السَكَن نوع من المباني التي تُوفِّر المأوى للناس. وبمعنى أوسع، إنه العمل المخطط لتهيئة السكن المناسب، ويشمل جميع القضايا المتعلقة بتخطيط المدن والخدمات الاجتماعية التي تهيِّء ظروفًا سكنية جيدة. ويُسمى السكن الآمن والصحي والمريح السكن القياسي. ويساعد السكن الذي يحتوي على التدفئة والتهوية السكان على البقاء في حالة صحية جيدة، كما يمد كل فرد من أفراد الأسرة بالمساحة الكافية ليشعر بالخصوصية والحرية. ويحتوي السكن القياسي على الماء الجاري البارد والساخن، وجهاز مُعَدّ خصيصًا للتخلص من القاذورات، بالإضافة للإضاءة الكهربائية ليلاً وضوء الشمس نهارًا. والمساكن ذات البناء الرديء والمتهدمة وغير الصحية، أو المزدحمة تسمى السكن دون القياسي. وإذا أخذنا بهذا التعريف، نستطيع القول إن معظم سكان العالم يعيشون في سكن دون المستوى القياسي. فمعظم الذين يقطنون بلدان أوروبا الأقل نصيبًا من الصناعة يعيشون في ظروفٍ سكنية رديئة. وكذلك نجد على امتداد دول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية الملايين من الذين يعيشون في ظروف سكنية قاسية قلما توفِّر لهم المأوى. وتنتشر حول العديد من المدن الرئيسية في هذه الدول وعلى مساحات شاسعة مساكن دون المستوى القياسي، تأوي سكان الريف الذين نزحوا للمدن بحثًا عن عمل. وتتكون الأسرة من جميع الذين يسكنون في وحدة سكنية. تسمى المنطقة ذات المباني دون القياسية حي الفقراء. وعادة تتدهور المناطق المركزية القديمة من المدن وتتحول إلى أحياء فقيرة. ومعظم ساكني الأحياء الفقيرة من ذوي الدخل المنخفض، تسكن عدة أسر منهم في وحدة سكنية واحدة. وينتقل معظم سكان المنطقة القادرين إلى مناطق أفضل بمجرد شعورهم بأن المنطقة بدأت في التدهور. وقد يشغل منازلهم القديمة بعض الذين نزحوا إلى المدينة حديثًا ولا يستطيعون تحمل نفقات سكن أفضل. وتعاني معظم الأحياء الفقيرة نسبًا مرتفعة من الاعتلال الصحي والمرض والجريمة، كما أنها تعاني من تدني الخدمات الاجتماعية بما فيها المدارس الفقيرة والخدمات الأمنية ووسائل مكافحة الحريق غير الكافية، وعدم انتظام خدمات جمع النفايات، وقلة الحدائق العامة والملاعب. وترفض بعض المنشآت المالية الرهن العقاري، أو القروض من أجل الإصلاحات السكنية في المناطق التي يعتبرونها متدهورة، مما يساعد على سرعة تكوُّن الأحياء الفقيرة بسبب وقف عمليات البيع وإصلاح المنازل في مثل هذه المناطق. ولكن في بعض البلدان أجيز قانونٌ للحد من مثل هذه الممارسات. حال التحيُّز والتمييز دون حصول العديد من أفراد الأقليات على السكن المناسب. فقد أُجْبر الملونون والمهاجرون في عدة دول غربية على السكنى في الأحياء الفقيرة، أو مناطق التمييز العنصري المعروفة بالجيتو. وتستمر المحاولات لاستعمال القانون لتقليل هذه الحالات من أجل توفير السكن الجيد للجميع. مجموعات الإسكان يمكن تنظيمها حتى تبدو منفصلة. في هذا المشروع الإسكاني في مونتريال بكندا صنعت أجزاء كل مجموعة مقدمًا قبل وضعها بالشكل الحالي. المشاريع السكنية الخاصة. هي مجموعات من الأبنية شُيدت لإيواء عدة مئات، أو ألوف من الأسر. وقد يشمل المشروع الإسكاني مجموعة من المنازل الصغيرة ـ والمصنوعة من أجل خفض التكلفة ـ أو مجموعة من المنازل القروية أو عمارات مقسمة إلى شقق أو كل هذه الأنواع الثلاثة من السكن مجتمعة. وتشجع الحكومات المحلية شركات التأمين الكبرى والمؤسسات الأخرى على بناء مجمعات التوطين والشقق. وتمنح بعض المدن والولايات تخفيضات ضريبية خاصة لإنشاء مثل هذه المجمعات، كما