وردتي الأخيرة
مريم شملاوي
أأنت ذات الزهرة التي صافحت احلامي قبل اكثر من عشرين عاما، مرت باسرع من نمو اشجار اللوز ،الماكث امام بيتك ذلك الذي غير ملامح المكان كما غيرت تلك الانحناءات على وجهك بعضا من ملامحك
ولكنك لازلت بعيني زهرة كما رايتك قبل 23 وعشرين عاما وان كان وجهك ازداد جمالا مع خطوطه التي عمقت جمال بسمتك وحفظت تاريخ عمرك...خطوطا في وجهك
لا زال قلبي هو هو كما عهدتيه
واعرف ان قلبك لا زال كما كان خافقا بحبي
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
الحمد لله على سلامتك سيد مصطفى، كيف كانت اقامتك في امريكا؟، سمعت انك انهيت الدكتوراة...قال السيد زياد.
الحمد لله ...لقد كان عمرا طويلا...اجاب السيد مصطفى
اجل فالسيد مصطفى صديق السيد زياد منذ ايام الكلية وقد كان بينهما صداقة -ان صح وصفها بذلك -كان صديقا وفيااء ليرحب به في وطنه بعد اكثر من عشرين عاما
ربما كانت له اهدافه الخفية ،ولكنه يبقى افضل من الكثير من الاصدقاء...
فكثير ما نسيه او تناساه الاخرون...
مصطفى مرحبا بك .قال صديقة زياد ،مصافحا بحرارة
زياد ...رد مصطفى وصافحه بحرارة بدوره.
ما اخبارك يا رجل 20 عام ... لا نسمع فيها الا عن انجازاتك... لقد عمل بك الزمان عمله
هههه ... اجل شكرا لك على استقبالي. رد مصطفى
لم يكن زياد صديق مصطفى، كان مجرد منافس له في كل الصفوف ،وحتى في الجامعة، ولكن كان مصطفى دائما السباق الى كل الكؤوس... لم يحبه مصطفى يوما...وهو يعلم هذا جيدا..ولكن ربما ان الزمان يفعل فعله بالقلوب ..ويحن الانسان للماضي..وكل ما يذكره بالشباب..ربما...
ربما له اهدافه من فتح ابواب بيته له بعد 20 عاما وكان ذلك جليا حين طلب منه ان يساعده في بحثه مقابل بعض من الدولارات....
شكرا لك ...قال مصطفى وهو يتناول كاس الشاي من فتاة صغيرة بالرابعه عشره من عمرها
حدق بها مصطفى.. كم تذكره ملامحها بزمن مضى وكم تعصف به رياح الذكريات بايام غادرت احلامه بالماضي
ابنتي نرجس .....قال زياد
اهلا يا ابنتي رد مصطفى
وهو يحدق بنرجس...
اذن تزوجت
ضحك زياد طويلا ...اها طبعا وهل تضنني مثلك تزوجت البحوث والدراسات
مر كاس الشاي كاي كاس اخر
وبقيت صورة نرجس تلك الطفلة تذكره بماضي عبر واخذ احلامه معه
والى متى تنوي البقاء هنا
3 اشهر الى ان اتم بحثي هذا ولاتم بعض اوراقي وسوف اغادر...قال مصطفى...
اذن....لم تكن تنوي البقاء ....رد زياد
لا ...رد مصطفى
انتهت تلك الزيارة....وقد نال زياد بها ما يريد...فلم تكن عند مصطفى اي مشكلة ان يجد من يساعده في بحثه
قام مصطفى بتقسيم اجزاء بحيرة السمان...لاعدادها للدراسة التي جاء من اجلها ....حول طبيعة الحياة الحيوية في اجزاء البحيرة...وحصل زياد على ما اراد...جزء من البحث..وجزء من النقود...
.......................................................
جلس مصطفى على شرفه بيته يتصفح الذكريات
لقد غادر كل من احبهم والده امه اخوتها كلهم غادروا المكان ولم يتبقى له سوى اشباح الماضي...
