سفر برلك (نفير عام 1914)، (بالتركية:Seferberlik) والمقصود منها النفير العام والاستعداد للحرب. وهو فرمان أصدره السلطان العثماني محمد رشاد بتاريخ الثالث من آب1914م يدعو فيه الرجال الذين بلغت أعمارهم بين ( 15 حتى 45) عام من رعايا الدولة العثمانية، ومن بينهم رعايا البلاد العربية إلى الالتحاق بالخدمة العسكرية الاجبارية.

وأطلق البغداديون عليها أيام الضيم والهلاك. ويذكر مؤلف كتاب مندلي عبر العصور مايلي: أعلنت الدولة العلية العثمانية النفير العام على هيأة الحياد المسلح في 28 تموز عام 1914م الموافق 1332هجرية. وأعلنت روسيا الحرب على تركيا في 2 تشرين الثاني 1914م، وإنكلترا أعلنت الحرب عليها في 5 تشرين الثاني عام 1914م. وكان اعلان التعبئة العامة هو بمقام استعداد الدولة العثمانية للوقوف إلى جانب المانيا في الحرب العالمية الأولى.

حيث قام الجيش العثماني بوضع ملصقات الإعلانات على مداخل البنايات الحكومية، والمقاهي والاسواق والمحلات وغيرها من الاماكن العامة، التي أعلنت النفير العام . استفاقت مدن العراق كغيرها من المدن العربية، صبيحة الثالث عشر من شهر رمضان عام 1914م، على انتشار إعلانات النفير العام، ملصقة في كل مكان، اطلع أبناء بغداد على تلك الإعلانات التي عُلقت أمام المباني الحكومية في السراي، ومدخل القشلة، وعلى أبواب المقاهي والمحلات. ومن أشكال تلك الإعلانات واحداً فيه صورة بندقيتين متقاطعتين بهذا الشكل X، وكتب تحتها باللغة التركية:(سفر برلك وار سلاح باش له اولانلر) وتعني:(هناك نفير عام كونوا على استعداد مع أسلحتكم).

وسبب تسمية البغداد يين للسفر برلك بأيام الضيم والهلاك، وذلك لقيام الجيش العثماني بنقل الآلاف من شباب العراق كجنود مقاتلين، وسيروهم إلى جبهة القفقاس، حيث هلكوا جوعاً وبرداً، ولم يعد منهم سوى نفر يعدون على الأصابع، وفي حرب القفقاس هذه استشهد فيها ما لا يقل عن ثمانين بالمئة من الجنود العراقيين.

ويذكر الدكتور علي الوردي، انه في صباح 3 آب 1914م، فوجيء العراقيون بالطبول تدق على غير العادة، وشاهدوا على الجدران إعلانات رسم عليها مدفع وبندقية وكتب تحتها عبارة تركية (سفر برلك وار _ عسكر اولانلر سلاح باشنة)، ومعناها ان النفير العام قد أعلن وعلى الجنود ان يكونوا على أهبة الاستعداد باسلحتهم.

كان القصد من هذا الإعلان البدء بالتعبئة العامة دون الاشتراك بالحرب. اذ ان تركيا لم تدخل الحرب إلا بعد ثلاثة أشهر. ولكن عامة الناس لم يستطيعوا تمييز بين اعلان النفير وبين دخول الحرب فساد الوجوم على الكثير منهم وأعتبروه بلاء أنزله الله عليهم كما ينزل الطاعون عقاباً لهم على ذنوبهم. وعلى اية حال كانت القوات التركية الموجودة في العراق في حالة مزرية. وهذا الحال المزري والمفجع ينطبق على مصر ومنها ماعرف بحملة ترعة السويس الأولى، والثانية التي سميت معركة رمانة، ونفس الأوضاع واجهها أهالي فلسطين وكذلك أهالي سورية، وقد جسدت معاناتهم في تلك الحقبة من خلال المسلسل التلفزيوني إخوة التراب ومثلهم في لبنان الذين نقلوا معاناة تلك الأيام الصعبة في فيلم سفر برلك من بطولة الفنانة فيروز، الذي صور معاناة الأهالي والشباب من اعمال سخرة وتهجير، وحتى أهالي المدينة المنورة لم يكونوا إلا أسوأ حالاً ممن سبق ذكره.


المراجع

areq.net

التصانيف

الحرب العالمية الأولى  معارك الدولة العثمانية  حروب المملكة المتحدة  معارك المملكة المتحدة  مصر في عهد العلويين  حروب العثمانيين  حروب الإمبراطورية العثمانية  آثار الحرب العالمية الأولى  تاريخ تركيا  نزاعات في القرن 20   التاريخ