السُلطة في العلوم الاجتماعية، تعني قدرة أشخاص أو مجموعات على فرض إرادتهم على الآخرين. إذ يستطيع الأشخاص ذوو النفوذ فرض قراراتهم بوساطة إنزال عقوبات أو التَّهديد بها على أولئك الذين لا يطيعون أوامرهم أو طلباتهم. وتكاد السُّلطة تكون موجودة في كلِّ العلاقات الإنسانية. إذ يتمتع المعلمون بسلطة على الطلاب، وأرباب العمل على المستخدمين، والآباء على الأبناء، والأقوياء على الضُّعفاء، والدُّول القوية عسكريًا على الدول الضعيفة. أشكال السُّلطة. تشمل الإكراه والتأثير والسلطة. فالإكراه هو استخدام التفوق الجسدي لفرض القرارات. والتأثير هو القدرة على إحداث تأثير من خلال القدوة أو الإقناع أو بعض الوسائل الأخرى دون استخدام السُلطة. والسُّلطة هي ممارسة النفوذ باتفاق أغلبية أفراد مجتمع أو مجموعة ما. فعلى سبيل المثال، يتمتع المعلمون بسلطة على تلاميذهم، لأنَّه يسود الإدراك والاتفاق بأنَّهم يجب أن يتمتعوا بها للحفاظ على النِّظام والتَّعليم بشكل فعَّال. وفي الدُّول الديمقراطية، تقوم سُّلطة الحكومة على موافقة المحكومين، إذ يتمتع الزُّعماء الذين اختارهم المنتخِبُون في انتخابات حرَّة بسُّلطة اتخاذ القرارات للشَّعب. المصادر الرَّئيسيَّة للسلطة. وتشمل 1- تفوُّق المصادر، 2- التَّفوُّق العددي، 3- التفوُّق التَّنظيمي. قد تكون المصادر مادية أو بشرية. تشمل المصادر المادية، المال والسِّلع والأملاك. فهي تمنح الشَّخص قدرة على شراء مايرغب، وتمّكنه من طلب خدمات الآخرين. أما المصادر البشرية التي تمنح النفوذ، فتشتمل على الذَّكاء والمعرفة والمهارة والهيبة والوضع الاجتماعي والشَّجاعة والجاذبيَّة والشَّخصيّة أو الجمال. وتصبح هذه الصِّفات مصدرًا للسُّلطة عندما تمكِّن شخصًا من القيادة والتأثير أو السَّيطرة والتَّحكم بأشخاص آخرين. ويمكن ملاحظة السُّلطة العددية في الانتخابات التي تمنح الفائزين اتخاذ القرارات بالنيابة عن المجموعة. إلا أنَّ الأعداد لاتنطوي على الأهمية كلِّها، إذ يمكن أن تمارس أعداد قليلة، السُّلطة، عندما تسيطر على المصادر المهمة كالجيش. ولا يمنح التَّفوق العددي، والمصادر في حد ذاتها الشَّخص درجة عالية من النفوذ على الآخرين، إذ يتعيَّن على النَّاس معرفة كيفية استخدام مصادرهم بصورة فعالة. وهم يقومون بذلك من خلال التَّنظيم. فالأفراد وحدهم يتمتعون بقوة ضعيفة نسبيًا للتأثير على القرارات المهمة، بَيْدَ أنَّه عندما ينضمون في شكل من أشكال التَّنظيم، يمكن أن يصبحوا أقوياء. وتحاول الأحزاب السِّياسية، وجماعات الضَّغط، والهيئات الأخرى اكتساب السُّلطة من خلال التَّنظيم الاجتماعي. كما توحِّد الدُّول صفوفها لدعم قوتها. ومن بين المجموعات الدَّولية القوية الجماعة الأوروبية، ومنظمة الدول الأمريكية. نظم السُّلطة. تُوجد علاقات السُّلطة في جميع المجتمعات والمجموعات المنظَّمة. وثمة اختلافات مهمة في كيفية فرض نظم السُّلطة الخاصة والعامة قراراتها. إذ يمكن لزعماء المجموعات الخاصة ـ مثل الأعمال والنوادي ـ فرض الغرامات، أو تعليق العضويَّة، بل وحتى طرد الأعضاء المخالفين. غير أنَّه لا يمكن إلا لنظم السُّلطة العامة ـ أي الحكومات ـ أن تستخدم السُّلطة المادية من النَّاحية القانونية، والتي تشمل السَّجن. فالحكومات هي التي تسيطر على الشُّرطة والجيش، وأدوات السُّلطة الرئيسية. إنَّ احتكار السُّلطة يجعل من تحكم الدَّولة مصدرًا مهمًا من مصادر السُّلطة. ويشكل التنظيم الاجتماعي الذي يمكّن أشخاصًا من الحكم في جميع المجموعات المنظّمة لمجتمع أو مجموعة بنية السُّلطة. ففي بعض الأحيان، يشار إلى أكثر النَّاس قوة بالمؤسسة أو صفوة السُّلطة أو أصحاب النفوذ.

المراجع

www.mawsoah.net/maogen.asp?th=0$$main&fileid=startموسوعه العربية

التصانيف

اصطلاحات