العصر الكمبري أو الكامبري؛ هو أوّل فترة زمنيّة جيولوجيّة في حِقبة الباليوزي (أيْ حقبة الحياة القديمة أو الأوّليّة). استمرّت هذه الفترة لمدّة 53 مليون سنةٍ تقريبًا، وكانت بمثابةِ نقطةِ انفجارٍ مُثيرة من التّغيّرات التّطوّريّة للحياةِ على الأرض، عُرِفَت هذه النّقطة بالانفجار الكامبريّ (Cambrian Explosion)، وهذا ما يجعلها هامّة في التّاريخ البيولوجيّ للأرض؛ فهي شاهدٌ على ظهور أغلب فصائل الحيوانات الرّئيسيّة في السّجلّ الأُحفوريّ، فكانَ أوّل ظهور لمعظم الفصائل الّتي تتميّز بأجزاء صلبة، وأخرى رخوة، في العصر الكامبريّ. ومِن بينِ الحيوانات الّتي تطوّرت خلال هذا العصر، كانت الحبليّات (Chordates)؛ تلك الشّعبة من الحيوانات الّتي تتميّز بحبلٍ ظهريّ (تركيب دعاميّ مرن يُستبدلُ لاحقًا بالعمود الفَقْريّ)، حبلٍ عصبيّ ظهريّ (أنبوبة عصبيّة جوفاء، يجري فيها السّائل المُخّيّ الشّوكيّ، يُكوِّن الجزء الأماميّ منها المخّ لاحقًا) وعضديّات أرجُلٍ مُتصلّبة أو ذراعيّات أرجل (Brachiopods)، والّتي كانت تُشبه المَحار. وبالإضافةِ إلى تطوّر الحبليّات، تطوَّرَت المفصليّات (Arthropods) بدورها، وهي أسلاف العناكب والحشرات والقشريّات في وقتنا هذا.
مناخ العصر الكامبري:
كانَ مناخُ الأرضِ باردًا على نحوٍ عامّ في وقتٍ مبكرٍ من العصر الكامبريّ، ولكنّه وبالجانبِ الآخر، كانَ يزداد حرارةً تدريجيًّا مَعَ انحسار الأنهار الجليديّة في أواخرِ حقبة الطّلائع (Proterozoic Eon). وتُشير الأدلّة التّكتونيّة إلى أنّ القارّة العملاقة رودينيا (Rodinia) تشقّقت، وبحلول بداية ومنتصف العصر الكامبريّ، كانَ للأرضِ قارّتان. أولاها كانت القارّة غُندوانا (Gondwana)؛ بالقرب من القطب الجنوبيّ، كانت قارّة عظمى، شَكّلت لاحقًا الكثير من مساحة أفريقيا الحديثة وأستراليا وأمريكا الجنوبيّة والقارّة القطبيّة الجنوبيّة وأجزاء من آسيا. أمّا ثانيها فهي لورينشا (Laurentia)، وهي أقرب إلى خطّ الاستواء، كانت تتألّف من اليابسة، الّتي تُشكّل حاليًّا جزءًا كبيرًا من أمريكا الجنوبيّة، وجُزءًا من أورُبَّا. وبزيادةِ المساحات السّاحليّة والفيضانات بسبب تراجُع الأنهار الجليديّة، زادت البيئات البحريّة الضّحلة.
المراجع
ibelieveinsci.com
التصانيف
عصر كامبري زمن جيولوجي العلوم البحتة