بيتُ
الياسَمين
مصطفى حمزة
abbad1999@hotmail.com
كان يا ما كان .. كان من زمان بيتٌ دمشقيٌ جميل ، تنام في حضنه
كلّ أنواع الزهور وتبوح له بأسرارها كلّ ليلة . مرّت فوقه ذات يوم شتويّ عاصف غيمة
ٌسوداء ، عيناها حمراوان خدّاها جبلان ، فمُها مغارة ، أسنانُها حِجارة ، وراحت
تُرسل عليه مطرَها الأسود ، تزُخّهُ زَخّاً حَسَداً من روعة جماله وشناعة قُبحها !
بكى البيتُ الحنون ، بكى كثيراً وهو يضم زهورَه إليه ذابلات مُرهَقاتٍ ، وقدْ
اكتست ألوانها الزاهية بين يديه بثوب أسودَ مُريع ! .. وظن البيتُ أنّها ماتتْ !!
هذه الحكاية يقرؤها كلّ يوم حكواتيّ ظريف ، على شبابٍ وشاباتٍ
يطفح على وجوههم البشر والحب والأمن والسلام ، يقرؤها في البيت الدمشقيّ نفسه ،
وقدْ انقلبَ مقهىً صيفيّاً رائعاً تسلّق الياسمين الأبيضُ على جدرانه كلها ، يستمع
للحكاية ..