مصطفى حمزة
abbad1999@hotmail.com
وقفت الصبيّةُ الجميلة أمامَ واجهةِ أحدِ المحالّ
الراقية،تُفاضلُ بينَ ثلاثة فساتين لتختارَ واحِداً منها .
قالَ لها الفستانُ الأول : أنا ثوبُ العِفّةِ والطهارة،فضفاضٌ
لا أشفّ،أردّ عنكِ الأبصارَ والنوايا السيّئة،فيّ هُويّتك بينَ النساء،وإلى ذلك أنا
جميلٌ وأنيق،فاشتريني لا تندمي .
وقال لها الثاني : أنا مثلُ الأوّل حشمةً وسَتْراً ، بيْدَ أنّي
أزيدُ عليهِ بطرازي التراثيّ النادر وخياطتي الأنيقة الفاخرة ، فخُذيني لا تندَمي .
وقالَ الثالثُ : لا تسمعي أيتها الصبيّة الجميلة إلى كلام
جاريّ؛فإنّكِ إنْ لبستِ أحدَهما تجنّبك كلُّ خاطب وطالب ، وكانَ مصيرك إلى
العُنوسةِ والبوار ، انظري إليّ وتخيّلي جسدك الجميل داخلي ، أبدي مفاتن يديْكِ
وصدركِ وقدّكِ ، فَخُذيني تربحي .
هنالكَ ناداها صوتٌ في صَدْرها ؛ فتبسّمتْ للفستانِ الثالث
وغمزتْ له بعَْيْنِها ، واندفعت إليه داخلَ المحلّ ، ولم تنتبه لزجاج الباب الذي
تهشّمَ بها ، فذبحتها إحدى شظاياه !