أنها قد تنظف الأحياء الفقيرة من المباني، ثم تبيعها لمقاول خاص ليعيد تعميرها. تطور سكن الضواحي. تُبنى معظم المنشآت السكنية، التي أنشأها الأفراد أو المقاولون الخصوصيون، على الأراضي الخالية في مشارف المدن، إذ إن هذه الأراضي عمومًا أقل ثمنًا نظرًا لبعدها، كما توجد مشكلة إزالة المباني القديمة، قبل بدء عمليات البناء. وتتكون معظم هذه المساكن الجديدة من منازل منفصلة لكل أسرة تبنى على أرض مساحتها 0,2% من الهكتار، وتشتريها الأسر التي تود السكن بها. مجموعات شقق في مدينة الرياض بالسعودية تأوي الآلاف من الأسر. وتنتقل سنويًا ألوف الأسر للبيوت الجديدة المشيّدة في الضواحي، فتتكون مجتمعات جديدة كاملة بكل ملحقاتها: الأسواق، والمدارس، دور العبادة، والحدائق العامة. وللمتاجر الكبرى في المدن فروع في مراكز التسويق في هذه المجمعات. البلدات الجديدة. أخذ نمو المدن في بعض الحالات شكلاً متطورًا سُمي البلدات أو المدن الجديدة، وفي العادة تكون المجتمعات المخططة على هذا النمط أكثر تعقيدًا من نظام مجتمعات الضواحي. وخلافًا لمعظم الضواحي السكنية، فإن البلدات الجديدة تحتوي على المصانع والخدمات الصناعية، حيث يستطيع معظم المقيمين العمل والعيش داخل المُجمَّع. السكن التعاوني. يكوّن الناس في بعض الأحيان جمعيات تعاونية بغير أرباح من أجل تخطيط الشقق أو المنازل التي يسكنونها وتمويلها وتشييدها وإدارتها. فعندما تبني أو تشتري جمعية تعاونية مُجمعًا للشقق يشتري الأفراد الأسهم من الشركات. وتمكنهم هذه الأسهم من شغل الشقق وليس امتلاك الوحدة. ويقتسم شاغلو الشقق مصروفات الصيانة والإصلاحات والتحسينات للمبنى ككُل. السكن المشترك. نوع من السكن الشائع في الولايات المتحدة الأمريكية يشبه الإسكان التعاوني مع اختلاف مهم واحد: ففي الإسكان المشترك يمتلك السكان الوحدات التي يشغلونها، كما أن لكل منهم الحق في استعمال الأجزاء المشتركة من المبنى. ويساهمون جميعًا في تكاليف تلك الأجزاء والخدمات العامة للمبنى. ففي حالة فشل أحد السكان أو بعضهم في توفير احتياجات وحداتهم الخاصة، فإن هذا لايؤثر على بقية السكان، خلافًا لما يحدث في الإسكان التعاوني. سكن ذوي الدخل المنخفض والسكن المدعّم البيوت التقليدية المسقوفة بالقش في ماديرا. لا يستطيع معظم الناس عادة دفع الإيجارات وتسديد أقساط الرهن العقاري للسكن القياسي. ولهذا أقامت حكومات عديدة خططًا لمساعدة الأسر ذات الدخل المنخفض. السكن الحكومي. تهيِّء سلطات (أو هيئات) الإسكان في المدينة، عادة، السكن للأسر ذات الدخل المنخفض، إذ تحدد السلطات مدى الحاجة للسكن الحكومي، ثم تخطط وتُنشئ وتُدير المشاريع. وفي العديد من المدن تفوق الحاجة للسكن الحكومي ما توفره السلطات. وقد يتوافر السكن الحكومي في أشكال عديدة. فقد تبني السّلطات مساكن جديدة، أو قد تشتريها من أحد المقاولين، وربما اشترت مساكن موجودة وأصلحتها لتصبح في حالة مناسبة. وبالمقابل قد تتعاقد على إيجار مبانٍ جاهزة للسكن. الضوابط المحلية للسكن قواعد البناء. تتحكّم قواعد البناء في بلدان عديدة في بناء المساكن الجديدة. إذ تتطلّب أن تكون المنشآت الجديدة قوية البناء ذات حجرات متّسعة وتهوية وضوء كافيين. قوانين الإسكان. أرسى العديد من المدن تلك القوانين لتؤمِّن صيانة المساكن القديمة حتى تظل بحالة جيدة. وتتطلب هذه القوانين أن تكون المساكن ملائمة من حيث الإضاءة والتهوية والمخارج والتدفئة والمياه ودورات المياه والمجاري وطُرق التخلّص من النفايات. كما تتطلب من المالك أن يحافظ على النظافة