أَرَى الأَيَّامَ صِيغَتُهَا تَحُولُ |
وما لِهَواكَ من قلبي نُصولُ |
وحُبٌّ لا تُغيِّرُهُ الليالي |
مُحالٌ أنْ يُغيِّرَهُ العَذُولُ |
بِنَفْسِي مَنْ وَهَبْتُ لَهَا رُقَادِي |
فَلَيْلِي بَعْدَ فُرْقَتِهَا طَوِيلُ |
وما بخِلَتْ عليَّ بيومِ وَصلٍ |
ولكنَّ الزمانَ بها بخيلُ |
فَتَاة ٌ فِي مُوَشَّحِهَا قَضِيبٌ |
وَتَحْتَ إزَارِهَا حِقْفٌ مَهِيلُ |
تَمِيلُ عَلَى الْقُلُوبِ بِذِي کعْتِدَالٍ |
لَهُ مِنْ نَشْوَة ٍ وَصِبًى مُمِيلُ |
ويُقعِدُها إذا خفَّتْ نُهوضاً |
لِحَاجَتِهَا مُؤَزَّرُهَا الثَّقِيلُ |
سقا دارَ الحبيبِ وإنْ تناءَتْ |
مُلِثٌّ مِثْلُ أَجْفَانِي هَطُولُ |
ولا برِحَتْ تُسَحَّبُ للغَوادي |
وَطَوْراً لِلصَّبَا فِيهَا ذُيُولُ |
فَجَفْنِي وَالْغَمَامُ لَهَا غَزِيرٌ |
وقلبي والنسيمُ لها عَليلُ |
وَعَنَّفَنِي عَلَى الْعَبَرَاتِ صَحْبِي |
عشيّة َ قوَّضَ الحَيُّ الحُلولُ |
وَقَالُوا کسْتَبْقِ لِلأَحْبَابِ دَمْعا |
فَقَدْ شَرِقَتْ بِأَدْمُعِكَ الطُّلُولُ |
مَعاذَ الحُبِّ أنْ أَلقى حَمُولاً |
وقد سارتْ بمنْ أهوى الحُمولُ |
وعارٌ أنْ تُزَمَّ ليومِ بَينٍ |
جِمَالُهُمُ وَلِي صَبْرٌ جَمِيلُ |
فَلاَ رَقَتِ الدُّمُوعُ وَقَدْ تَوَلَّتْ |
رِكَابُهُمُ وَلاَ بَرُدَ الْغَلِيلُ |
وفي الأظعانِ من لولا اعتِلاقي |
بِهِمْ لَمْ يَعْتَلِقْ جَسَدِي النُّحُولُ |
وَلَوْلاَ الْكِلَّة ُ السِّيَرَاءُ مَا هَا |
جَ وَجْدِي بَرْقُ سَارِيَة ٍ كَلِيلُ |
وَيَوْمٍ بِالصَّرَاة ِ لَنَا قَصِيرٍ |
وَأَيَّامُ التَّوَاصُلِ لاَ تَطُولُ |
إلامَ تُسِرُّ لي يا دهرُ غدراً |
أمَا انقضَتِ الضغائنُ والذُّحولُ |
وَكَمْ يَتَحَيَّفُ النُّقْصَانُ فَضْلِي |
ويأخذُ من نَباهَتي الخُمولُ |
فيَلْفِتُ وجهَ آمالي ويُلوي |
دُيُونِي عِنْدَهُ الزَّمَنُ الْمَطُولُ |
مَطالبُ أمسَتِ الأيامُ بيني |
وَبَيْنَ مَآرِبِي مِنْهَا تَحُولُ |
سأُدرِكُها وَشيكاً والليالي |
مُخَزَّرَة ٌ نَوَاظِرُهُنَّ حُولُ |
فَتًى بِنَدَاهُ رُضتُّ جَمُوحَ حَظِّي |
فأصبحَ وهْوَ مُنقادٌ ذَلولُ |
وَهَزَّتْهُ الْمَكَارِمُ لاِصْطِنَاعِي |
يُرِيكَ قَوَامَهَا خُوطُ الأَرَاكِ الْـ |
وقلَّدَني منَ الإحسانِ عَضْباً |
عَلَى نُوَبِ الزَّمَانِ بِهِ أَصُولُ |
وَأَلْبَسَنِي مِنَ النَّعْمَاءِ دِرْعاً |
تُنَاذِرُهَا الأَسِنَّة ُ وَالنُّصُولُ |
إذَا قَلَصَتْ سَرَابِيلُ الْعَطَايَا |
ضَفَتْ مِنْهَا الذَّلاَذِلُ وَالْفُضُولُ |
فِناءَكَ يا ظَهيرَ الدِّينِ أمَّتْ |
ـى لِمُتَيَّمٍ طَلَلٌ مُحِيلُ |
مُمَرِّ الحبلِ مُحْصَدة ٍ قُواهُ |
وحبلُ سِواهُ مُنقَضِبٌ سَحيلُ |
تخافُ سُطاهُ أحداثُ الليالي |
ويهربُ من مَواهِبِهِ المُحولُ |
مَعاقِلُهُ الجِيَادُ مُسَوّماتٍ |
