أساليب تربوية يجب تجنبها
خوله مناصرة
يرتفع صوت حلا بالبكاء «ماما.. يزن شدّ شعري وأخذ لعبتي» وبعد دقائق يعلو صراخ مهند «ماما .. يزن خرب حديقة الحيوانات التي صنعتها» ويرتفع صوت سناء مهددة يزن «انتظر حتى يعود بابا من الشغل، وسأحكي له عما فعلته ليؤدبك» وتعود الأم لتغرق في أعمال البيت اليومية وتنسى تهديدها ليزن بأن تطلب من الأب معاقبته على أخطائه. وحتى لو تذكرت فإن الوقت الطويل بين ارتكاب الطفل للسلوك الخاطئ والعقاب ينفي وجود رابط بين الخطأ والعقاب.
تلجأ كثير من الأمهات إلى هذا الأسلوب في تربية أبنائهن، وهو أسلوب خاطئ لتعليم الطفل وتربيته، فالمفروض أن يُتخذ الإجراء العقابي على الخطأ مباشرة وليس بعد ساعات بعد أن ينسى السلوك الخاطئ.
ومثل هذا السلوك التربوي هناك العديد من السلوكيات التي تضر بالعلاقة بين الوالدين والطفل من جهة وتقلل من ثقة الطفل بنفسه وتقديره لذاته من جهة أخرى. فمن الضروري أن يكبر الأطفال ولديهم ثقة بالنفس وقدرة على التمييز بين السلوك الخاطئ والعلاقة الصحية السوية مع الوالدين بحيث يكون الوالدان مصدراً للثقة ومرجعا يلجأ إليه الطفل لتعزيز ثقته بنفسه في المواقف الضاغطة المختلفة ومن هذه الأساليب ما يلي:
- تلجأ بعض الأمهات إلى أسلوب الرشوة لدفع طفلها للمساعدة في بعض الأعمال المنزلية «سأعطيك مصروفك عندما تنظف غرفتك» ، إن مكافأة الطفل عندما يقوم بعمل جيد هو أمر مستحب ولكن هناك فرق بين المكافأة والرشوة، فالطفل يجب أن يتعلم في سن مبكرة أن عليه المساعدة في شؤون البيت كتنظيف وترتيب غرفته وان هذا يعتبر مسؤولية أسرية لا يحق له أن يطالب بشيء مقابل القيام بها، وحتى يصبح هذا عادة تلقائية لديه.
- أما الأسلوب الخاطئ الثاني فهو أسلوب التهديد «لن تذهب معنا إلى الحديقة عصر اليوم إذا لم ترتب غرفتك» التهديد ليس أفضل من الرشوة. حيث أن التهديدات غالباً لا تُنفّذ ويفلت الطفل بما فعله من سوء السلوك أو الأخطاء، ولذلك سرعان ما يتعلم الطفل أن التهديد لا معنى له لأننا لا نتابع هذه التهديدات. ويبدأ الطفل بالاعتقاد بأن التهديدات الأخرى سوف تكون غير ذات صلة. فإذا أصدرت تهديدا، فمن الضروري أن يكون تهديدا واحدا يجب تنفيذه إذا لزم الأمر.
- «هل أنهيت واجباتك؟» « هل حضرت حقيبتك؟» «لا تنس أدواتك المدرسية» يتبع بعض الآباء والأمهات هذا الأسلوب في مضايقة أطفالهم. فالأصل أن يعتاد الطفل على تحمل المسؤولية، وان يكون مسؤولا عن ملابسه وكتبه وواجباته، وعدم تحمل الآباء للمسؤوليات المتعلقة به شخصيا، لأن من شأن ذلك أن ينمي ثقته بنفسه صغيراً وكبيراً، أما إذا كان الأهل هم الذين يقومون بقضاء شؤونه فسيعتاد الاتكالية وانعدام ثقته بنفسه أو في قدرته على الاستقلال والقيام بشؤونه بنفسه.
- «لم تقم بتنظيف غرفتك كما يجب» فمهما كانت نيتك حسنة وكان الهدف من النقد تعلم الطفل من أخطائه إلا أن النقد غالبا ما يسبب استياء الطفل. فالطفل يحتاج إلى التوجيه الايجابي بدلا من السلبية والمبالغة في انتقاده لتعزيز احترامه لذاته وثقته بنفسه. ويفضل أن تبحثي عن التصرف الايجابي ومدحه بدل الاستغراق في النقد.
- أما أسلوب الضرب فان علماء التربية وعلم النفس يجمعون على ضرورة تجنبه كوسيلة لتأديب الطفل. فالضرب قد يكون وسيلة فعالة على المدى القصير ولكنه لا يجلب سوى الاستياء والانكسار للطفل وفقدان ثقته بنفسه على المدى الطويل أما شعور الطفل بقسوتك عليه فيجعله يؤمن انك غير منصفة في حقه مما يقوده إلى التمرد.
- من السهل على الطفل الصغير اكتشاف عبارات الثناء غير الصحيحة، التي تؤدي في نهاية الأمر إلى فقدان الطفل الثقة فيك وفيما تقولينه له فمن الأفضل الثناء على الصفات والتصرفات الحقيقية كأن تقولي له « لقد لاحظت ارتفاع علاماتك في امتحان اليوم، أنا سعيدة لأنك درست بجد» فهذا إقرار منك بأنه بذل جهدا وحقق انجازا مما يرفع معنوياته ويزيد ثقته بنفسه وتقديره لذاته ولقدراته.