الحرب اليابانية الصينية الثانية
الحرب اليابانية الصينية الثانية، ويقصد بها نزاع عسكريً دار في المقام الأول بين جمهورية الصين وإمبراطورية اليابان منذ 7 يوليو 1937 إلى أيلول 1945. بدأت الحرب بحادثة «جسر ماركو بولو» في عام 1937؛ إذ تصاعد النزاع بين القوات اليابانية والصينية ليصل إلى معركة حربية. تُرجع بعض المصادر في جمهورية الصين الشعبية الحديثة؛ تاريخ بداية الحرب إلى الغزو الياباني لإقليم منشوريا التابع للصين عام 1931. تسمى الحرب في الصين باسم حرب المقاومة؛ باللغة الصينية (中国抗日战争) وبنظام بينيين للكتابة الرسمية (Zhōngguó Kàngrì Zhànzhēng) بما يعني حرفيًا (حرب المقاومة الصينية ضد اليابان).
حاربت الصين اليابان بمساعدة من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. وبعد الهجوم الياباني على الأسطول الأمريكي في قاعدته البحرية في ميناء بيرل هاربر عام 1941؛ اندمجت الحرب مع نزاعات أخرى في الحرب العالمية الثانية؛ كجهة رئيسية للقتال عُرِفت باسم مسرح عمليات بورما الهند في الصين. يرى بعض الباحثين أن تصاعد اندلاع الحرب اليابانية الصينية الثانية على نطاق واسع في سنة 1937 كان بداية الحرب العالمية الثانية. كانت الحرب اليابانية الصينية الثانية أضخم حرب آسيوية في القرن العشرين.
تُشكل غالبية الضحايا من المدنيين والعسكريين في حرب المحيط الهادئ؛ نسبة ما بين 10 ملايين و 25 مليون مدني صيني، ونحو أكثر من 4 ملايين من العسكريين الصينيين واليابانيين؛ وذلك بسبب أعمال العنف المتصلة بالحرب والمجاعات وأسباب أخرى. كانت الحرب نتيجة لسياسة الإمبريالية اليابانية التي دامت عقودًا من الزمن؛ بغرض توسيع نفوذ الامبراطورية اليابانية سياسيًا وعسكريًا، وذلك من أجل تأمين الوصول إلى احتياطيات المواد الخام ولتأمين الوصول إلى الغذاء والعمالة.
جلبت فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى الكثير من الضغوط على الحكومة اليابانية؛ فقد حاول اليساريون إلى المطالبة بحق الاقتراع العام ونحو منح العمال مزيدًا من الحقوق. كذلك أدت زيادة إنتاج المنسوجات من قِبل المصانع الصينية إلى التأثير بالسلب على الإنتاج الياباني. وقد تسبب الكساد الكبير في تباطؤ شديد فيما يخص الصادرات. كل ذلك ساهم في نشوء النزعة القومية المتشددة، والتي بلغت ذروتها بصعود فصيل عسكري فاشي إلى السلطة.
قاد هذا الفصيل في ذروته مجلس وزراء «هيديكي توجو» التابع لرابطة مساعدة حكم الإمبراطورية بموجب مرسوم من الإمبراطور هيروهيتو. وفي عام 1931، ساهمت «حادثة موكدين» في إشعال شرارة الغزو الياباني لإقليم منشوريا التابع للصين. هُزم الصينيون وأنشأت اليابان دولة دمية (عميلة) جديدة، هي مانشوكو؛ لذلك يشير العديد من المؤرخين إلى عام 1931 باعتباره بداية الحرب اليابانية الصينية الثانية. تبنت حكومة جمهورية الصين الشعبية الجديدة هذا الرأي.
وفي الفترة من عام 1931 إلى عام 1937، واصلت الصين واليابان المناوشات في اشتباكات محلية صغيرة، تدعى «الحوادث».في أعقاب حادث جسر ماركو بولو، حقق اليابانيون انتصارات كبرى؛ فاستولوا، في عام 1937، على بكين وشنغهاي والعاصمة الصينية نانجينغ، وأدى ذلك إلى حدوث مذبحة نانجينغ. وبعد الفشل في إيقاف اليابانيين في معركة ووهان، نُقلت الحكومة المركزية الصينية إلى تشونغتشينغ (تشونغكينغ) في الداخل الصيني. وبحلول عام 1939، وبعد الانتصارات الصينية في تشانغشا وجوانغشي، ومع امتداد اتصالات الجنود اليابانية إلى أعماق الداخل الصيني، وصلت الحرب إلى طريق مسدود.
عجز اليابانيون أيضًا عن إلحاق الهزيمة بالقوات الشيوعية الصينية في شنشي، والتي شنت حملة من التخريب وحرب العصابات ضد الغزاة. وفي حين أحكمت اليابان سيطرتها على المدن الكبرى، فإنها كانت تفتقر إلى العدد الكافي من القوات للاستيلاء على المناطق الريفية الشاسعة في الصين. في تشرين الثاني 1939، شنت القوات القومية الصينية هجومًا كبيرًا في فصل الشتاء، في حين شنت القوات الشيوعية الصينية هجومًا مضادًا في وسط الصين في أغسطس 1940.
في 7 كانون الاول عام 1941، هاجم اليابانيون الأسطول الأمريكي في قاعدته البحرية في ميناء بيرل هاربر، وفي اليوم التالي أعلنت الولايات المتحدة الحرب على اليابان. بدأت الولايات المتحدة في مساعدة الصين بنقل المواد جوًا عبر جبال الهيمالايا، وذلك نتيجة لإغلاق طريق بورما، عقب هزيمة الحلفاء في بورما. وفي عام 1944، قامت اليابان بعملية إتشي غو، والتي أسفرت عن غزو هينان وتشانغشا.
غير أن ذلك لم يؤد إلى استسلام القوات الصينية. وفي عام 1945، استأنفت قوة المشاة الصينية تقدمها في بورما، وأكملت طريق ليدو الذي يربط الهند بالصين. وفي الوقت ذاته ، أطلقت الصين هجمات مضادة واسعة النطاق في جنوب الصين، ما أسفر عن استعادة غرب هونان وجوانغشي.
ورغم امتدادها في احتلال جزء من أراضي الصين، استسلمت اليابان في نهاية المطاف في الثاني من سبتمبر 1945، لقوات الحلفاء في أعقاب إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي، وفي أعقاب الغزو السوفييتي لإقليم منشوريا الذي كان تحت سيطرة اليابان. استسلمت قوات الاحتلال اليابانية المتبقية (باستثناء القوات في منشوريا) رسميًا في التاسع من أيلول 1945، مع انعقاد المحكمة العسكرية الدولية للشرق الأقصى في التاسع والعشرين من نيسان 1946.
وفي ختام مؤتمر القاهرة في 22 و 26 نوفمبر 1943، قرر حلفاء الحرب العالمية الثانية كبح ومعاقبة العدوان الياباني من خلال إعادة جميع الأراضي التي ضمتها اليابان من الصين، بما في ذلك منشوريا وتايوان / فورموزا وبسكادورز، إلى الصين، وطرد اليابان من شبه الجزيرة الكورية. تم الاعتراف بالصين كواحدة من أكبر أربعة حلفاء خلال الحرب، وأصبحت واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
المراجع
areq.net
التصانيف
حروب تاريخ الصين تاريخ اليابان الحرب في آسيا التاريخ