السَّعْديَّة، الدولة (956-1065هـ، 1549- 1654م). الدولة السعدية أسستها أسرة علوية من الأشراف الحسنيين في المغرب. أحدث زوال الدولتين المرينية والوطاسية فراغًا سياسيًا في المغرب، فرأى الناس ضرورة الالتفاف حول أبي عبدالله محمد القائم بأمر الله ـ في منطقة السوس ـ والذي ينتهي نسبه إلى علي بن أبي طالب، وأصله من الحجاز، هاجر إلى المغرب في القرن التاسع الهجري، الخامس عشر الميلادي.

وقامت الدولة السَّعْديَّة وسط كثير من الأعداء المتربصيين من بقايا الوطاسيين والبرتغاليين والأسبان والأتراك العثمانيين. وتمكنت من صدهم جميعًا، ثم تغلغلت في عهد المنصور الذهبي (ت1012هـ، 1603م) إلى بلدان غربي إفريقيا، إلى أن وضعت يدها على دولة صنغي الإسلامية في غربي إفريقيا (999-1028هـ، 1590-1619م)، ظنًا منها إمكانية السيطرة على مناجم الذهب في تلك المناطق والسيطرة على طرق التجارة الصحراوية.

نهاية الدولة السعدية. تضافرت عدة عوامل على زوال هذه الدولة، من أهمها: 1- الإرهاق المستمر من قبل الوطاسيين 2- تنافس الأمراء على الحكم والاستعانة بالأعداء. فقد خرج الأمير أبو عبدالله على أخيه السلطان أبي إلياس، ودخلا في معارك طاحنة أرهقت الدولة. وخرج على السلطان أبي عبدالله محمد المتوكل اثنان من أعمامه، واستعانا بالأتراك، واستعان المتوكل بدوره بملك البرتغال لاستعادة ملكه. وثار الناصر بن الغالب بالله على المنصور، وعندما هزمه المنصور فر إلى أسبانيا واستنجد بملكها. وخرج ابن المنصور على أبيه واستعدى عليه الأتراك. وفر الأمير محمد الشيخ إلى أسبانيا واستعدى ملكها على السلطان الحاكم، فَنَجَدَهُ مقابل التنازل له عن ثغر العرائش. وقتل محمد الشيخ بالسُّم بعد أن سلَّم ثغر العرائش للأسبان 3- كثر المماليك، وأصبحوا قوة تتحكم في تعيين السلاطين 4- سقطت هذه الدولة وقامت دولة جديدة هي دولة الأشراف العلوية الفلالية. وهو فرع من البيت السعدي، كانوا يسيطرون على إقليم فاس.


المراجع

الموسوعة المعرفية الشاملة

التصانيف

الدولة السعدية   أسر حاكمة مسلمة   تاريخ المغرب