د. نزار أحمد
مشيغان—الولايات المتحدة الأمريكية
Nezarahmed61@yahoo.com
لأنني ياحلوتي أحبكِ
وأذبح الروح ومهجتي لأجلكِ
لو ساءلوكِ في الهوى يا شجني
قولي حبيبي إن أحبني
أحبني الكثيرَ
دللني
أدهشني
وكلما قبلني
قبلني الصباحَ
والمساءَ والظهيرَهْ
وفي اللقاء مدَّ شوقه
يلعب بين العنق والضفيرهْ
وإن رآني لحظةً كئيبهْ
أشعل عينيه وقلبه
وكبده لِيَ البخورَ
وضمني بين ذراعيه
وأسكن الغرام في فؤادي
رافضاً إن لا يثورَ
......................
قولي لهم يا زمني
لأنه أحبني
وكيف ألعب الهوى علمني
صرت له الفراش والسريرَ
وصرت شِعره وصمته
ونطقه وهمسه ولمسه
وصرت ليله المُشوِّق العصورَ
وصرت سهده وزهده
ولهوه وشجوه وحزنه
وصرت دينه المحطم الصخورَ
................................
قولي لهم يا وطني
لأنه أحبني
وتحت رمشِ جفنه خبئني
أود لو أنام في حماهُ
وحقلِيَ الفسيح ذاب في صباهُ
وشعرِيَ الخمريّ تاه في رضاهُ
فكلما أحسُّ بالخوفِ
أريد أن تشدني يداهُ
وعندما أشعرُ بالبردِ
أريد أن تمسني شفاهه الجسورَهْ
تأخذني على جناح وردةٍ غيورهْ
أمزق الأعراف والأسوار والسجونَ
و اليقين والظنون والشكوك والجنونَ
أضيء قبرها برعشة الأنامل الحنونهْ
وأعشق الرقص على أوتارها الحزينهْ
وأشرب الطيشَ وأعبر الجسورَ
صارختاً ضد مآثم المآذن الكبيرهْ
وضد أجراس الكنائس الثريرهْ
حتى وإن كانتْ لديَّ الصرخة الأخيرة
أحببتها ومن ثرى طفولتي أرضعتها
ألا هِيَ الأمنية الصبورهْ
أعيش جنب ظلها وسترها
كأنني قبيلةٌ مهزَّمَهْ
وقلعةٌ مُهَدَّمَهْ
ولعبةٌ مُحَطّمهْ
ودمعةٌ صغيرهْ
أرتحل الربيع عنها
يجمع الكنوز والحريرَ
..............................
لأنني ياحلوتي أحبكِ
أصبحت ُرونق البساتين على خديكِ
وسندس الصباح يحمل النسيمَ
ناثر المحار فوق معصميكِ
وبهرج المساء في انشراحه
يعبث كالياقوت في جمال وجنتيكِ
ولانطلاق الشوق في عينيكِ
صرت ُأقاسم العبير و الطيورَ
أجهض كبرياء نفسي
وأعانق الفضاء والأثيرَ
وأترك الشجوَ على شباك يأسي
وأرفض الغرورَ
وأبحر الدنيا وأنت جرف شمسي
وأطاوع السفين والقلوع والبحورَ
............
لأنني أحبكِ
كأنني الريح يمسُ شعركِ الجميلَ
والعقد يضمُ جيدكِ الهديلَ
والثوب يلمُ خصركِ النحيلَ
والضوء ينير وجهك الخجولَ
كأنني عُمْقُ المدى أمامكِ
ياحلوتي صرت الصغيرَ
كأنني بركان عنفوانكِ
صرت له الوديع و الضريرَ
..................
لأنني أحبكِ
نذرت روحي للسماءْ
تفعل فيها ما تشاءْ
تجعلها في عتمة الدجى ضياءْ
تحرقها زيوت في قرص الشتاءْ
وللمهاجرين عن عبء الشقاءْ
تبني عليها موطناً
للعاشقين يبعث السرورَ
ومن سكون جفنيكِ
وسحرِ واتساعِ ِمقلتيكِ
تحنتْ الدنيا بعرسٍ يشرح الصدورَ
........
لأنني يا حلوتي أحبكِ
وجدت حولى نسمةً من ليلكِ
ألقي عليها تعزف الهوى
أصابعي النديَّهْ
فترقص الأميرة اللذيذة الشقيَّهْ
على كؤوسٍ ونقوشٍ بابليّهْ
رقصتها الجميلة السحريّهْ
كزهرةٍ مزروعة في مزهريّهْ
عشقت فيها عطرها والجاذبيه
ودعت قلبي في جوارها
يغازل الأوراق والجذور والزهورَ
..........
لأنني يا حلوتي أحبكِ
تخبرني عيناك ما لا يعزف الوترْ
والشفتان عند ساعات السهرْ
كالبرقِ والرياح والزلزال والإعصارِ
تهمسانِ في القلوب وَمْضات القمرْ
وتلتقي الأيدي كأوراق الشجرْ
في لحظةٍ يطربها الندى
وطقطقات حبات المطرْ
كأنها تنثر حولنا السنين والشهورَ
ندتْ يداك تكتبان كالفراشة السطورَ
وتعزفان سِمفونية الوجودِ
وكَرنَفال جنةِ الخلودِ
لؤلؤةً تداعب الروح الكسيرهْ
.........................
لأنني يا حلوتي أحبكِ
سوف أكسِّر الحديد و القيودَ
أحطم القديم منها والجديدَ
حتى أكون قبلةً وحيدهْ
أتركها تمرح كاليمامة الودودهْ
على شفاهك الشريدهْ
تحصد قمحك النضيرَ
فهذه يا حلوتي أمنيتي الأخيرهْ
وقبل أن أودع السكون والضجيرَ