يمكن ان نعرف تاريخ شبه الجزيرة الإيطالية اثناء فترة العصور الوسطى تقريبًا على أنه الفترة بين سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية والنهضة الإيطالية.خلال العصور القديمة المتأخرة في القرن السابع بقيت إيطاليا تحت حكم مملكة القوط الشرقيين، والإمبراطورية البيزنطية تحت حكم السلالة الجستينية، والبابوية البيزنطية حتى منتصف القرن الثامن. بدأت «العصور الوسطى» الحقيقية عندما ضعفت الإمبراطورية البيزنطية تحت ضغط الغزوات الإسلامية، وخضعت إكسرخسية رافينا للحكم اللومباردي في سنة 751 في النهاية. انتهى حكم اللومبارديين بغزو شارلمان في عام 773، الذي أسس مملكة إيطاليا والدولة البابوية. وضع ذلك سابقة للصراع السياسي الرئيسي في إيطاليا على مدى القرون التالية، بين البابا والإمبراطور الروماني المقدس، والذي بلغ ذروته بالصراع بين البابا غريغوري السابع وهنري الرابع و«سير الأخير إلى كانوسا» في عام 1077.
يستمد معنى «العصور الوسطى» اسمه جوهريًا من وصف فترة «الغموض» في التاريخ الإيطالي خلال القرنين التاسع والحادي عشر، وساكولوم أوبسكوروم أو «العصر المظلم» للبابوية الرومانية[4] مثلما يُرى من منظور الإنسانية الإيطالية من القرن الرابع عشر إلى القرن الخامس عشر.بدأ تطور سياسي فريد من نوعه لإيطاليا في القرن الحادي عشر، فتحولت بلديات (قومونات) العصور الوسطى إلى دول مدن قوية على غرار الجمهورية الرومانية القديمة. نهضت جمهوريات البندقية وفلورنسا وجنوة وبيزا، من بين جمهوريات أخرى، بقوة سياسية كبيرة ومهدت الطريق أمام النهضة الإيطالية، و«المعجزة الأوروبية».
وانبعاث الحضارة الغربية من الغموض النسبي في أوائل الحقبة الحديثة المبكرة. ومن ناحية أخرى، كانت دول المدن الإيطالية في حالة حرب مستمرة، الأمر الذي أضيف إلى الصراع المستمر بين البابا والإمبراطور الروماني المقدس وتتداخل معه.
انضمت كل مدينة إلى أحد الفصيلين، ومع ذلك قُسِمت داخليًا بين الطرفين المتحاربين، غويلفيون (المواليين للبابا) وغيبلينيون (المواليين للإمبراطور). منذ القرن الثالث عشر، خاض المرتزقة هذه الحروب على نحو متزايد، مما أدى إلى إنشاء مؤسسة كوندوتييرو الإيطالية وثقافة المرتزقة السويسرية. بعد ثلاثة عقود من الحروب اللومباردية بين دوقية ميلانو وجمهورية البندقية، كان هناك في نهاية المطاف توازن في القوة بين خمس دول قوية ناشئة، والتي كونت في صلح لودي ما يسمى بالعصبة الإيطالية، ما جلب الهدوء النسبي للمنطقة لأول مرة منذ قرون. هذه القوى الخمس هي جمهوريات فينيسيا وفلورنسا البحرية، التي سيطرت قواتهما البحرية على الساحل الشرقي والغربي لشبه الجزيرة على التوالي، والقوى الإقليمية لميلانو والدولة البابوية، التي هيمنت على الأجزاء الشمالية والوسطى لإيطاليا على التوالي، ومملكة نابولي في الجنوب.
انتهى التوازن غير المستقر بين هذه القوى في عام 1494 عندما سعى دوق ميلانو لودوفيكو سفورزا إلى مساعدة شارل الثامن ملك فرنسا ضد البندقية، فاندلعت الحرب الإيطالية بين عامي 1494 و1498. ونتيجة لذلك، أصبحت إيطاليا ساحة معركة للقوى الأوروبية العظيمة على مدار الستين عامًا التالية، وبلغت ذروتها أخيرًا بالحرب الإيطالية التي دارت رحاها بين عامي 1551 و1559، والتي انتهت مع إسبانيا هابسبورغ كقوة مهيمنة في إيطاليا. حكم آل هابسبورغ إيطاليا طوال الحقبة الحديثة المبكرة، حتى غزو نابليون لإيطاليا في عام 1796.
المراجع
areq.net
التصانيف
إيطاليا القروسطية العلوم الاجتماعية