لماذا عاد؟
كان بامكانه ان يجري البحث على بحيرة فكتوريا...
لماذا عاد لا رض وطنه في رحله قصيرة للذاكرة...
حدق في اسفل الشرفه تراءت له ايامه الماضية...
كم تغير الحي...رصيف مرتب اشجار تزين الرصيف...
ولكنه كان بالماضي اجمل بعينيه....بشوارعه الترابية المتعرجه...,,,وووو
مصطفى...افتح الباب يا رجل........جاء ذلك الصوت القوي مناديا من خلف الباب........
عندها تلاشت من مخيلتي اشباح الماضي...
اه قاسم......اهلا يا رجل...
سيد مصطفى....اهلا بك........لقد احضرت لك كل الاستمارات ممتلئة بما تريد...وغدا سيقوم اثنان من الباحثين من مركز الانوار التابع لكم بالخروج لارض تلك البحيرة لاتمام البحث...
شكرا لك يا قاسم...
والله لقد اشتقت لك يا رجل ...رغم انني رايتك البارحة في مدرستك..الا ان لك وحشة خاصة..
تذكرني بايام الجامعه...
ابتسم السيد قاسم...انه بحث في غاية الاهمية...وانني متعجب من موافقة الامريكان على اجرائة هنا..
لا تخف ..انه باسمهم..وكل النتائج عائده لهم..ثم انني اصريت..
هز قاسم رأسه موافقا..
لقد كانت فرصتك لتصافح وطنك من جديد لقد فقدت الامل بعودتك..
خفظ مصطفى راسه قليلا ...ثم عاود رفعه بحركه سريعه ....ااااه تفضل يا رجل,,,انا اسف لم ادعوك لفنجان قهوة...
ابتسم قاسم...وهو يدخل منزل مصطفى..قائلا.....ويشعل سيجارته متجها نحو الشرفه....
قائلا بجديه...مصطفى.....لماذا عدت؟
خفظ مصطفى راسه...لاكمل دراساتي ...وساعود هناك..ليس لي مكان في هذه البلد...
جلس قاسم على الكرسي المقابل للشرفه..وجلس مصطفى على الكرسي المقابل له وهو ينفث دخان سيجارته....
ثم اشاح مصطفى بوجهه عن قاسم وقال :لقد عدت لابحث عن شيء فقدته...ولكنني كنت متاخرا جدا
لقد مر العمر باسرع مما كنت اتخيل...
نظر قاسم لمصطفى...لماذا زرت زياد...
لقد دعاني وذهبت ظانا مني انها دعوة للمساعده بمصلحة له...وكنت على صواب ...ساذهب غدا لاعطيه اوراق البحث لجزئه من البحيرة...
لقد اعطيته القسم الجنوبي الشرقي...
قاسم ازرته بالبيت...
اجل رد مصطفى...
اشعل قاسم سيجاره اخرى ...غريب..
حدق به مصطفى...وماهو الغريب...
سكت قاسم للحظات...ثم قال...انت اغرب مما تصورتك...
لماذا...لانني قررت ان اعود...
قال قاسم وهو ينفث دخان سيجارته...ربما...
.......................................................................................
قرع باب منزل السيد زياد بالرابعه عصرا لتفتح الباب فتاه صغيرة اسمها نرجس.........
مرحبا نرجس اين والدك...قال مصطفى لها بلطف....
لقد غادر المنزل وسوف يعود بعد قليل...لقد كان اخي ليث متعبا قليلا...وذهب به هو وامي للطبيب
وقبل ان تنهي نرجس كلماتها كان زياد يركن سيارته بالكراج ويترجل منها هو وزوجته متجهين نحو مصطفى
و...
لقد كانت برفقته...
هذي زوجتي وهذا ابني ليث قال زياد
لماذا تعودين الان لتصافحي طيف ذكرياتي بك...تلك التي مر عليها زمان طويل فاذا بي اظنها حلما جميلا طيفا تخيلت وجوده...
