سَـــرَيـــنـــا وَطـــالَبــنــا هــاجِــعٌ
وَعِــنــدَ الصَـبـاحِ حَـمِـدنـا السُـرى
بَـــنـــو آدَمٍ يَـــطـــلُبــونَ الثَــرا
ءَ عِــنــدَ الثُــرَيّـا وَعِـنـدَ الثَـرى
فَـــــتـــــىً زارِعٌ وَفَـــــتـــــىً دارِعٌ
كِــلا الرَجُــلَيــنِ غَــدا فَــاِمـتَـرى
فَهَــــذا بِــــعَــــيـــنٍ وَزايٍ يَـــروحُ
وَذاكَ يَـــــــؤوبُ بِـــــــضــــــادِ وَرا
وَعــــــامِــــــلُ قـــــوتٍ ذَرا حَـــــبَّهُ
وَخِــــدنُ رِكــــازٍ ضَــــحـــا فَـــاِذَّرى
وَكـــورُكَ فَـــوقَ طَـــويـــلِ المَــطــا
وَسَـــرجُـــكَ فَـــوقَ شَـــديــدِ القَــرا
وَتَـــجـــري دَفـــارِ بِهـــا جَـــدَّهـــا
بِــمِــثــلِ الظَــلامِ إِذا مــا جَــرى
كَـــأَنَّ بِـــضـــاقَ الدَبـــى فَــوقَهــا
إِذا وَقَــدَت فــي الأُنــوفِ البُــرى
وَذَلِكَ مِــــن حَــــرِّ أَنــــفــــاسِهــــا
يُــــضــــاعِــــفُهُ حَــــرُّ يَـــومٍ جَـــرى
تَــــلومُ عَــــلى أُمِّ دَفــــرٍ أَخــــاكَ
وَراءَكَ إِن هَـــــــــوىً قَـــــــــد وَرى
عَهِــدتُــكَ تُــشــبِهُ ســيــدَ الضَــرّاءِ
وَلَســــتَ مُـــشـــابِهَ لَيـــثِ الشَـــرى
تَـــــدِبُّ فَـــــإِن وَجَــــدتَ خِــــلسَــــةً
فَــيــا لِلسُــلَيــكِ أَو الشَــنــفَــرى
هُـوَ الشَـرُّ قَـد عَـمَّ فـي العـالَمينَ
أَهـــــلَ الوُهـــــودِ وَأَهــــلَ الذُرى
لِيَـــفـــتَـــنَّ فـــي صَــمــتِهِ نــاسِــكٌ
إِذا اِفــتَـنَّ فـيـمـا يَـقـولُ الوَرى
فَــكَــنَّوا صَــبــوحِــيَّةــَ الشَــربِ أُمَّ
لَيـــــلى وَمَـــــكَّةـــــَ أُمَّ القُـــــرى
وَقالوا بَدا المُشتَري في الظَلامِ
فَــيــا لَيـتَ شِـعـرِيَ مـاذا اِشـتَـرى
وَتَــرجــو الرِبــاحَ وَأَيـنَ الرِبـاحُ
وَنَــعــتُــكَ فــي نَـفـسِـكَ الخَـيـسَـرا
عَــــذيــــرِيَ مِـــن مـــارِدٍ فـــاجِـــرٍ
تَــقَــرَّأَ وَالمُــخــتَــزَيــاتِ اِقـتَـرى
فَهَـــوِّن عَـــلَيــكَ لِقــاءَ المَــنــونِ
وَقُــل حــيــنَ تَــطــرِقُ أَطــرُق كَــرا
وَنـــادِ إِذا أَوعَـــدتُـــكَ اِعـــتَــري
فَـصَـبـراً عَـلى الحُـكـمِ لَمّا اِعتَرى
وَنَــفـسـي تُـرَجّـي كَـإِحـدى النُـفـوسِ
وَتَـــذري النَـــوائِبُ سَــكــنَ الذُرى
وَكَــم نَــزَلَ القَــيــلُ عَــن مِــنـبَـرٍ
فَــعــادَ إِلى عُــنــصُــرٍ فـي الثَـرى
وَأُخــــرِجَ عَــــن مُــــلكِهِ عـــارِيـــاً
وَخَــــلَّفَ مَــــمــــلَكَــــةً بِـــالعَـــرا
إِذا الضَــيــفُ جــاءَكَ فَــاِبـسِـم لَهُ
وَقَــــرِّب إِلَيـــهِ وَشـــيـــكَ القِـــرى
وَلا تَـحـقِـر المُـزدَرى في العُيونِ
فَــكَــم نَــفَــعَ الهَــيِّنــُ المُــزدَرى
وَلا تَـحـمِـلُ البُـزلُ تِـلكَ الوُسـوقَ
