شارل أوغستان دي كولوم، هو عالم فيزيائي من فرنسا، عُرف بتطويره لقانون الفيزياء الذي يُدعى باسمه قانون كولوم والمعروف أيضًا باسم قانون التربيع العكسي لكولوم، والذي يصف التفاعلات الكهربائية بين الجزيئات المشحونة الكترونيًا. شكلت دراساته واكتشافاته في أواخر القرن الثامن عشر الأساس لتطور النظرية الكهرومغناطيسية.قدم مساهمات مهمة جدًا في دراسة الاحتكاك والميكانيكا التطبيقية والمغناطيسية. ولد في عائلة غنية وحصل على تعليم جيد حيث كان طالبًا مواظبًا وذكيًا جدًا.

تخرج من مدرسة Royal Engineering School الموجودة في Mézières وحصل على عدد من الوظائف الهندسية أثناء حياته المهنية. اهتمَّ أيضًا بالبحث وبدأ بكتابة أبحاثه عن الميكانيك التطبيقية. بالإضافة إلى مسيرته المهنية بالهندسة كان لديه عمله الخاص عن الاحتكاك والمغناطيسية.

وقد طُلب منه ذات مرة أن يُقدم تقرير عن دراسة جدوى لقناة صالحة للملاحة، واستنتج عن طريق بحثه أنَّ كلفة الخطة المقترحة عالية جدًا وهذا ما أغضب البيروقراطية الفرنسية التي عاقبته مع العلم أنّه كان على حق. بعد ذلك شعر بخيبة أمل كبيرة من الحكومة الفرنسية وقرر استثمار جهوده في دراسة الفيزياء.

الإنجازات

بدأ كولوم مسيرته المهنية كمهندس برتبة ملازم في فيلق المهندسين. أثناء هذا الوقت عمل في مجالات التصميم الإنشائي وميكانيك التربة وغيرها.

في البداية عُيّن في مدينة بريست، ولكن في شهر شباط من سنة 1764 أُرسل إلى بلدة مارتينيك في الهند الغربية. هناك كان لديه مهمة بناء حصن Bourbon. عمل في موقع البناء مئات العمال الذين وجّههم كولوم أثناء مراحل البناء المختلفة. ولكن هذا العمل الشاق أضعف صحة كولوم وأصبح مريضاً جدًا.

المهارات الهندسية العملية التي اكتسبها أثناء مشاريعه البنائية في الجيش أثبتت لاحقًا أهميتها الكبيرة في محاولاته النظرية بعلم الميكانيك. في سنة 1772 عاد إلى فرنسا وعُين في Bouchain، بهذا الوقت كان مشاركًا في بحث وبدأ بكتابة تقريره الخاص.

في سنة 1773 قدم اول أعماله للأكاديمية الفرنسية للعلوم في باريس الذي كان بعنوان Sur une application des règles, de maximis et minimis à quelque problèmes de statique, relatifs à l'architecture، والذي كتبه لتحديد تأثير الاحتكاك والالتصاق في بعض المسائل الإحصائية.

إنَّ استعماله لحسابات التكامل والتفاضل في مختلف التناقضات في المسائل الهندسية أثار اهتمام الأكاديمية الفرنسية للعلوم وهكذا عُيّن كمراسل لمدينة Bossut في 6 تموز من سنة 1774.

في سنة 1779 أُرسل إلى مدينة روشفور في فرنسا ليشرف على بناء حصن مصنوع كليًا من الخشب، هنا بدأ تجاربه على الاحتكاك في حوض بناء السفن. وبناءًا على هذه التجارب كتب في سنة 1781 نظرية المكنات البسيطة، والتي فاز بفضلها بجائزة Grand Prix من الأكاديمية الفرنسية للعلوم.

في سنة 1781 تحولت حياته للأفضل حيث انتخبته الأكاديمية الفرنسية للعلوم كعضو في قسم الميكانيك. انتقل إلى باريس وأصبح مستشارًا هندسيًا وكرّس بقية حياته لعلم الفيزياء.

في سنة 1784 نشر مقالأً عن مرونة الأسلاك تحت تأثير الضغط والتي أدت إلى دراسة الميزان الالتوائي. في النهاية استعملت هذه الدراسة في تحديد كثافة الأرض وأيضًا لقياس قوى الكهرباء الاحتكاكية والمغناطيسية.

بين عامي 1785-1791 كتب كولوم سبع مذكرات بالغة الأهمية عالجت مختلف جوانب علم الكهرباء والمغناطيسية.

في سنة 1789 بدأت الثورة الفرنسية عندما كان كولوم مشغولاً جدًا بأبحاثه العملية، وقد أُعيد تنظيم الكثير من المؤسسات. بسبب هذا الوضع غير المريح استقال كولوم من فيلق Génie في سنة 1791، وانتقل إلى منزله بالقرب من مدينة بلوا في سنة 1793 حيث تابع أبحاثه العملية.

في سنة 1793 أُلغيت الأكاديمية الفرنسية للعلوم وحلَّ محلها معهد فرنسا. في كانون الأول من سنة 1795 عاد كولوم مرة ثانية إلى باريس حيث تمَّ اختاره من قبل معهد فرنسا.

بصورة عامة كان غارقًا في مهنة التعليم بين عامي 1802-1806 حيث كان يشغل منصب المفتش للتعليم العام.


المراجع

arageek.com

التصانيف

علماء ومخترعين أجانب   العلوم الاجتماعية   فيزياء