قرية كلي
توجد قرية كلي غرب نهر النيل جهة شمال غرب شندي على بعد 48 كلم تقريبًا (اسم كلي أطلق على أكثر من قرية في المنطقة وغيرها فهناك كلي بالقرب من الشويرب وأخرى بالصعيد وهي أفرع لعوائل انتقلت من قرية كلي الأم إلى تلك المناطق وأخذت تسميتها) وهي غرب كبوشية ميولًا للشمال تجاه قرية البجراوية شرقًا وهي في منتصف مناطق الجعليين.
كما سميت كلي في رواية يقال عند دخول العرب السودان لهذه المنطقة امرأة من العنج حاكمة لها اسمها كلي ويشير على ذلك ميعة كليلة وهي وادي منخفض يمر من خلالها تنتهي له مدالق السيول المنحدرة من غربها وهناك أيضًا رواية أخرى لاسم كلي أنها كانت جامعة لربوع الجعليين في سنين المحل عند شح الأمطار وضعف فيضان النيل حيث كانت مكتظة بالغابات يقصدها دائمًا أهل السعية وكانت احتياطي لوادي النقع وأبسلم والهواد في حالة المحل وعدم نزول المطر. وفي رواية ثالثة أن اسم كلي من معنى الكيل والعبوة لخصوبة أراضيها عندما يفيض النيل حيث لا تقمح مزارع ولا قاصد عطية وقد تغنى أحد أبنائها وهو دفع الله العسيكري – ي– في هذا المعنى :
الأخوان كلينا حليلا.. وكتين فوقا يكرب نيلا.. القوى والضعيف من غير حيلة.. من قدام بيتو مونتو يشيلا كذلك فإن حرف الكاف هو غرام المنطقة وهو القاسم المشترك لمعظم البلدات والمدن فيها مثل كبوشية – الكمير – الكدركور – كبوشاب – كلي – المكنية – الكجيك والكتياب.. وغيرها.
كما ان حدود كلي على النيل من الشمال : رأس جزية الشبيلية ممتد غرباً جنوب قوز العرائس مروراً بحلة الضواب وتضم قلعة أبو فادني مع امتداد حدود وادي كلي إلى جبل الحسانية وجنوبًا من الغرب النقع شرقًا مرورًا بالمعيرض وحتى فخنجيرة جنوب الحميرات حتى نهر النيل مع حدود أبعلي (العوضية) وكلي هي قرى الحميراب والشبطاب والشارباب حديثاً وقوز ود الأحمر (قوز ود طلحة) والعريض والعريض والقوز وهي كلي حالياً والفرحسين وأم سدرة وقد اتى نشاط سكان أهلها بالزراعة وسكن كل منه تجاه أرضه الزراعية.
يعد حوض كلي أكبر حوض زراعي في ولاية نهر النيل وخاصة منطقة الجعليين ومساحته حوالي 5000 فدان(مشروع كلي الزراعي، مشروع حكومي أنشأ عام 1973م ومساحته الإجمالية 9000 آلاف فدان منها 5000 فدان في حوض كلي) بخلاف الفيض الوراني والقدامي وهذه المساحة ضمت داخل المشروع الحالي خلاف السواقي والمرون والجزيرة وخراشة وكان يزرع فيها الذرة الفيتريتة والحميسي وقدوم الأرنب وود علي والمقد والذرة الشامية إضافة إلى اللوبيا واللوبيا الطيب والحمص والفاصوليا والبصل والعدس والشمار وبعض الخضروات ثم الفول المصري والقمح في المشروع الجديد كانت الأراضي في الزمن السابق على طول الكرو(كلمة الكرو كلمة نوبية من العهد المروي القديم وتعني الأرض المنبسطة التي يفيض إليها النيل ومن المعلوم أن البجراوية وهي عاصمة مملكة مروي القديمة والتي عرفت بـ بيرمنجهام أفريقيا لشهرتها بتعدين الحديد في عهد ممالك الفراعنة والنوبة) من القرى شرقاً إلى النيل حتى السواقي وقد تم مسحها عام 1941م وتربيعها إلى نمر وإعادة تسجيلها إلى أن تم تحويلها وتقسيمها إلى حواشات بالمشروع الحالي عام 1973م وكانت هناك تسميات للحوض فالمناطق المتاخمة للسواقي كانت سكن للأهالي مثل الرأس وود حمار وعترة والكندرة والطرفة والنزيهة والغابة وأم أرض والأربعين وعترة والبرانية وكانت البيوت من الطين. وبتكرار الفيضانات وهدمها صارت تبنى من الحطب والقش ]كرانك وكُـرف ورواكيب[ وتقلص الناس بالرحول للقرية عام 1954م وآخرهم عام 1961م.
كذلك هناك تسميات داخل الحوض مثل سمريت وهي في صدر الحوض وغنية بجوار الغابات وأم علقة ناحية الشبطاب والحبيل والكريمت جهة الفرحسين والقصبة والنديانة والدبة الضكرة ويكثر شجر الحراز والسدر والسنط بالسواقي والمرون وشجر السنط والطلح بالفيض القدامي وسمريت وكل هذا يدل على أن منطقة كلي غنية بالموارد الطبيعية وبذلك توفرت الأعلاف وكانت لبعضهم آلاف من رؤوس الأغنام والماشية توفرت لها طوال العام الأعلاف المتنوعة من خُرّيم ونبق وبرم وسِعِد وقرض ودفرة ومهوية وأم آلبينة وتربة وغيرها. أضف إلى ذلك شجر السيال والطلح والطنضب والكـرمت والأراك بالقيزان وكذلك نجد أن الكالياب لهم باع طويل خارج حدودهم فهم الوحيدون من قرى الجعليين الذي يملكون أراضي في وادي أبسلم والنقع والهواد.
المراجع
areq.net
التصانيف
قرى السودان الجغرافيا السودان