بعد ذلك، قررت كومار، الحاصلة على درجة الماجستير في الصحة العامة وتقطن في «جامايكا بلين» في ماساتشوسيتس، التحرك نحو بديل. وعليه، توجهت إلى خبيرة في العلاج بالإبر الصينية والتي قالت لها: «بمقدوري مساعدتك، فقط امنحيني 12 أسبوعا». ونظرا لأن جهة التأمين التي تتبعها، مثلما الحال مع معظم جهات التأمين الأخرى، لا تغطي تكاليف العلاج بالإبر الصينية، اجبرت كومار إلى دفع 70 دولار أسبوعيا لتغطية مصاريف العلاج على أمل أن تستعيد الدورة الشهرية لديها نظامها المعتاد.

بعد الخضوع لبعض العلاج المبدئي الذي بدا أنه يؤتي ثمار. وبعد أسبوعين، حملت كومار. وليس هناك من سبيل للتأكد من ما إذا كان العلاج بالإبر الصينية أو العلاج الذي قدمته طبيبة النساء والتوليد هو الذي حل مشكلة كومار. إلا أنه من الملاحظ أن أعدادا متنامية من الأفراد تتحول إلى استعمال الإبر الصينية لمساعدتها في ظروف بينها العجز عن الإنجاب والآلام المزمنة والاكتئاب وأعراض انقطاع الطمث.

ويلجأ هؤلاء إلى هذا النمط من العلاج رغم أنه ما يزال في الجزء الأكبر منه خارج إطار تأمين الرعاية الصحية. خلال دراسة مسحية أجريت عام 2007، أشار 3.1 مليون من البالغين إلى استعمالهم الإبر الصينية أثناء الشهور الـ12 السابقة، بارتفاع عن 2.1 مليون شخص في دراسة مسحية جرت عام 2002، طبقا لما صدر عن «المركز الوطني للطب التكميلي والبديل» التابع للحكومة، وهو وحدة تتبع «المعهد الوطني الصحي».

الملاحظ أن الموقع الخاص بالمعهد على شبكة الانترنت يتبع نهجا محايدا حيال مدى فعالية الإبر الصينية، ويحث المعهد الأفراد على التوجه إلى طبيب عادي ـ وليس خبيرا في الإبر الصينية ـ للتعرف على تشخيص الحالة التي يعانون منها. وأشار الموقع إلى أن العلاج بالإبر الصينية ربما يترك تأثيرا قويا على نظام الجسم، لكن تبقى أمراض خطيرة بحاجة إلى جرعة من الطب الغربي، مثل ضرورة تناول جرعات من المضادات الحيوية أو مسكنات لقتل الألم أو حتى خوض عملية جراحية.

ومع ذلك، هناك حفنة من الدراسات العلمية الجادة تشير إلى أن العلاج بالإبر الصينية قد يشكل علاجا فاعلا في مجموعة من الظروف المرضية، منها الصداع المزمن وهشاشة العظام والاكتئاب خلال الحمل وآلام أسفل الظهر. من ناحيتهم، بدأ الأطباء الغربيون في إقرار هذه المدرسة الطبية، وبعض الأحيان يبعثون مرضاهم إلى خبراء بمجال الإبر الصينية لعلاج حالات معينة. وتتعامل «إدارة الأغذية والأدوية» مع هذا العلاج بجدية كافية على الأقل لتنظيمه عبر ممارسين يحملون تراخيص بالعمل.

ورغم ذلك، ما تزال الجهات المؤمنة تبدي ترددا حيال تغطية تكاليف العلاج بالإبر الصينية. وحتى في الحالات النادرة التي تقوم خلالها هذه الجهات بذلك، ربما لا يتحملون سوى تكاليف زيارات قليلة أو العلاج الموجه إلى ظرف مرضي بعينه. من جانبها، تمكنت كومار من تغطية تكاليف العلاج باستغلال أموال من حسابها المالي في العمل المتميز بالمرونة. وعلق بقولها: «كان العلاج مرتفع التكلفة، لكنه ربما يبقى أدنى من تكاليف علاج العقم».

وعندما أصبحت مستعدة لإنجاب طفل آخر، توجهت مجددا إلى خبيرة الإبر الصينية التي تعاملت معها سابقا، كلير مكمانوس، وأصبحت حاملا في غضون شهور. من جهتهم، يقول أنصار العلاج بالإبر الصينية إنه علاوة على المساعدة في علاج ظروف مرضية قائمة بالفعل، يمكن للإبر الصينية الحيلولة دون ظهور مشكلات من الأساس، بل ويؤكد بعض عشاق هذا العلاج على اعتقادهم بأن العلاج بالإبر الصينية يبقيهم أصحاء وبعيدا عن أبواب الأطباء، وربما يوفر المال. في هذا الصدد، أكدت أنجيلا غراسو، مديرة الخدمات الطبية في كلية الطب الشرقي بمانهاتن، الحاصلة على إجازة من «مفوضية الإجازة للمدارس والكليات المهنية» وتتولى تدريب طلاب كي يعملوا خبراء بمجال العلاج بالإبر الصينية، أنه «نشهد حضور أعداد صغيرة، لكن متزايدة، إلى عياداتنا لتحسين عافيتهم».

للحصول على إجازة بالعمل بمجال العلاج بالإبر الصينية داخل ولاية نيويورك، يتعين على المرء إنجاز 4.050 ساعة من الدورات التعليمية، منها 650 ساعة بمجال التدريب الطبي ومعالجة 250 مريض. بمجرد إنجاز الطالب لهذه المتطلبات، يتعين عليه اجتياز اختبار للحصول على شهادة وطنية تجيز له العمل كخبير في الإبر الصينية.

