امرأة تشرين
هدلا القصار
شاعرة من لبنان
h_alkassar_321@hotmail.com
تخرج امرأة تشرين عن نصوص الأسئلة
حين تجد الدفء في كتاباتها
تصرخ في عتمة البوح
كصهوات الغيم
لتحفر بين هسيس أصابعها قبر ميلادها
امـرأة تشرين!
برشفة قهوة تخرج المؤجل
تلتهم أوراق رنين الحروف
حين تسأم لجة الخداع المزخرف
في قهقهات جنون النبؤات
تسأل
تعاتب
تخاصم أحزانها
حين تستحضر المعنى داخل مسلمات أبياتها
تلعن الكائنات القادمة من الغابات المنسية
يتزاحم الخيال داخل أطيافها
تمشي على قاعدة فينوس
امرأة تصدع أناتها خوفا من الانقراض
وبصمت موجع تشهق الأنين
تبعثر مجاهيل العتاب
تسعل غفوات السنين
تنتظر الحظ من أفلاكها
تمضي لتفرغ ناقوس الصبح
تتعب من نظام الأبدية
تنشد الشمس في مزاجها
لتفتح ترجمات اللغز على بلاطها
تتمرد
تعترف
تكتب اليوميات
تختصر صهيل الماضي
تحت دالية السماء
امرأة تشرين
في التاسعة والعشرون من ميلادها
تسرج جيادها في الصحارى
تسبح برغبة قول الحقيقة
حين ينشد البنفسج نشوته
تمسد الطرقات بمناجاة القرنفل
حين تطوقها تعرجات السنين
وحكمة اليوم المباغتة
امرأة
يترجم صمتها صدى الكلمات
تدخل الفواصل من رياح صدقها
تضع في الوصايا حاجزا للخيانة
داخل التخمينات والتعقيدات
تستجدي الدهشة التي تتجاوز رمش القلب
تعزف إيقاعها بعناد شرس
تنطلق كصراخ الأرواح بلا وطن
حزينة كرقصة فالس
تعزف قدوم القمر على دمائها
حين تلمع في وجهها حدائق الغباء
امرأة
ناعمة كالزمهرير
تسحب ضوئها من بطء الماء
تتحرك من خلال أغصانها
عندما ينشق بياضها عن سوادها
هي امرأة الرخام الطري
تراقص تراتيل السكون
كطائر الروح تحلق بنواياها
تلوح الكسل المربوط بإسرارها
تفرد جناحيها المكونة برقة الجدليات
تغادر مع القمر حين يزاحم الرزاز صوتها
تخرج حروفها المنسية
تكاشف أعمدة الوهم
تعبر لغات العواطف
تسكن الشواطئ الموحشة
تنقب سوسنات الخجل
لتتمسك بودرة نافرة على جبينها
الممزوج برائحة نبتتها
في يوم ميلادها