كريستيان برنارد، هو جراح قلب من جنوب إفريقيا ولد في 8 من شهر تشرين الثاني في عام 1922م قام بأول عملية زرع قلب في العالم في 3 كانون الاول عام 1967 م، والتي استمرت لتسع ساعات ونصف بمساعدة من فريق طبي تشكل من ثلاثين فرد، وذلك بنقل قلب امرأة ماتت أثناء حادث سير إلى رجل في الخامسة والخمسين يشكو من مرض السكري، وقد تكللت العملية بنجاح، ولكن الرجل مات  بعد 18 يومًا كانت وفاة كريستيان في 2 من شهر أيلول عام 2001م عن عمار يناهز 78 سنة بعد نوبة ربو .

كانت الأدوية المُضادة للرفض مؤثر مساعد اساسي في كبت جهازه المناعي. كان برنارد قد قال إلى السيد والسيدة واشكانسكي إن احتمال نجاح العملية يصل الى 80%، وهو الادعاء الذي تم انتقاده لكونه مُضللًا،عاش مريض الزرع الثاني لبرنارد واسمه فيليب بلايبيرغ الذي أُجريت عمليته في بداية سنة 1968، بقي على قيد الحياة لمدة سنة ونصف وتمكن من الذهاب إلى البيت من المستشفى.

وُلد في بيفورت ويست، مقاطعة كيب، ودرس برنارد الطب ومارسه لعدة أعوام في بلده الأم جنوب إفريقيا. طوَّر برنارد علاجًا لخلل الرتق المعوي عند الأطفال و كطبيب شاب كان يُجري تجارب على الكلاب. تقنيته قامت بانقاذ أرواح عشرة أطفال في كيب تاون وتبناها جرّاحون في بريطانيا والولايات المتحدة.

ذهب سنة 1955 إلى الولايات المتحدة وخصص له أوين هاردينغ وانغنستين الكثير من العمل المتعلق بالجهاز الهضمي. عُرِّف على آلة القلب-الرئة، وسُمح لبرنارد بالانتقال إلى الخدمة التي تمت إدارتها من قبل رائد جراحة القلب المفتوح والت ليليهي. بعد الرجوع إلى جنوب أفريقيا سنة 1958، عُين برنارد رئيسًا لقسم الجراحة التجريبية في مستشفى جروت شور، في منطقة كيب تاون.

تقاعد كرئيس لقسم الجراحة القلبية في كيب تاون سنة 1983 بعد أن أصيب بمرض التهاب المفاصل الروماتويدي في يديه والذي أنهى وظيفته كجرّاح. أصبح مهتمًا بالبحوث المُضادة للشيخوخة، وأُخذ على سمعته سنة 1986 عندما روَّج لغلايسيل، وهو كريم للبشرة «مُضاد للشيخوخة»، سُحبت الموافقة عليه من قبل إدارة الدواء والغذاء في الولايات المتحدة بعدها بوقت قليل . أثناء سنواته المتبقية ، أنشىء مؤسسة كرستيان برنارد، المُكرَّسة لمساعدة الأطفال المحرومين في العالم. 

مطلع حياته

ترعرع برنارد في بيوفورت ويست، مقاطعة كيب، اتحاد جنوب إفريقيا. كان والده آدم برنارد قسًا في الكنيسة البروتستانتية الهولندية. كان أحد أخوته الأربعة أبراهام «طفلًا أزرق» توفي بسبب مشاكل في القلب وعمره حينئذ ثلاث سنوات (اكتشف برنارد لاحقًا أن السبب الوفاة كان رباعية فالو). عانت العائلة كذلك من فقدان ابنتهم التي وُلدت متوفية والتي كانت الشقيقة التوأم لأخ برنارد الكبير يوهانس، والذي كان أكبر من كريس باثنتي عشرة سنة. تم قبول برنارد في الجامعة من ثانوية بيوفورت ويست سنة 1940، وذهب ليدرس الطب في كلية طب جامعة كيب تاون، حيث حصل على بكالوريوس الطب والجراحة سنة 1945. عمل والده كمُبشر للافراد مختلطي الأعراق. غرست والدته، ماريا إليزابيث دو سوارت في الإخوان الناجين قناعة أن بإمكانهم فعل أي شيء يضعونه نصب أعينهم.

حياته المهنية

أتم برنارد فترة تدريبه وإقامته الدورية في مستشفى جروت شور في كيب تاون، وعمل بعدها كطبيب ممارس عام في سيريس، بلدة ريفية في مقاطعة كيب. ثم عاد عام سنة 1951 إلى كيب تاون حيث عمل في مستشفى المدينة كمسؤول مقيم طبي أقدم، وفي قسم الطب في مستشفى جروت شور كأمين السجلات. حصل على درجة الماجستير في الطب سنة 1953 من جامعة كيب تاون. وحصل في نفس العام على الدكتوراه في الطب (أم دي) من نفس الجامعة لأطروحة بعنوان «معالجة التهاب السحايا السلي».

أجرى برنارد تجارب بحثية على الكلاب عن الرتق المعوي بعد أن أصبح طبيبًا بفترة وجيزة ، والرتق المعوي هو عيب ولادي يؤدي إلى تكوُّن فجوات مُهددة لحياة الافراد في الأمعاء. قرر أن يتَّبع حدسه واحساسه الطبي القائل بأن سبب المرض هو جريان غير كافٍ للدم إلى الجنين. بعد تسعة أشهر وثلاث وأربعين محاولة، تمكن برنارد إعادة خلق هذه الحالة في جنين جرو عن طريق تقييد بعض من إمدادات الدم إلى أمعاء الجرو ومن ثم وضع الحيوان في الرحم مجددًا، وولد لاحقًا بعدها بأسبوعين، ولديه مرض الرتق المعوي.

