خوله مناصرة

يولد بعض الأطفال ولديهم إرادة قوية، حيث يرفض الطفل الأوامر، أو يصر على القيام بعمل معين، ولا يتراجع عن موقفه بسهوله، فالعناد نمط سلوكي لدى بعض الأطفال، حيث يتصرف كديكتاتور صغير، و لا يستطيع احد أن يجبره على فعل أي شيء لا يريده. ويبدأ هذا السلوك بالظهور عندما يتمكن الطفل من المشي والكلام ونتيجة لشعوره بالاستقلالية أولاً, ونمو تصوراته الذهنية ثانياً، فيرتبط العناد بما يفكر به وما يخطر بباله من خيال ورغبات.

والعناد ليس سلبياً دائماً، فهناك عناد يأتي مع القدرة على الثبات على التركيز ، والتي تؤدي إلى زيادة التعلم. والقدرة على حل المشاكل مما يجعله شخصا قياديا.. وعناد التصميم والإرادة يتطلب الدعم والتشجيع، لأن هذا النوع من العناد يدفع الطفل للإصرار على تكرار المحاولة، مما يساعده على التعلم من محاولاته، وينمي فيه القدرة على حل ما يواجهه من مشاكل حاضرا ومستقبلا. ويخلق عنده الإرادة القوية.

وهناك خط رفيع بين الشخص القيادي والمتسلط. فأحيانا يتخذ عناد الطفل شكل التصميم الرغائبي دون النظر إلى العواقب المترتبة على هذا العناد، كأن يصر الطفل على السهر حتى وقت متأخر بالرغم من الحاح وطلب أمه له للنوم، حتى يتمكن من الاستيقاظ صباحاً للذهاب إلى المدرسة. وهذا نمط مزعج من العناد.

وأحيانا يأخذ العناد شكل العناد مع النفس، حيث يحاول أن يعاند نفسه ويعذبها، ويدخل في صراع داخلي مع الذات، فقد يغضب من أمه، فيعاقبها برفض الطعام رغم الجوع، وبرغم محاولاتها لدفعه لتناول الطعام، وهو يظن بفعله هذا أنه يعذب نفسه بالتَّضوُّر جوعاً. ويحب الطفل المعاكسة والمشاكسة ومعارضة الآخرين, فهو يعتاد العناد كوسيلةً اتصالية ونمطاً راسخاً وصفة ثابتة في الشخصية, وهذا النوع من العناد يحتاج إلى علاج نفسي متخصص.

ويصاب الأطفال أحيانا بالتخلف العقلي لسبب ما، مما يظهرهم بمظهر المعاندين السلبيين.

أسباب العناد

التعامل مع الطفل بشكل متعسف غير واقعي، مما يؤدي إلى عواقب سلبية؛ ويدفعه إلى العناد كردَّ فعل للقمع الأبوي الذي يرغمه على عمل شيء لا يحبه, كأن تصر الأم على أن يرتدي معطفاً ثقيلاً يعرقل حركته أثناء اللعب، ويسبب عدم فوزه في السباق مع أصدقائه، وقد يكون لونه مخالفاً للون الزيّ المدرسي، وهذا ما يسبب له الإحراج والتقريع في المدرسة، فيرفض ويعاند الأهل الين لا يقدرون حقيقة الأمر.
تقليد الأهل قد يلجأ الطفل إلى التصميم والإصرار على رأيه مقلداً أباه أو أمه، عندما يصممان على أن يفعل الطفل شيئاً أو ينفذ أمراً معينا، دون إقناعه بتقديم تفسير مقنع لذلك.

يمر الطفل بمراحل نمو نفسي يحاول خلالها إثبات وجوده، وتظهر عليه سمات العناد غير المبالَغ فيه، في مرحلة معينة من النمو, مما يساعده على الاستقرار واكتشاف نفسه وقدرته على التفاعل والتأثير, وبذلك يتعلم أن العناد والتحدي أساليب غير مجدية لتحقيق رغباته.

تدخل الأهل المستمر وإبداء التصلب في التعامل، فالطفل يرفض الأوامر، ويتقبل الرجاء، ويتصرف بعناد عند محاولة فرض الأوامر عليه، ومنعه من فعل ما يرغب به من دون تقديم تبرير مقنع.

يتصرف الطفل بعناد كردَّ فعل للاعتماد الزائد على الأم، أو الأب أو احد أفراد العائلة.

معاناة الطفل وشعوره بثقل خبرات الطفولة, أو التعرض للصدمات, أو إعاقات مزمنة تجعل العناد وسيلة لمواجهة شعوره بالعجز وعدم القدرة على تحمل معاناته الناتجة عن عجزة.

