أَما وَهَواكِ حَلفَةَ ذي اِجتِهادِ
يَعُدُّ الغَيَّ فيكِ مِنَ الرَشادِ
لَقَد أَذكى فِراقُكِ نارَ وَجدي
وَعَرَّفَ بَينَ عَيني وَالسُهادِ
فَهَل عُقَبُ الزَمانِ يَعُدنَ فينا
بِيَومٍ مِن لِقائِكِ مُستَزادِ
هَنيئاً لِلوُشاةِ غُلُوُّ شَوقي
وَأَنّي حاضِرٌ وَهَوايَ بادِ
وَكانَ شِفاءُ ما بي في مَحَلٍّ
نُرَدُّ إِلَيهِ أَو زَمَنٍ مُعادِ
فَلازالَت غَوادي المُزنِ تَهمي
خِلالَ مَنازِلِ الظُعُنِ الغَوادي
نَأَينَ بِحاجَةٍ وَجَذَبنَ قَلباً
تَأَبّى ثُمَّ أَصحَبَ في القِيادِ
وَما نادَيتِني لِلشَوقِ إِلّا
عَجِلتُ بِهِ فَلَبَّيتُ المُنادي
خَطيأَةَ لَيلَةٍ تَمضي وَلَمّا
يُؤَرِّقني خَيالٌ مِن سُعادِ
وَهَجرُ القُربِ مِنها كانَ أَشهى
إِلى المُشتاقِ مِن وَصلِ البِعادِ
سَتُلحِقُني بِحاجاتي المَطايا
وَتُغنيني البُحورُ عَنِ الثَمادِ
وَأُكبَرُ أَن أُشَبَّهَ جودَ فَتحٍ
بِصَوبِ غَمامَةٍ أَو سَيلِ وادِ
كَريمٌ لايَزالُ لَهُ عَطاءٌ
يُغيرُ سُنَّةَ السَنَةِ الجَمادِ
وَلا إِسرافَ غَيرُ الجودِ فيهِ
وَسائِرُهُ لِهَديٍ وَاِقتِصادِ
رَبيبُ خَلائِفٍ لَم يَألُ مَيلاً
إِلى التَوفيقِ مِنهُم وَالسَدادِ
إِذا الأَهواءُ شَيَّعَها ضَلالٌ
أَبى إِلّا التَعَصُّبَ لِلسَوادِ
شَديدُ عَداوَةٍ وَقَديمُ ضِغنٍ
لِأَهلِ المَيلِ مِنهُم وَالعِنادِ
المراجع
aldiwan.net
التصانيف
شعر ملاحم شعرية