رفيدة فكري بلحمدية

مغامراتها ، ضحكاتها ، لمساتها ، بسماتها ، دموعها ..

أحبها حتى الجنون ، أشتاق لها ، وأغني عند رؤيتها ، أطير إلى عالم الخيال معها  نؤلف القصص ونمثل أبطالها بجدارة .. أحلامنا حطمت الأسوار ، وشيدت قصورا سنعيش فيها إلى الأبد ، هي التي ستكون عش الأبدية الجميل ، وجنة أحلامنا .. حبيبة  .. صغيرتي الجميلة ، قلبي ينبض باسمها وجسدي يتنفس هواها ..

 لم أتركها تلك الليلة إلا بعد أن أخذت منها الوعد ، أنها ستكون لي ، وبأن أمها ستقبل بي جنديا حاميا لابنتها  .. ستقنعها بالتأكيد .

ثم جاء الوعد وقلبي في قمة الحماس .. وكياني جهز أجنحة للطيران إلى السماء البعيدة ، إلى العالم الجميل ، عطرتني أمي ودعت لي ، وحصنتني بالأدعية .. وبكلام الرجال الأبطال ..

وعند الباب طارت يدي للجرس ، فضربته ضربات متوالية قوية عجولة ،فضحت دقات قلبي في ذلك الوقت .. نظرت لأمي بفرحة ، لكنها عاتبتني لنفاذ صبري السريع ..

ثم فتحت لي الباب ، كانت أجمل ملكة رأتها عيناي .. دخلنا وانتظرنا .. ثم انتظرنا .. وطال بنا الانتظار ، وملكتي جالسة دون حركة أو صوت ، نظرت إليها فلم أرى منها إلا عينا بلا بريق و قلبا صامتا ، وكأننا جلسنا لأخذ صورة وبعدها سننفض من المجلس جميعنا .. سألتها أمي لكن لا جواب ، فعرفت أمي أن لا رغبة فينا في قصر الحبيبة ، لكني لم أصدق ولم ألحق بأمي التي تركتني وذهبت .. بقيت جالسا عندها ، بجانبها ممسكا بيدها الرقيقة .. حبيبة ، حبيبة قلبي ، مابك ؟؟ ما الأمر ؟؟

لكنها تركتني صنما خلفها وذهبت .. وبقيت وحدي في الغرفة !!

لماذا فعلت ذلك ؟! لا أعلم !! ولم أعلم ....

وبعد أيام قليلة ، سمعت بخطبتها لصديق مرح عرفناه معا .. لم أتحمل صدمة أن تكون الحبيبة لغيري ، لصديق خائن لا يعرف حروف الحب .. ولا معاني العشق .. ولا إعراب الخيانة !!

كيف لها أن ترمي بي ، رمية رام محترف .. لماذا يا حبيبة ، أين أنا من حياتك ؟؟ من دفتر يومياتك .. أأصبحت في قائمة الذكريات ، أم حتى الذكريات ليست لي .. بل أنا هامش دفترك البديع يا حبيبة ؟!

مرت بي الأيام اليابسة ، كأني في مدينة ثانية ، في بلد ليست ببلدي .. حتى أفكاري وكلماتي في زمن آخر ، بقيت في الماضي ، لم يهن عليها أن تترك القلب وحيدا هناك ..

ثم سمعت الخبر ، أصبحت أجري بلا هدف لا أعرف الطريق .. بلا عقل وقلبي هو الدليل ، وقد فعل .. دلني قلبي لمكانها .. وجدت الحبيبة ممدة على الأرض ، لابسة لباسا أحمر هو جميل بلونه ، قاتل بشكله .. فهمت ما أرادت قوله لي ، بقلبها ..ودمها فلم يقبلا الخيانة فتمردا !! ووجدا طريقا ليثبتا لي ويذكراني بأنها لا تخون الوعد !!

رأيتهم يحملونك على كفوفهم ، ركضت إليك لأتحدث معك .. يا حبيبة ، كنت سأصدقك بدون كل هذا !! أين ذهبت ؟؟  حبيبة خذي عمري وعودي .. ها قد مات من أخذك مني فعودي ...

امتلأت يداي بدمك يا حبيبة ، وشممت رائحتك في التراب .. يا رب ، صبرك ،يا رب صبرني وصبر قلبي على غيابها .. تمنيت أن تراك أمك باللون الأبيض ، حاملة الورد بجانبي .. لكنها رأتك تحت تربة ذلك الورد يا ملكتي ..

حبيبتي ،أنت لم تموتي ، بل أنا من مات ... وحده الحزن معي يا حبيبة .. لماذا لبسنا ما صمموه لنا ؟؟ رغم جروحنا حبيبتي ..ستبقى شفتاك مبتسمة و ستبقين في داخلي ، كم أنت حية بداخلي أكثر من روحي الميتة ..سأنتظرك يا حبيبة ليحتضنك قلبي ..

محمد

الذكرى الأولى من موتك .. حبيبتي

                


المراجع

odabasham.net

التصانيف

أدب  مجتمع   قصة