هناك مصلحون بلا شك، والحياة كفاح يعيشها المصلحون ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. الفساد عرف بأنه يقع عندما يصاب الشيء بالخلل٬ العطب، العفن٬ الخلل. عندنا أنواع من الفساد: سياسي٬ مالي٬ إداري٬ أخلاقي بمعنى إن ما يخالف الأعراف والقوانين٬ والمنظومات الرقابية وخلافه يعد فساداً وقد عرف الأستاذ أكلي محمد يوسفي في مداخلته آليات مكافحة الفساد في الشريعة الإسلامية، وذكر بضرورة اختيار الأصلح لتولي المنصب والحرص على ضرورة توفير عيش كريم كوقاية من الفساد الإداري والمالي.
قصة الفساد لدينا بدأت من سوء اختيارنا لمَنْ يمثل الشعب٬ واختيار القياديين وفق منهج المحاصصة ومعايير لا علاقة لها بالقوة التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر عندما طلب توليته. نحن اجتماعياً٬ مؤسساتياً وسياسياً نبحث عن الأصلح من باب توجيه النصيحة... فنحن مؤتمنون. عندما يسرق كبير ولا يحاسب، وعلى الفور يحاسب الضعيف هنا نعلم أن خللاً ما قد وقع، والخلل هنا «فساد».
العيش الكريم٬ تعليم جيد٬ رعاية صحية٬ طرق سالكة وراتب يسد حاجة رب الأسرة ويزيد عن الحاجة. هل تعتقدون أننا مؤججون٬ فوضويون٬ متشائمون عندما نتحدث عن الفساد الذي أصاب كل نواحي الحياة بمقتل؟
إن كان هذا وصف أطلقه «الرويبضة» أو «المتسلقون» فهو مدعاة شرف لنا٬ وإن كان ممن نتوسم منهم خيراً فأظن أنه الأوجب أن تفتح الأبواب والقلوب قبل الآذان لتستمع إلى المجاميع المنادية بالإصلاح، وهو كما ذكره يوسفي في مداخلته عبر إنشاء ديوان المظالم.
لماذا لا يكون لدينا أناس تقاة يتولون مهمة تلقي المظالم ومراجعتها، بعد أن فشلت كل الجهات الرقابية والمحاسبية من كشف الفساد الإداري والمالي والسياسي؟
قد يقول البعض: «هذا شيقول»؟ أنا بصريح العبارة مواطن أخشى أن نصبح في وضع لا تحمد عواقبه.
كنا نسمع عن سرقة من هنا وتجاوز هناك، لكن الحاصل في زمننا الحاضر أن الفساد قد تجاوزت حدوده الأرقام المقبولة نسبة وتناسباً من تجاوزات إدارية ومن أرقام للمبالغ المسروقة وعدد الحالات.
المراجع
alraimedia.com
التصانيف
أدب مجتمع قصة