تعودين بعد ان غادرت العالم لاجلك الى بيت صديقي...
تعصف به رياح الماضي الى ذكرياته البعيده
مصطفى تزوجك انت
أكان يريد الانتقام مني بك
وكيف ؟؟؟
كيف سلمت قلبك له؟؟؟
كيف سلمت جسدك له منذ عشرين عاما ولازلت عنده
ووصف موجه من الذهول الذي خيم على المنطقة .
ابتسم مصطفى مخفيا ملامح دهشته اهلا سيدتي...
اهلا بك...ردت كوثر-زوجه زياد
كيف غير بك الزمن ولكنه رسم على وجهك خطوطا عمقت في جمال ابتسامتك كم كنت ارغب بشيء واحد ان اضمك الي وابكي بكل ما في داخلي لماذا يا كوثر لماذا بت في بيت صديقي ملكة احلامه وليس احلامي
لم يعرف احد ان احببتك اتذكرين...
كانت احلامنا صغيرة كشجرة التين المزروعة في حديقة بيتكم..تلك التي زرعناها سويا..
بالامس مررت عنها كانت كبيرة كاحلامنا ..كبرت شجرة التين الصغيرة...
ولكن احلامنا ماتت..حتى بذورها ماتت..صرت مجرد طريق محرم العبور فيه او الحديث معه..
كم مرة اوصلتك عن باب بيتك الخلفي وزرعه على يديك قبلة وداع بريئة..لقد كنت مملكتي..
وكنت اميرتي ..وكنت كوثر
كنت اتمنى لحظة واحده كي اعاتبك..بعد 20عاما...عتاب متحابين احبا بعضهما...وفرق بينهما القدر
لحظة واحده...
ولكنني لن احضى بها اعلم
كانت ملامحك باردة ...اجل فعشرون عاما تطفىء الحب في قلب امرأة ..ولكن ليس بقلب رجل احبك بصدق...
ما كان تعريف الحب في مملكتك؟
لا ادري ..
تراك اخبرته عني ام تركت لملامح الطريق بوح اسراك كي تبعثرها الايام كما تبعثر اقدام المارة ملامح الطريق وتتلاشى..
تراك نسيتيني...
مررت كثيرا من بستان السيد فوزي عندما كنا نتقابل بخلسة عن كل الناس لتشرحي لي مادة الرياضيات التي كنت بارعة بها..لقد كنت انا ابن حارس المدرسة وكنت انت ابنت المختار...
كان لابد لنا من ان نخفي ملامحنا عن العالم..
كنت بريئة كزهره..
كانت زهورك الجورية تزور رسائلك البريئة دائما
لازلت احفظها كلها...ولكنها لم تعد متفتحة كما كانت ...مجرد بقايا واراق مجففه
كنت احبك ...لقد كنت لي كل شيء....
لم استطع العودة يوما للبحث عنك...لانني اعرف انك لن تكوني يوما لي...
عدت اليوم بعد عشرين عاما..وقد تجاوز قارب قطار حياتنا للاربعين لا لاجدك ولكن لاجد شيئا اضعته..كان روحي التي سكنت بك..
وفشلت كل النساء ان تحل مكانك...
لماذا احببتك اكثر من اي شيء اخرّ؟
ربما لانه لم تكن في حياتي امراة غيرك في وقت افتقدت فيه لكل شيء من الحنان..
اتذكر عندما كنت تعطيني نصف شطيرتك..خلسة عن الاخرين...كي لا يعرف احد ملامح حبنا البريئة...
كانت ايام حياتي بك ايام حياه حقا ...
اتذكر يوم ان سالتك يوما ما تعريف الحب في مملكتك
يومها ابتسمت...واخبرتيني بانه شيئ لا تعريف له...انه شيء محير ...