والتأمين ضد الحرائق، وأن يوالي إصلاحات كل عطب بالمبنى. وتحدد بعض قوانين الإسكان عدد الذين ينامون في حجرة واحدة. نبذة تاريخية الثورة الصناعية. بدأت في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، وأدت إلى نُموّ جامح وغير مخطط للمدن. فقد نزح آلاف الناس إلى المدن بحثًا عن العمل، فاضطر البناءون إلى إنشاء أي نوع من المساكن تقريبًا لتغطية الحاجة الطارئة. فتجاورت المساكن والمصانع في الشوارع الضيقة. وظهرت المساكن ذات الشقق العديدة في المدن الكبيرة في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، كما ظهرت هذه المساكن في مدنٍ صناعية أخرى خلال هذه الفترة. وفي أوائل القرن العشرين حدث نقص عالمي في المساكن بسبب الزيادة السكانية والتركيز السكاني في المدينة، وساعد على هذا النقص في المساكن توسع الصناعة وندرة عمال البناء وقلة المال اللازم لإنشاء المساكن الجديدة. منزل كثير الزخارف يقف في الجزء القديم من بيليم، بالبرازيل. السكن منذ بداية القرن العشرين. هبط مستوى المباني السكنية الجديدة إلى درجة غير مقبولة خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية نتيجة لندرة مواد البناء. ولم تكن موارد الناس المالية خلال سنوات الكساد الكبير في الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي تسمح بالبناء. وانتقلت في ستينيات القرن العشرين الميلادي أعداد أكبر من الأسر التي تسكن الريف إلى المدينة بحثًا عن العمل مسببةً نقصًا حادًا في السكن على الرغم من منشآت الإسكان الاضطراري. وقد تضررت، أو تحطمت ملايين المساكن في كل أنحاء أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م). ومنذ ذلك الحين تتكون غالبية المساكن التي بُنيت في أوروبا من مجمعات من الشقق تمتلكها الحكومة، وتقوم بتأجيرها بتكلفة منخفضة. وتوفّر هذه المساكن جميع الخدمات الضرورية بما فيها الماء البارد والساخن والتدفئة والكهرباء والحجرات المنفصلة للأبوين والأطفال من الذكور والإناث كلٌ على حدة. وتسكن أعداد كبيرة من الناس ـ مواطنون من كل المستويات من العامل غير الماهر إلى ذوي الكفاءات ـ في المساكن المدعومة من الحكومة. ويسكن في الصين نحو بليون نسمة يتركز معظمهم في شرقي البلاد، حيث توجد الأراضي الخصبة وبالتالي يتنازع الناس على السكن والزراعة في تلك الأرض. ولذا لاتستطيع الصين سوى أن توفر لسكانها الحد الأدنى من السكن. وإذا وجد الماء الجاري، فهو في الغالب صنبور واحد للماء البارد. ويشترك العديدون في دورات المياه والحمامات. وبدأت الصين في منتصف ثمانينيات القرن العشرين الميلادي برامج جديدة مكثفة للإسكان. يسكن أربعة أخماس السكان في الهند وجنوبي آسيا في القرى الريفية. وما زالت مظاهر التأثير البريطاني بادية في شكل التطور المدني. نجد بجانب بعض المدن القديمة المعسكرات لسكنى الضباط والجنود، وهي تشكل حاليًا مساكن الضواحي للطبقة الوسطى. تسببت الثورة الصناعية في الهند في القرن التاسع عشر الميلادي في هجرة الكثيرين من سكان الريف إلى المدن وبداية الازدحام الحاد. ولم تُبنَ القُرى الجديدة حتى منتصف القرن العشرين الميلادي، مثل مُدن الحدائق في لاهور وبانغالور. أما المباني الشاهقة ذات الشقق في المدن الكبيرة فهي رحبة ومكيفة الهواء، ولكنها من نصيب الأغنياء فقط. أما الفقراء، فإن سكنهم غالبًا ما يكون دون المستوى القياسي وبدون تيار كهربائي، أو ماء لكل بيت.

المراجع

www.mawsoah.net/maogen.asp?th=0$$main&fileid=startموسوعه العربية

التصانيف

اصطلاحات