من جانبه، أبدى ماركوس بيراردينو، 41 عاما، خبير التدليك ومدرب يوغا ويعيش في بروكلين، إعجابه الشديد بالعلاج بالإبر الصينية الذي يتلقاه بانتظام، وقال: «بجانب الأنماط الأخرى للعلاج الطبيعي مثل ركوب الدراجات وتناول طعام صحي وممارسة التأمل قليلا يوميا، يساعدني هذا على الإبقاء على جسدي صحي ومتوازن تماما». الملاحظ أن بعض المستشفيات شرعت في عرض العلاج على مرضى لتسكين الألم والقلق.

في هذا السياق، قال أريا نيلسن، مدير برنامج زمالة العلاج بالإبر الصينية لدى «مركز بيت إسرائيل الطبي»: «عندما يخضع المرضى للإبر الصينية قبل أو بعد الجراحة، يتضاءل شعورهم بالقلق وكذلك بالألم. وبالتالي تقل حاجتهم إلى الحصول على عقاقير مسكنة للألم ويقل تعرضهم للآثار الجانبية الناجمة عن تناول عقاقير».

جدير بالذكر أن مرضى «مركز بيت إسرائيل الطبي» يتلقون علاجا مجانيا باستخدام الإبر الصينية من خلال برنامج الزمالة الذي يديره دكتور نيلسن الحاصل على درجة الدكتوراه في فلسفات الطب. بالنسبة لغالبية الأفراد، يشكل المال محط الاهتمام الأول. تتراوح تكاليف جلسات العلاج بالإبر الصينية بين 65 دولار و120 دولار، بناء على مكان إقامة المريض (وتصل تكاليف الجلسة الواحدة لدى بعض كبار خبراء الإبر الصينية إلى 300 دولار).

وتتطلب غالبية الأمراض ثلاثة جلسات للعلاج على الأقل، بينما تستلزم بعض الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل جلسة كل أسبوعين أو جلسة شهريا، حسب الحالة. إذا كنت ترغب في الحصول على علاج بالإبر الصينية لكن يساورك القلق حيال التكلفة، فيما يلي بعض المقترحات: ـ عليك تفحص المظلة التأمينية التي تتمتع بها.

اتصل بالجهة المؤمنة عليك واسأل ما إذا كانت سياستها التأمينية تغطي العلاج بالإبر الصينية. إذا كان الرد بالإيجاب، اسأل عن التفاصيل. عليك التعرف على عدد الجلسات في العام الواحد التي يسمح بها التأمين وما إذا كان من الضروري استشارة طبيب. واسأل ما إذا كان التأمين يغطي العلاج بالإبر الصينية لظروف مرضية معينة فقط.

بعض السياسات التأمينية، على سبيل المثال، ربما تغطي العلاج بالإبر الصينية فقط للألم المزمن. ـ حاول اللجوء إلى مدرسة طبية. إذا كان لزاما عليك تحمل التكاليف بمفردك، حاول الحصول على علاج مخفض على يد ممارسين للعلاج بالإبر الصينية تحت التدريب. يذكر أن معظم المدارس المعنية بالعلاج بالإبر الصينية تملك عيادات يمكنك تلقي العلاج فيها على يد طلاب يخضعون للإشراف بأسعار مخفضة تصل إلى 40 دولار تقريبا لساعة أو ساعتين.

على سبيل المثال، أشارت باربرا أنديسمان التي قالت إنها عانت من تصلب مضاعف منذ عامين ـ إلى أنها ارتادت عيادة تتبع كلية الطب الشرقي في مانهاتن مرة أسبوعيا على مدار أكثر من عام. وأكدت أن هذا العلاج ساعدها على اكتساب طاقة وتحقيق توازن جسدي. وقالت أنديسمان، 52 عاما: «كنت أعاني تصلب مضاعف لا دواء له. وجاء العلاج بالإبر الصينية بنتائج مذهلة وساعدني على التمتع باستقرار أكبر.

وعندما كنت أفوت بعض الجلسات كنت أشعر بالاختلاف. كنت أشعر أن حركتي أصبحت أكثر بطئا». ـ العلاج بالإبر الجماعي. لو كانت مشكلتك غير خطيرة أو معقدة ـ مثل المعاناة من ضغط عصبي أو صداع ـ يمكنك المشاركة في جلسات إبر صينية جماعية، حيث تصل التكاليف إلى 15 دولار للجلسة الواحدة. خلال تلك الجلسات، تتلقى تقييم موجز، ثم يبدأ علاجك وأنت بكامل ملابسك وفي غرفة مفتوحة بها مرضى آخرين. ـ استغل الإنفاق المرن. حتى لو امتنعت جهة التأمين الخاصة بك عن سداد مصاريف العلاج بالإبر الصينية، يمكنك استغلال حسابك المرن للنفقات، إذا كنت تملك واحدا.

ومن الممكن أن يسهم استغلال أموال الإنفاق المرن في العلاج إلى تقليص التكلفة بنسبة تقارب 20 في المائة. ـ تحلى ببعض الصبر. غالبا ما يترك العلاج بالإبر الصينية تأثيرا تراكميا. إذا كنت تعاني من البرد أو الصداع البسيط، فإنك قد تشعر بتحسن بعد جلسة واحدة. لكن الأمر قد يتطلب ثلاثة جلسات قبل أن تشعر بتحسن إذا كنت تعاني من شد في العضلات، حسبما أوضحت غراسو <


المراجع

archive.aawsat.com

التصانيف

حياة  صحة  صحة عمومية   العلوم التطبيقية