فسألتك عن سبب حبي لك وحبك لي.. فاجبتي بالحيرة
فابتسمت...اذن لنضل نعيش هذي الحيرة للابد.....................
لا ادري من كان فينا الضحية اانا ام انت؟
ولكن من كان زياد...انه رجل جاء في الوقت الضائع .....في اخر سنه في الجامعة ولم يعرف يوما سوى الغيرة مني
جاء في الوقت الضائع ليسرقك مني....
جاء وبعد عشرين عاما ليغرفني من تكونين
.............زوجته كوثر..........................
لا.....لا تعتقد انك يوما ستحضى بها...........اتذكرها كالبارحه يوم ان تخرجت من كلية الاحياء ........مع وعد بالماجستيروتقدمت لا جعلك شريكة عمري.............
يومها لم املك شيئا غير شهادتي واحلامي وحبك
اما انت فقد عرفت ان ذلك اليوم سيكون اخر يوم لنا في عالم الخفاء
اتذكر يوم ان رايت دمعتك على خدك عندما حاولت الحديث معك...............
بعدها وبايام قليلة عاودت قرع باب بيتكم متحديا راي اخوك وتحدثت مع والدك.............لكن لم يكن هو من يقرر ...............كانت الاقدار
لم تعاودي بعدها الحديث معي..........كانك كنت تريدين الهروب مني ...............
كوثر....اريد ان اذهب لدراسة الماجستير في امريكا...........ليس عندي خيارات اخرى
عندها وضعت على طاولة احلامي وردة اخيرة لا زلت احتفظ بها لليوم وغادرت الطاولة للاعودة
وانا غادرت...........وحاولت دوما ان اجعل الايام تمر بسرعة كي اجمع نقودا تكفي لجعل اخوك يتوقف عن رفع صوته علي
ولكن
لكن الحياة كانت تسرق منا اكثر بكثير من احلامنا...عمرنا
ليته وافق........لبقيت ارى بسمتك البريئة طوال عمري
ولكن.............
لم اعد.................
ولم اعاود بعدها السؤال عنك............لاني لم ارد يوما الوقوف بطريق حياتك...................................
لا ادري كيف ومتى عرفت عنواني
وجدت رسالة منك في بريدي الجامعي .............
يومها لم استطع النوم ثلاثة ايام ودموعي تزور عيوني ...................لا ادري لماذا كان حبنا حبا صامتا
لم نتحدث كثيرا
ولم نعبر يوما عن اعماقنا
ولكنه كان حبا عنيفا.............
لا زال بروح الشباب…….
كيف سرقت منا الايام كل ذلك ونحن لا ندري
مصطفى...لماذا رحلت..لماذا لم تقاتل العالم لاجلي....وزهرة من زهراتك الجميلة.....والاخيرة
كانت رسالتك قوية مؤلمة........حقا لم اكن يوما فارسك...لقد كنت مجرد صاحب شخصية ضعيفة............هارب منك
ولكنني كنت هاربا لاجد سببا لقبولي
سببا لاعاود دق بابك من جديد
لم ارسل لك ردا فقد تاهت مني الكلمات منذ 20 عاما..................
لم تكن دفاتر الذكريات لتترك راس زياد في تلك اللحظة التي رأى فيها السيدة كوثر ...
رغم انه رأها..لاقل من دقيقتين..سلم فيها على زياد..بعده تلاشت من امامه الا ان صورتها كانت كفيلة بقلب كل الدفاتر...
لقد بحثت عنك..في كل شيْ...
عصفت بقدميه رياح بارده..وهو يتسلل عائدا الى بيته....بعد ان تجاوزت الساعة الثالثة صباحا...مر الوقت بسرعه..كما مر العمر بسرعه وهو جالس قرب شاطىء البحر..يتصفح اوراق الذاكرة...
............................................................................................................................................
مصطفى...افتح الباب يا رجل........جاء ذلك الصوت القوي مناديا من خلف الباب........
عندها تلاشت من مخيلته اشباح الماضي...
