( 1 ) كيف تبيع منزلا ؟!
كان نصر الدين خوجة يريد بيع منزله دون أن ينجح في مراده ، ولما يئس من بيعه انتزع حجرا من جداره ، فسألته زوجته مذعورة : لم انتزعته ؟!
فقال : يا حمقاء ! ما أجهلك ! بيع أي شيء يستوجب عرض عينة منه على الشراة ، ومن رأيي عرض هذا الحجر عينةً من منزلنا .
( 2 ) المشكلة في الوقت
أقبل مرة صياد فوق متن حصانه على نصر الدين خوجة خلال عزقه قطعة ارض تخصه ، وقال : السلام عليكم ! شاهدت دبا جاز من هنا ؟!
فرد خوجة : شاهدت .
فسأل الصياد : أين مضى ؟!
فأشار خوجة إلى الجهة التي مضى فيها الدب ، فانصرف الصياد دون أي كلمة شكر لخوجة إلا أنه رجع بعد دقائق ، وقال : لم أهتدِ إلى أي أثر له !
متأكد أنت أنه مضى في هذه الجهة ؟!
فأجابه خوجة : متأكد تماما . مضى فيها منذ عامين !
(3 ) حتى النار تخاف المرأة
كان نصر الدين خوجة يحاول إضرام النار نفخا على الجمر المتوهج في الموقد ، فلم ينجح إلا في صنع سحابة دخان كثيفة آذت عينيه ، فوضع خمار زوجته على رأسه لمنع الدخان من الوصول إليهما ، وراح ينفخ من جديد ، فتصاعد لهب الفحم ، فقال جحا : كذا إذن ! حتى النار تخاف زوجتي !
(4 ) نصر الدين خوجة وعالم النحو
لفظ نصر الدين خوجة خلال تعديته النهر في مركبه عالما نحويا ؛ كلاما فيه لحن ، فسأله العالم : ألم تدرس النحو ؟!
فأجابه نصر الدين : نعم ، لم أدرسه .
فرمقه العالم مشفقا ، وقال : إذن ضاع نصف عمرك هباء منثورا .
وفي تعدية ثانية سأل نصر الدين العالم : سبق لك أن تعلمت السباحة ؟!
فرد : لا .
فقال نصر الدين : على هذا ضاع كل عمرك ، نحن نغرق الآن .
(5 ) ملك بين قرنين
كان لنصر الدين خوجة جاموسة منفرجة القرنين ، وكثيرا ما تاق إلى الجلوس بينهما دون أن يجسر على فعل ما يتوق إليه . وجاءت الجاموسة يوما وربضت قريبا منه ، فنبذ حذره ، وأمسك قرنيها ، واستقر بينهما ، وخاطب زوجته منجذلا : أحس الآن كأنني ملك فوق عرشه !
وانتفضت الجاموسة لما تعرضت له خصوصيتها من اقتحام مباغت ، وهبت واقفة حانقة ، وحركت راسها حركة عنيفة للأمام ، فطار خوجة في الهواء ، وهوى في خندق ، وخاطب زوجته التي سارعت لمعونته : لا بأس ! هذه ليست أول مرة يفقد فيها ملك عرشه !