القط لطيف و الفأر خفيف

 

رضا سالم الصامت

أنا القط لطيف  أليف  ، مغرم باللعب و اللهو  ، مخلص لكل الناس ، أتميز عن غيري بمهارة فائقة في صيد فرائسي .اقترب من الفريسة في هدوء على أقدامي المبطّنة، و أنتظر حتى تقترب الفريسة  مني فأنقض عليها فجأة

و أنت أيها الفأر ؟

أنا الفأر الصغير خفيف و ضعيف ، انتمي لعائلة القوارض ،  و لكني ذكي ، أحن  للعيش بالقرب من بيئة البشر، حيوان نباتي و لكني عمليا التهم كل شيء أخشاب ، أوراق ، لحوم ، سمك ،  أكلتي المفضلة قطعة من الجبن ، كما احب أكل العشب و الحبوب و الثمار و سعادتي لا توصف عندما أكون سببا في إتلاف المحاصيل الزراعية. أعيش  حوالي ثلاث سنوات لكني اعتبرك أيها القط من ألد أعدائي فأنت  تنغص حياتي  بسبب مطاردتك لي دائما و كأن بيننا ثأر قديم

رد عليه القط قائلا : صحيح ما ذكرته  أيها الفأر خفيف ، أنت تعرف جيدا أنني حيوان مخلص ، لكن عندما تضر غيري  أنقض عليك و ألتهمك

قال الفأر : مهلا ، يا سيدي القط  ورفقا بي ، فأنا احبك و لن أعاديك 

رد عليه القط : أنا أيضا أحبك ، لكن بقيت العداوة بيننا من زمان و أحاول دائما النسيان  ، لكن هذه المرة  أنا جوعان

خاف الفأر و ارتبك  ، وقد امسك به القط  

فرد عليه الفأر قائلا : اعرف أنك جائع  ، و لكن إذا أكلتني فقد لا تشبع ، و كما ترى حجمي صغير

قال القط :  لا عليك أنا عندما أجوع آكل كل شيء، لأني قط أعيش في البرية و أعشق الحرية  و أحب أكل الفئران

رد عليه الفأر: عجبا ، يا لك من قط صريح منذ اللحظة قلت  لي أنك تعشق الحرية ، إذن  فلماذا تريد أن تسلب حريتي ؟

قال القط : هههه ولكنك أيها الفأر  أنت من لم تراعي حرية غيرك  بسبب الأضرار الذي ألحقتها بهم  ، لذا وجب معاقبتك حتى يستريح الناس من مضارك

بكى الفأر و قال سامحني هذه المرة أيها القط و أعدك  من الآن  أن لا  اضر أحدا

رد عليه القط  قائلا :  أنت تستبلهني  و تريد أن أصدقك ، انه مجرد كلام أجوف و لقد صدمت منكم  معشر الفئران

ظل القط ماسك بالفأر ، وفهم انه هذه المرة مصمم على إيذائه ، فقرر استعمال حيلة  كي  يفك سراحه قبل أن يأكله  .

فكر قليلا ثم قال :: لدي فكرة ، قد تعجبك ؟

قال القط: و ماهي؟

رد عليه الفأر قائلا : أنا اعتبرك صديقي و لي لك  أكلة  أعرف أنك  تحبذها كثيرا.  ما رأيك ؟

قال القط : و ماهي

قال الفأر : لو تقبل شرطي

قال القط : و ما شرطك؟:

قال الفأر : أن تفك عني أولا 

قال : و إن لم اقبل شرطك

قال الفأر : ستندم

رد عليه القط : و لماذا  أندم و أنا سألتهمك الآن

قال الفأر : إذن هيا  ابدأ الآن و التهمني ، فان أكلتني ستموت  بعد يومين

فكر القط قليلا ثم قال له : حسنا ، قبلت شرطك

رد عليه الفأر قائلا: إذن ، هيا فك عني و اتبعني ففي داخل هذ ا الجحر سمكة طازجة كبيرة في انتظارك.

فك القط  لطيف عنه، و دخل الفأر خفيف  الجحر ، بينما لم يتمكن القط لطيف ،لأن حجم جسمه أكبر من حجم الفأر و بقي  في الداخل يضحك و يقهقه و يقول له : أنا الفأر الذكي  أنا الفأر خفيف  ، أنقذت بحيلة حياتي  ، كم أنت يا قط  ظريف ، أيها القط لطيف  ، أنا الفأر الذكي ، أنا الفأر خفيف 

و هكذا يا أصدقائي الصغار، يتمكن الفأر خفيف من إنقاذ حياته باستعمال حيلة  من حيله و القط لطيف الذي أغراه الطمع ، قد أخلى سبيل هذا الفأر اللعين  الذي استطاع أن يفربجلده إلى جحره بسرعة مذهلة ، بينما لم يتمكن القط من دخول الجحر بسبب حجمه و شعر بالهزيمة و تسلق جدار و أخذ ت حالته تسوء و هو يموء في حزن بالغ . وطابا طابا عام الجاي تجينا صابا.

               


المراجع

odabasham.net

التصانيف

أدب  مجتمع   الآداب