محمد العويد

هل تزداد معاناتك من عدم زواجك حين ترين امرأة مع زوجها وأولادها يخرجون في نزهة؟

أيجعلك هذا تتذكرين وحدتك، وحرمانك الزوج ومساندته، والأولاد وبراءتهم؟

أيثير فيك إحساسا بأنك مظلومة، أو أنك تعيسة، أو أنك محرومة؟

تمهلي قليلا، ولا تدعي هذه المشاعر السلبية، والأحاسيس المحبطة؛ تملأ عليك نفسك، وتزرع فيك الحزن.

لقد رأيت جانبا واحدا من حياة هذه الأسرة؛ لكن هناك جوانب كثيرة أخرى لم ترها عينك.

لعلك لو رأيت الزوجة المبتلاة بزوج قاس لا يرحم، واستمعت إلى شكواها من معاناتها الدائمة منه؛ لربما حمدت الله على أن نجاك من الزواج.

لو رأيت زوجة لا تجد وقت راحة، نالت الأعمال من صحتها، وذهبت المسؤوليات بنضارة وجهها، واستمعت إلى شكواها من هذا كله... لربما حمدت الله على أن خفف عنك وأعفاك مما قد لا تحتملينه.

لو جلست مع مطلقة تندب حظها، وتعلن ندمها على زواجها، واستمعت إليها وهي تشكو لك كم احتملت وعانت حتى حصلت على الطلاق، واستعادت أمنها؛ لربما حمدت الله على أنك لم تتزوجي ولم تعاني مثل ما عانت.

إن تفكرك، أختي الغالية، بما تعانيه آلاف الزوجات، وما احتملته كثيرات غيرهن انتهى زواجهن بالطلاق، يخفف عنك كثيرا مشاعر الأسى التي تثور في نفسك بسبب عدم زواجك.

إن ذاك التفكر يبدد إحساسك بأنك مظلومة، ويحل محله إحساسا جميلا بالرضا. الرضا الذي يجلب لك رضا الله، كما حدثتك في الرسالة السابقة.

تذكري شكوى صديقتك من صراخ زوجها المستمر، وغضبه الدائم، ونجاتك أنت من هذا.

واستعيدي مشهد جارتك التي خرجت من بيتها باكية بعد أن ضربها زوجها فألحق بها ضررا وأذى. واستحضري حديث أختك التي لا تجد وقتا تهتم فيه بنفسها وبممارسة هوايتها الأثيرة لديها في القراءة. ستجدين أنك في نعم كثيرة، وستطمئنين إلى أنك أحسن حالا من متزوجات كثيرات قد يحسدنك على ما أنت فيه من مسؤوليات قليلة، وأعباء خفيفة، وأوقات وافرة كثيرة تمارسين فيها هواياتك من قراءة أو كتابة أو دعوة أو زيارة أو نشاط خيري أو اجتماعي.

أرجو أن تبتسمي الآن ابتسامة الرضا، فأنت في خير عظيم، ولن تستبد بك بعد اليوم مشاعر القلق، والأسى، والانهزام , أرجو أن تفسحي المجال في نفسك لمشاعر الطمأنينة، والرضا، والهناءة.


المراجع

ياله من دين

التصانيف

تصنيف :ثقافات فرعية