  • إن الاستسلام لرغبات الطفل ومطالبه وعناده, تُرسخ سلوك العناد لإدراكه أن العناد أسلوب مجد للوصول إلى ما يريد.

  • طريقة التعامل مع الطفل العنيد

    يجب أن ندرك أن معاملة الطفل العنيد ليست بالأمر السهل؛ فهي تتطلب الحكمة والصبر، وعدم اليأس أو الاستسلام للأمر الواقع.

    وأول وأهم جزء من تأديب الطفل العنيد هو التعامل بلطف وهدوء لكن بحزم. والتعليم بالنموذج والمثال فالطفل يميل لتقليد والديه، إذا كان الطفل يتصرف بشكل جيد فيجب أن يكافئ ويشجع بالمعاملة اللطيفة. أما عندما يبدي سلوكاً سيئاً فيجب عدم تجاوز القواعد أو عمل استثناءات بالنسبة له، معاملة الطفل عنيد مثل أي طفل آخر، وتعليمه الأخذ والعطاء، ويجب أن تكون المعاملة متسقة. فعليه أن يعرف أنه سيواجه العواقب إذا كسر القواعد، والعقاب يجب أن يتناسب مع حجم الخطأ.

  • أعط الطفل بعض الوقت المستقطع حيث يجلس الطفل وحده بدون أي وسيلة تسلية، وهذا يعني عدم التكلم أو اللعب بالأشياء القريبة منه، أو القفز في المكان الموجود فيه. ويجب أن نجلس في منطقة الوقت المستقطع حتى ينتهي الوقت. أما إذا رفض الذهاب إلى الوقت المستقطع، فعليك ببساطة النظر إلى ساعتك وتقولي له أن هذا الوقت سيضاف إلى الوقت المستقطع مما سيزيد وقت العقاب ، وقد لا يجدي هذا لأول مرة أو اثنتين، ولكن بعد الجلوس ومرور وقت طويل الوقت المستقطع بسبب رفضه الذهاب والجلوس سوف يتعلم الالتزام بالعقوبة عندما تفرض عليه

  • إذا جادل الطفل أو تكلم، يضاف المزيد من الوقت في زيادات صغيرة في مهلة معينة. كل مرة تقوم فيها بإضافة إلى العقاب، وإعلام الطفل عن المدة التي قمت بإضافتها، ولماذا فعلت ذلك. ولكن اسمحي له أن يعرف أن أي توقف أو تكلم أو مجادلة لن يتم التسامح معه.

  • بمجرد أن يجلس الطفل في الوقت المستقطع، اجلسي بجانبه وتحدثي بلطف ولكن بحزم حول غلطته. اسأليه ما الخطأ الذي فعله ، طبعا هو يعرف ما فعل ولكن جعله يعترف بغلطته أكثر فعالية ويمنحك فرصة لتقولي له انه يعرف القوانين، وليس لديه سبب وجيه لكسرها. ثم اطلبي منه أن يقول لك ما كان ينبغي له القيام به بدلا من ذلك. إذا كان الطفل يرفض الإجابة أو يظهر عدم الاحترام لكلامك، قولي له انه يمكن أن يجلس ويفكر حتى يصبح مستعداً لإجراء محادثة حول هذا الموضوع.

  • وحتى إذا اعتذر الطفل وادعى أن ذلك لن يحدث مرة أخرى، فان هذا يجب ألاّ يمر من دون عقاب لتفادي التجاوزات في المستقبل. ومع ذلك، يجب الاستجابة بلطف للطفل إذا تقدم بالاعتذار. قولي له شكرا على الاعتذار، ولكن لا يزال عليك أن تكمل العقاب، وأعطه فرصة ليثبت لك أن هذا لن يحدث مرة أخرى في المستقبل.

  • وإذا كان الطفل في نوبة غضب، فلا تصعدي الموقف بالصراخ. فمن المهم أن تبقي هادئة ، لأنه إذا لم تكوني هادئة فسوف يستغرق الطفل وقتا أطول ليهدأ. فلا تسمحي أبدا له بأن يجعلك تفقدي أعصابك.

  • العدالة من أهم وسائل التعامل. فبغض النظر عن أي طفل كسر قاعدة عامة، فإن العقوبة يجب أن تكون هي نفسها في كل الحالات. فتأديب الأطفال عملية صعبة، وربما تحتاج إلى أن تكون مصممة لطفل معين، ولكن يجب عليك أن تبقي دائما عادلة وتجنبي لعبة الطفل المفضل او المدلل.


المراجع

shallwediscuss.wordpress.com

التصانيف

حياة   أطفال   طب أطفال   العلوم الاجتماعية   العلوم التطبيقية