السلافيون اسم يطلق على أيٍّ من مجموعات الشعوب العديدة التي يعيش معظمها في أوروبا. والسلافيون حوالي 275 مليون نسمة. وهم يتكلمون بلغات متشابهة، تسمى اللغات السلافية، أو السلافونية.
عاش أقدم السلافيين منذ ما يزيد على 5000 عام، في منطقة تشكل الآن جزءًا من شمال غربي أوكرانيا، وجنوب شرقي بولندا. وهاجر السلافيون إلى أجزاء أخرى من أوروبا، في السنوات الواقعة ما بين 200 و 500م. كما استقر بعضهم، في المناطق التي تشكل في الوقت الحاضر، غربي روسيا، وشرقي ووسط أوروبا. أما السلافيون الآخرون الذين هاجروا إلى المنطقة الواقعة في جنوب شرقي أوروبا، فقد أصبحوا يعرفون باسم البلقانيين.
وخلال القرن التاسع الميلادي، أقام السلافيون الإمبراطورية الموُرافية، التي وحدت شعوب شرقي ووسط أوروبا لأول مرة. وفي عام 906م ألحقت الشعوب المجرية الهزيمة بهذه الإمبراطورية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت بعض الشعوب السلافية، تحت حكم عدد من القوى الأجنبية، متضمنة في ذلك الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية الرومانية المقدسة، والنمسا - المجر، وألمانيا.
وفي عام 1918م بعد أن انتهت الحرب العالمية الأولى، أنشأ السلافيون دولاً مستقلة، مثل تشيكوسلوفاكيا، وبولندا، ودولة يوغوسلافيا. وألحقت ألمانيا الهزيمة بهذه الدول السلافية خلال الحرب العالمية الثانية (1939- 1945م). وقد سيطر الاتحاد السوفييتي على معظم الشعوب السلافية منذ قيامه عام 1992م وإلى حين تفككه عام 1991م.
ويصنف المؤرخون السلافيين في ثلاث مجموعات رئيسية هي: 1- الشرقية، 2- الغربية 3- الجنوبية، وهذا التصنيف مبني على أساس المناطق التي تعيش فيها هذه الشعوب.
السلافيون الشرقيون. ويتكونون من البيلوروسيين؛ أي الروس البيض، والروس، والأوكرانيين. ولقد تأثر السلافيون الشرقيون بقوة، بثقافة الإمبراطورية البيزنطية. انظر: الإمبراطورية البيزنطية. وفي عام 988م تزوج الأمير فلاديمير الأول، حاكم السلافيين الروسيين، بأميرة بيزنطية، وأصبح نصرانيًا. ونتيجة لهذا، تحوّل معظم الناس الذين يحكمهم إلى النصرانية. وفي الوقت الحاضر، ينتمي معظم السلافيين الشرقيين إلى الكنائس الأورثوذكسية الشرقية.
السلافيون الغربيون. ويكوِّنوُن مجموعةً تشتمل على التشيكيين والسلوفاكيين، والبولنديين، والونديين وهم المعروفون أيضًا بشعوب الصورب أو اللُّوساطيين. ويعيش الونديون في ألمانيا الشرقية. وخلال القرن التاسع، تمكن راهبان يونانيان، يدعى أولهما سيريل وثانيهما ميثوديوس من تحويل الكثير من السلافيين الغربيين، إلى النصرانية. وفي تلك الأثناء كانت الصلوات الكنائسية، تتم باليونانية، أو اللاتينية، التي لم يكن يفهمها سوى القليلين. ولكن سيريل وميثوديوس، كانا يقيمان الصلوات باللغة السلافية، التي يطلق عليها في الوقت الحاضر اللغة السلافونية الكنسية القديمة.
ومع تدخل السلافيين الغربيين في شؤون أوروبا الغربية، فقد أصبحوا أيضًا، متأثرين بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وتمكنت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، من التأثير بقوة في الحضارة الأوروبية الغربية عبر القرون. وفي الوقت الحاضر، أصبح معظم السلافيين الغربيين يعتنقون الكاثوليكية الرومانية.
السلافيون الجنوبيون. وهم مجموعة تتكون من البلغاريين، والكرواتيين، والمقدونيين، والصربيين، والسلوفينيين. وخلال القرن التاسع الميلادي، تحول عدد كبير من السلافيين الجنوبيين، إلى النصرانية، على أيدي أتباع كل من سيريل، وميثوديوس. ومع ذلك، فإن هؤلاء السلافيين، قد تأثروا بقوة أيضًا، بالثقافة البيزنطية. وفي الوقت الحاضر تنتمي غالبية السلافيين الجنوبيين للكنائس الأورثوذكسية الشرقية. ويعيش معظم أعضاء هذه المجموعة في دول البلقان.
المراجع
www.mawsoah.net/maogen.asp?th=0$$main&fileid=startموسوعه العربية
التصانيف
اصطلاحات