اه قاسم......اهلا يا رجل...
ولكن الوقت مبكر للغاية..
انها العاشرة صباحا يا رجل...
نظر مصطفى لساعته متعجبا اه حقا..
لقد تأخرت عنك انا متاسف للغاية...
لا تكررها ......لقد احضرت لك كل الاستمارات ممتلئة بما تريد...وغدا سيقوم اثنان من الباحثين من مركز الانوار التابع لكم بالخروج لارض تلك البحيرة لاتمام البحث...
شكرا لك يا قاسم..
لقد تعبت معي يا رجل...
لقد شارف بحثي على الانتهاء...
ابتسم السيد قاسم...انه بحث في غاية الاهمية...وانني متعجب من موافقة الامريكان على اجرائة هنا..
لا تخف ..انه باسمهم..وكل النتائج عائده لهم..ثم انني اصريت..
هز قاسم رأسه موافقا..
لقد كانت فرصتك لتصافح وطنك من جديد لقد فقدت الامل بعودتك..
خفظ مصطفى راسه قليلا ...ثم عاود رفعه بحركه سريعه ....ااااه تفضل يا رجل,,,انا اسف لم ادعوك لفنجان قهوة...
ابتسم قاسم...وهو يدخل منزل مصطفى.........................قائلا...لماذا عدت؟
خفظ مصطفى راسه...لاكمل دراساتي ...وساعود هناك..ليس لي مكان في هذه البلد...
جلس قاسم على الكرسي المقابل للشرفه..وجلس مصطفى على الكرسي المقابل له وهو ينفث دخان سيجارته....
لقد عدت لابحث عن شيء فقدته...ولكنني كنت متاخرا جدا
لقد مر العمر باسرع مما كنت اتخيل...
نظر مصطفى..نحو قاسم ..حدق به قاسم بتعجب..
ماذا بك يا رجل الم تنم من 20 سنه..؟؟؟ ثم اطلق ضحكه عالية
ابتسم مصطفى بحزن..لا لم انم البارحة فقط...لقد عادت لي كل ذكريات الماضي..لا بد لي ان اغادر المكان والا اصابني الجنون...
اجل الجنون...اعاد قاسم عبارة مصطفى ببطىء...
رفع قاسم عينيه بعيني مصطفى...وقال...اذن رايتها اخيرا...
اتسعت عيني مصطفى..وكساهم الحزن...كوثر..اجل رايتها
كيف انتهت بها الحياة هناك....
ابتسم قاسم ابتسامه صفراء...واجاب وهو يشعل سيجارته...وهل يهمك حقا...
صمت مصطفى طويلا....لم اتخيل اني انسان ضعيف في نظركم...لقد سافرت لاجلها
ابتسم قاسم مرة اخرى....ولكن لماذا عدت بسرعة هكذا....لماذا لم تنتظر حتى تكون نفسك...وابتسم وتبعها بضحكة عصبية...
نظر اليه مصطفى بصمت...لم يتغير....لا زال كما كان ايام الجامعه....خالطا بين مرحه وهزله وذلك الحزن العميق فيه....
لم يتكلم مصطفى باي كلمة...
وكذلك قاسم...ساد صمت طويل بينهما وهما ينفثان دخان سيجارتهما ....
عاود مصطفى مرة اخرى شبح الماضي....وعاودته الذكرى
..........................................
انتهى البحث ثلاثة اشهر مر بسرعه كما مر العمر..........
لم ارى كوثر ولم اجروء على الاقتراب من بيت زياد ..........
كنت اخاف منها......
اخاف ان اواجهها............ان تعاود سؤالها مرة اخرى لماذا رحلت...............
حقا لماذا رحلت.........................
حضر زياد لمكتبي سلمني اوراق البحث وسلمته شيكا بالمبلغ المطلوب ودعاني للعشاء...ولكنني اعتذرت وبعدها لم اره
..................................................................................