وخيرُ مَعاقلِ العُربِ الخيولِ |
يميلُ بعِطفِهِ كرَمُ السجايا
|
ويُشْعِفُ قلبَهُ لَمعُ المَواضي |
إذا انتُضِيَتْ ويُطْرِبُهُ الصَّهيلُ |
بَغَى قَوْمٌ لَحَاقَكَ يَا کبْنَ نَصْرٍ |
وَقَدْ سُدَّتْ عَلَى الْبَاغِي السَّبِيلُ |
وراموا نَيلَ شأوِكَ والمعالي |
لها ظَهْرٌ براكبِهِ ذَليلُ |
فَأَتْعَبَهُمْ مَدَى خِرْقٍ جَوَادٍ |
حُزونُ المَكرُماتِ لهُ سُهولُ |
وَأَيْنَ مِنَ الثَّرَى نَيْلُ الثُّرَيَّا |
وَكَيْفَ تُقَاسُ بِالْغُرَرِ الْحُجُولُ |
حَلُمْتَ فَسُفِّهَتْ هَضَبَاتُ قُدْسٍ |
وجُدتَ فَبُخِّلَ الغيثُ الهَطُولُ |
وَطَوْراً أَنْتَ لِلضَّاحِي مَقِيلٌ |
وَطَوْراً أَنْتَ لِلْجَانِي مُقِيلُ |
بلغْتَ نهاية ً في المجدِ عزَّتْ |
لكَ الأضرابُ فيها والشُّكولُ |
على رِسْلٍ فما لكَ من مُجارٍ |
إلى رُتَبِ العلاءِ ولا رَسِيلُ |
بَلاَ مِنْكَ الْخَلِيفَة ُ ذَا کعْتِزَامٍ |
يَذِلُّ لبأسِهِ الخَطبُ الجَليلُ |
إمامٌ هذَّبَ الأيامَ رأيٌ |
لَهُ جَزْلٌ وَمَعْرُوفٌ جَزِيلُ |
ومَدَّ على البلادِ جناحَ عدلٍ |
لهُ ظِلٌّ على الدنيا ظَليلُ |
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ إلَيْهِ |
مَآثِرُ كُلِّ مَكْرُمَة ٍ نَؤُولُ |
حَبَاهُ اللهُ بالمُلكِ احتِباءً |
وَوَرَّثَهُ خِلاَفَتَهُ الرَّسُولُ |
صِفاتٌ لا يُحيطُ بها بيانٌ |
وَمَجْدٌ لاَ تُكَيِّفُهُ الْعُقُولُ |
أبا بكرٍ هَناكَ جديدُ مُلكٍ |
مُحالِفُهُ لكَ العُمرُ الطويلُ |
وجَدٌّ ما لطائرِهِ وقوعٌ |
وسعدٌ ما لطالِعِهِ أُفولُ |
وَلاَ عَدِمَتْ مَوَاطِنُكَ التَّهَانِي |
وحَلَّ برَبْعِ طاعتِكَ القُيولُ |
شَكَوْتُكَ قِلَّة َ الإنْصَافِ عِلْماً |
بأنّكَ منهُ لي كرَماً بديلُ |
وإنْ قطعوا حِبالَهمُ جَفاءً |
فأنتَ المُحسِنُ البَرُّ الوَصُولُ |
عَلَيْكَ جَلَوْتُهَا غُرًّا هِجَاناً |
أَوَانِسَ فِي الْقُلُوبِ لَهَا قَبُولُ |
لها في قومِها نسَبٌ عريقٌ |
إذا انتسبَتْ وبيتُ حِجى ً أصيلُ |
فَعَمَّاهَا الْمُرْعَّثُ وَکبْنُ أَوْسٍ |
وجَدّاها المُبرَّدُ والخليلُ |
مَدَائِحُ مِثْلُ أَنْفَاسِ الْخُزَامَى |
تَمَشَّتْ فِي نَوَاحِيهَا الْقَبُولُ |
كَمَا طَرَقَتْ رِيَاضَ الْحَزْنِ وَهْناً |
شَآمِيَة ٌ لَهَا ذَيْلٌ بَلِيلُ |
مُفَوَّهة ٌ إذا هدرَتْ لنُطقٍ |
شَقَاشِقُهَا تَقَاعَسَتِ الْفُحُولُ |
تَعِزُّ قناعة ً وتَتيهُ صَوناً |
وَبَعْضُ الشِّعْرِ مُمْتَهَنٌ ذَلِيلُ |
وقبلَكَ كنتُ أُشفِقُ أنْ يراها |
وَقَدْ مَدَّتْ إلَيْهِ يَداً مُنِيلُ |
إذا أعيا على الكُرماءِ مَدحي |
فَكَيْفَ يَسُومُهُ مِنِّي الْبَخِيلُ |
رأيتُ الشِّعرَ قالَتْهُ كثيرٌ |
عَدِيدُهُمُ وَجَيِّدُهُ قَلِيلُ |
فَلاَ تُحْدِثْ لَهَا مَلَلاً وَحَاشَى |
عُلاَكَ فَغَيْرُكَ الطَّرِبُ الْمَلُولُ |