادئة خالية من المشاكل ويحصل القلب على ما يحتاجه من الأكسجين رغم وجود هذا التضييق، إلا أن الأمر يتحول الى المربع الخطر في تعرض المريض لنوبة توتر وغضب مفاجئ أو بعد ممارسة جهد، كأن يصعد الدرج وهو حامل وزنا ثقيلا بعد وجبة دسمة.والسيناريو التالي هو الأكثر تسببا لحدوث الجلطة؛ حيث يأكل المريض وجبة من الطعام، ويخرج أو يبقى في البيت ويحصل نقاش مع أصحابه أو أهله فيتحول الى نقاش حاد قد يغضبه، وقد يتعرض للجو البارد، ما يؤدي الى مضاعفة الجهد على عضلة القلب. فوجود الطعام يعني تحويل الدم الى المعدة، ما يسبب الى تناقص الكمية الواردة من الدم للقلب، كما يؤدي النقاش والغضب ولفحة الهواء الى إفراز الأدرينالين الذي يعمل على تضييق الشرايين، ما يسبب الى تقليل الدم الواصل للقلب وجميعها تشترك في تقليل كمية الدم للقلب الذي يصل إليه بنسبة أقل؛ لأن الشرايين تشكو من تضيق بنسبة كبيرة يؤدي الى الإصابة بالجلطة، ما يتسبب في المزيد من الجهد على القلب. وعند تعرض أي عضلة من عضلات القلب الى نقص في كمية الأكسجين، يحصل الألم الذي يدعى بالذبحة الصدرية.

وقد يختفي الألم بسرعة كبيرة بسبب زوال الجهد على عضلات القلب، ومن ثم فإن الدم الواصل إليها سيكون كافياً لحركتها. فعلى سبيل المثال، فإن صعود السلم قد يؤدي لذبحة الصدرية التي قد تزول بزوال المؤثر بعد راحة بسيطة في أعلى السلم.

تتميز الذبحة الصدرية بوجود الألم الذي يصاحبها، وعادة ما يكون الألم في منطقة الصدر وبقدر قبضة اليد وفي الموقع نفسه، ويتحرك الألم بصورة شعاعية باتجاه الحنجرة والفكين، ويصاحب ذلك ألم في الذراع التي غالباً ما تكون اليسرى. وقد يبدأ الألم في الذراع قبل أن يحس به الفرد في المنطقة الصدرية التي ينتقل اليها بعد مدة قصيرة. ويختلف وصف الألم من مريض الى آخر؛ فبعضهم يصفه بحز السكين (لذا سميت الذبحة)، والبعض الآخر يصفه بالثقل الهائل على الصدر أو بالإحساس بالضيق أو ما يشبه الحرقة المعدية، أما فترة الإحساس بالألم، فهي أطول بكثير في النوبة القلبية منها في الذبحة الصدرية.الفرق بين الذبحة الصدرية والجلطة القلبيةتعد الذبحة الصدرية مقدمة لحصول الجلطة القلبية، إلا أنها أخف على المريض من ناحية تأثيرها على القلب وسلامة أنسجته، بالإضافة الى كون الفترة الزمنية للألم في الذبحة الصدرية دقائق معدودة تزول بعد فترة راحة بسيطة، أما آلام النوبة القلبية فلا تزول بعد فترة راحة وتستمر لفترة أطول بكثير قد تصل الى نصف ساعة أو قد تستمر حتى لعدة ساعات، مما قد يتسبب في تلف عضلات القلب، وقد تصاحب النوبة القلبية بعض الأعراض مثل، الغثيان وصعوبة التنفس وسوء الهضم.

العوامل المساعدة للإصابة بأمراض القلب

هناك بعض العوامل التي تعتبر محفزة لحدوث الجلطة القلبية والذبحة الصدرية، ومن الممكن تلخيصها بالنقاط التالية:

الجنس: نسبة إصابة الرجال بأمراض القلب أكثر منها في النساء، ولكن اذا ما بلغت النساء سن اليأس، فإنهن قد يتساوين مع الرجال في نسبة حصولها، لأن هرمون الاستروجين يعتبر عاملا محايدا لحدوثها بين النساء، وبما أنه يقل لدى النساء في سن اليأس، فإن إصابتهن تكون متساوية الى حد كبير مع الرجال، لأن هرمون الاستروجين يعد حاميا للقلب من هذه الناحية.

  • العمر: تزداد نسبة حصول الجلطة مع تقدم العمر.
  • العامل الوراثي.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بمرض السكري.
  • تناول الأغذية الغنية بمادة الكولسترول.
  • التدخين.
  • السمنة المفرطة.
  • عدم ممارسة الرياضة.

طرق العلاج

توصف لبعض المرضى أدوية مناسبة لهم، منها مميعات الدم من الأسبرين والبلافيكس، وينصحون بتناول الأدوية الموسعة للشرايين من مشتقات النترات، وخصوصا تلك التي توضع تحت اللسان في حالة الشعور بالأعراض مستقبلا، بالإضافة إلى الأدوية التي يتناولونها بانتظام من أدوية الضغط والسكري والخافضة للكولسترول. من الممكن اللجوء الى توسيع الشرايين من أثناء البالون أو وضع الدعامات المعدنية في منطقة التضييق الشرياني، وفي بعض الحالات من الممكن إجراء عملية زرع الشرايين أو العلاج بالليزر لإذابة الجلطات.


المراجع

alghad.com

التصانيف

صحة   العلوم التطبيقية   غذاء ودواء   العلوم البحتة