قاسم اريد منك ان تحضر الان..............هتفت بجدية مخاطبا قاسم عبر هاتفي المحمول.......
اه يا مصطفى ...انها العاشرة ليلا...ونحن في عز الشتاء...........ولكنني قادم لك.........
لم تكن الا بضع دقائق حتى كان قاسم يجلس مع مصطفى بصمته المعهود الذي فجره سؤال قاسم الساخر...
سلاااااااااامتك شو الخبر الخطير....؟؟؟؟
لقد عدت ....لا عتذر لها...............اعتذارا وحيدا متاخرا.............لهذا عدت.........عدت لاني فشلت ان اكتب لها اي رسالة اعتذار...............عدت لاعتذر...........
صمت قاسم.طويلا....مصطفى........في بعض الاحيان .......وعندما تعود متاخرا ...........الافضل لك الا تعتذر................
لم تكن لتوافق على احد غيرك..........ولكن والدها توفي بعد رحيلك ب 4 سنوات...
وكان زياد مترصدا لاحلامك................
لا ادري ان كان يعرف ببعد حبكما ولكنه كان يعرف يعرف شيئا واحدا ان مصلحته كانت هناك...عرف كيف يرضى اخاها..وعرف...انه ان اخذ منك يوما شيئا واحدا اردته سيكون انتصر عليك...........
صمت مصطفى..........
كيف وافقت كوثر............كان عليها ان ترسل...وصمت,,,,,,,,,
انا الذي هجرتها...لم اجيب عن رسالتها الوحيده التي جاهدت لتبعثها الي.....................
كفى يا مصطفى...... لقد جاوز عمرك الخامسه والثلاثين ولا زلت طفلا تلهو.............
انه عمرك ينتهي ولا زلت تفكر بفتاة طفولتك...........
لم تكن فتاة طفولتي ........لقد كانت كل شيء لي.......لقد فشات السنوات العشرين في كتابة رسالة اعتذار لها...
ارجوك...اريد ان اراها ....ولو لمرة واحده اخيرة لكي اعتذر
صمت قاسم ...tooooooooooo late قال قاسم بسخرية جارحة...
استيقظ يا مصطفى واترك السيدة بحالها انها الان متزوجة..ومن احد اعدائك...
صمت مصطفى طويلا....في حين اشعل قاسم سيجارة اخرى واخذ ينفث دخانها بقوة....تناثر بخارها امام عيني مصطفى ...في حين وقف مصطفى و خفظ راسه قائلا...تريد معاقبتي...
لا اريد ان اوقذك...
اريد منك ان تعرف انك الان لم تعد ابن بواب المدرسة ..انت الان د مصطفى...باحث مشهور جاء للوطن ليقوم باتمام نظريته...وكوثر لم تعد ابنة مختار الحارة انها السيدة كوثر حرم السيد زياد
لقد جئت متاخرا.............
وقف مصطفى..........في حين غادر قاسم الشقة بعصبية.........
توجه مصطفى الى غرفته وقام بترتيب اغراضه المبعثرة هنا وهناك مستعدا للرحيل.............
عشرون عاما ولا زالت ذكراك تؤلمني.............
جلس على مكتبة القديم.............اخرج منها قلم وورقة...........
كوثر ................انا لم اكن استحقك.....زلقد كنت جبانا.......هاربا...................وكم احببتك......................سامحيني.............لقد امضيت عشرين عاما في صياغة هذه الرسالة..................
ووضع فيها وردة مجففة..................
وكتب على ظهر الورقة ملاحظة.....
حبيبتي ...لقد كانت هذه وردتك الاخيرة...لا زلت احتفظ بها.......كما ساحتفظ بحبك.............
اقترب من نار الموقد اكثر واكثر............ثم القى بالرسالة فيها....................
حدق بالارض لفترة طويلة....................
لن اسبب لك يوما تعاسة جديده.......................
وداعا.........................
يا وردتي...الاولى و الاخيرة................