تمكن من علاج الحالة عن طريق إزالة قطعة من الأمعاء التي يجري فيها الدم بشكل غير جيد. كان خطأ الجرّاحين السابقين هو محاولة إعادة ربط نهايات الأمعاء التي كانت هي نفسها تعاني من جريان الدم غير الكافي. لنجاح العملية، كان إلزامي في العادة إزالة بين 15 إلى 20 سنتيمترًا من الأمعاء (6 إلى 7 إنش). استعمل جاني لو هذا الابتكار في إطار سريري، وأنقذت طريقة برنارد أرواح عشرة أطفال في كيب تاون. تبنى هذه التقنية جرّاحون في بريطانيا والولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، حلل برنارد 259 حالة لالتهاب السحايا السلي.

أُنشد أوين وانغنستين في مينيسوتا بعمل آلن ثال، وهو طبيب جنوب إفريقي يعمل في  مينيسوتا. طَلب من رئيس قسم الطب في مستشفى جروت شور جون بروك أن يُزكي له جنوب أفريقيين موهوبين بشكل متشابه وبروك زكّى برنارد. سافر برنارد إلى جامعة مينيسوتا، مينيابوليس في كانون الاول سنة 1955، الولايات المتحدة، ليبدأ منحة لمدة سنتين ضمن إشراف رئيس قسم الجراحة وانغنستين، الذي أعطى لبرنارد عملًا أكثر على الأمعاء، وقَبل برنارد بهذا على الرغم من ميوله في الانتقال إلى شيء جديد.

ببساطة ومحض الصدفة ، كل ما احتاج برنارد استراحة من هذا العمل، كان يتمكن من التجول في القاعة والتحدث إلى فينس غوت الذي كان يدير مختبر جراحة القلب المفتوح للرائد في هذا المجال والت ليليهي. كان غوت قد بدأ بتطوير تقنية لجريان الدم عكسيًا في أوردة القلب ليستطيع ليليهي من العمل بشكل اكثر سهولة على الصمام الأبهري (يكتب مكراي، «كان نوعًا من التفكير الملهِم الذي فتن برنارد»). في آذار عام 1956، طَلب غوت من برنارد مساعدته في تشغيل آلة القلب-الرئة لإحدى العمليات. بعد ذلك بقليل، وافق وانغنستين على السماح لبرنارد بالعمل مع ليليهي.

تعرف برنارد في هذا الوقت للمرة الاولى على زميله المستقبلي جرّاح زرع القلب نورمان شومواي. أصبح برنارد أيضًا صديقًا لغيل كامبيل الذي بين أن بالإمكان استخدام رئة الكلب لأكسجة الدم خلال جراحة القلب المفتوح. (في السنة السابقة لوصول برنارد، استخدم ليليهي وكامبيل هذا الإجراء لعشرين دقيقة خلال إجراء الجراحة على صبي عمره 13 عام  يشكي من عيب في الحاجز البطيني، وشُفي الصبي بشكل تام). كان برنارد وكامبيل يلتقيان بشكل منتظم للفطور المبكر. حصل برنارد سنة 1958 على درجة ماجستير العلوم في الجراحة لأطروحته بعنوان «الصمام الأبهري - مشاكل في تصنيع واختبار الصمام الاصطناعي». حصل على درجة الدكتوراه في نفس السنة لأطروحته بعنوان «المسببات المرضية لرتق الأمعاء الخلقي». وصف برنارد السنتين التين عاشهما في الولايات المتحدة بقوله «أكثر الأوقات إدهاشًا في حياتي».

بعد رجوعه إلى جنوب أفريقيا سنة 1958، عُين برنارد كرئيس لقسم الجراحة التجريبية في مستشفى جروت شور، مع توليه لمنصب مشترك في جامعة كيب تاون. تمت ترقيته إلى مُحاضر بدوام كامل ومُدير البحث الجراحي في جامعة كيب تاون. سافر إلى موسكو سنة 1960 لكي يلتقي بفلاديمير ديميكوف، وهو خبير في زراعة الأعضاء (نَسب الفضل لاحقًا لإنجاز ديميكوف قائلًا «إذا كان هنالك أب لزرع القلب والرئة فإن ديميكوف يستحق هذا اللقب بالتأكيد»).

عُين في سنة 1961 رئيسًا لقسم الجراحة القلبية في المستشفيات التعليمية لجامعة كيب تاون. ترقّى إلى منصب أستاذ مساعد في قسم الجراحة في جامعة كيب تاون سنة 1962. أصبح أخ برنارد الأصغر ماريو الذي درس الطب كذلك اليد اليمنى لبرنارد في قسم الجراحة القلبية. مع مرور الزمن ، أصبح برنارد معروفًا بالجراح العبقري مع مشاركاته الكثيرة في معالجة الأمراض القلبية، مثل رباعية فالو وشذوذ إبشتاين. رُقّيَ إلى أستاذ في العلوم الجراحية في قسم الجراحة في جامعة كيب تاون سنة 1972. وأصبح برنارد في سنة 1981 عضوًا مؤسسًا للمجلس الثقافي العالمي. من بين الجوائز المتنوعة التي منحت اليه على مر السنين، فقد حصل على لقب أستاذ إيميرتوس سنة 1984.


المراجع

areq.net

التصانيف

جنوب أفريقيون  أطباء  مواليد 1928  وفيات 2001   العلوم التطبيقية   طب   أطباء   العلوم الاجتماعية