إِلاّ بِــــــأَزرارِهــــــا وَالعُــــــرا
أَجَــــل خَــــزَرَتــــنِــــيَ وَثّــــابَــــةٌ
سِــواهــا الَّتــي مَــشَــت الخَـيـزَرى
فَــــإِنَّ سُــــراءَ اللَيــــالي رَمــــى
أَوانَ شَــبــيــبَــتِــنــا فَــاِنــسَــرى
وَنَــومِــيَ مَــوتٌ قَــريــبُ النُــشــورِ
وَمَـــوتِـــيَ نَـــومٌ طَـــويــلُ الكَــرى
نُــــؤَمِّلــــُ خــــالِقَــــنــــا إِنَّنــــا
صُـــرَيـــنــا لِنَــشــرَبَ ذاكَ الصَــرا
سَــــواءٌ عَـــلَيَّ إِذا مـــا هَـــلَكـــتُ
مَـــن شـــادَ مَـــكـــرُمَــتــي أَو زَرى
فَـــأَودى فُـــلانٌ بِـــسُـــقـــمٍ أَضَـــرَّ
وَأَدوى فُـــــلانٌ بِـــــعِــــرقٍ ضَــــرا
أَبِــا لِنَــبــلِ أُدرَكَ أَم بِــالرِمــا
حِ بَـــيـــنَ أَسِـــنَّتـــِهـــا وَالسَـــرا
فَهَــــل قــــامَ مِــــن جَــــدَثٍ مَــــيِّتٌ
فَــيُــخــبِــرَ عَــن مَــســمَـعٍ أَو مَـرى
وَلَو هَـــــبَّ صَـــــدَّقَهُ مَـــــعـــــشَــــرٌ
وَقَـــالَ أُنـــاسٌ طَـــغـــى وَاِفــتَــرى
وَلَم يَـقـرِ في الحَوضِ راعي السَوا
مِ إِلّا لِيــــــورِدَهُ مــــــا قَــــــرى
أَفِـــــرُّ وَمـــــا فَـــــرَأٌ نـــــافِــــرٌ
بِـــمُـــعــتَــصِــمٍ مِــن قَــضــاءٍ فَــرا
أَحِـــــنُّ إِلى أَمَـــــلٍ فــــاتَــــنــــي
وَمـــا لِلشَـــبــوبِ وَعَــيــشِ الفِــرى
مَــتّـى قَـرقَـرَ الهـاتِـفُ العِـكـرِمِـيُّ
هَــــيَّجــــَ صَــــبّــــاً إِلى قَـــرقَـــرى
وَقَــد يَــفــسُــدُ الفِـكـرُ فـي حـالَةٍ
فَــيــوهِــمُــكَ الدُرَّ قَــطــرُ السُــرى
سَــقــاكَ المُــنــى فَــتَــمَــنَّيــتُهــا
وَصــاغَ لَكَ الطَــيــفَ حَـتّـى اِنـبَـرى
فَـــلا تَـــدنُ مِـــن جـــاهِـــلٍ آهِـــلٍ
لَو اِنـــتُـــزِعَــت خُــمــسُهُ مــا دَرى
أَبـــى سَـــيـــفُهُ قَـــتـــلَ أَعـــدائِهِ
وَســـــــافَ وَليـــــــدَتَهُ أَو هَــــــرا
وَتَــخــتَــلِفُ الإِنــسُ فــي شَــأنِهــا
وَأَبــعِــد بِــمَــن بــاعَ مِــمَّنـ شَـرى
مُـــغَـــنِّيـــَةٌ أُعـــطِــيَــت مُــرغِــبــاً
فَـــغَـــنَّتـــ وَنـــائِحَـــةٌ تُـــكــتَــرى
وَهـــاوٍ لِيُـــخــرِجَ مــاءَ القَــليــبِ
وَراقٍ لِيَـــــجـــــنِــــيَ ثَــــولاً أَرى
فَـــإِن نـــالَ شَهــداً فَــأَيــسِــر بِهِ
عَــــلى أَنَّهــــُ بِــــسُــــقـــوطٍ حَـــرا
نَــــزولُ كَـــمـــا زالَ أَجـــدادُنـــا
وَيَــبــقــى الزَمـانُ عَـلى مـا نَـرى
نَهـــارٌ يُـــضــيــءُ وَلَيــلٌ يَــجــيــءُ
وَنَـــجـــمٌ يَـــغـــورُ وَنَـــجـــمٌ يُــرى

 

 

 

عنوان القصيدة: سَرَينا وَطالَبنا هاجِعٌ

 

بقلم أبو العلاء المعري

&nbs


المراجع

almaarri.com

التصانيف

شعراء   الآداب