الملكة والحرافيش  !

 

 

حسن حجازي

hassanhegazy11@yahoo.com

كنتِ   الملكة

وكنتُ   أحدَ   الفرسانْ

ما  كنتُ  أشجعهم

ولا أنبلهم

ولا أكثرهم  قوة

ولا  أمهرهم

لأحلقُ  معكِ  وحدي

دونهم ...

لأهَبَكِ   الغدْ  ,

لأُكملَ  معكِ   الدربْ ,

نحو  الخلد ,

لكني  كنتُ  أكثرهم  حباً ,

أكثرهم  صدقاً

وهل  يُجدي  الصدق ؟!

****

كنتُ  فرداً  من  أبناء  هذا  الشعبْ

ما  كنتُ  أدري  أنكِ  تلونتِ

بكلِ لونْ ,

وأصابتكِ  لعنة   الطينِ  الأبدية

من طولَ  الأسر .

كنتِ  ملكة

تسبحُ   في  شلالاتِ  النور  ,

تشربُ   من  ينابيع   الطهر ,

تهيمُ  في  بحور  السحر ,

وتَغَبرتِ

بأديمِ  الأرض ,

من  بقايا  الغرباء

من سوء  القصدْ ,

فصرتِ  تدمنين  التراب

وطالَ  بغربتكِ  الدرب

عندما  مَنعوكِ   طمي  النيل

عندما  منعوكِ  الحلمْ  ,

عندما

كبلوكِ  بخيوطِ  الوهمْ

فصرتِ  بلا  لون  .

أبحثُ  فيكِ

عن  روحِ  بناة  الهَرم

عن  تحدي  مَن  شقوا  القناة

في ليلِ الظلمْ

عن  معجزةٍ   لبناءِ  السد ْ

أي سدْ

قد ..." يعصمني  من  الناس " !

بلا جدوى ... !

****

أفتشُ عنكِ  فيكِ

عن  روحك  الأبدية

في عبورٍ عظيم

للغدْ ,

وأبحثُ  في  ربوعكِ

عنكِ

عن  رغيفٍ  أبيض   للخبز

لطفلي الذي لم  يُولَد  بعدْ

وكانت عندي  ولم  تزل :

"خزائنُ  الأرض " ,

مُوصَدةً  دوني

لأنها  بلا  " يوسف "

أمينَ  الدرب !

أبحثُ  في ضميركِ

عن  لحظةِ  صدق ,

ولم  تزل  عندي

تسري في  ضميري

تسكنُ  نبضَ  شراييني  :

"عودة  الروح " ,

عسى أن  تجددَ   العهد ,

فكيفَ  أبحثُ  عنكِ  هناكَ

في  الخلد ,

ما دمتِ  اخترتِ  النفي  الجبري ,

من مملكتي

من  قلبي

وسكنتِ  بينَ  الألوانِ  الرمادية

بعيداً عن  دربي

ذات  الدرب  ؟

وتناسيتِ  الرعيةَ  الضعاف

أبناءَ " الحرافيش "

وهم  مَن  عَبَروا  بك

لنورِ الفجر ,

وهم  مَن غنوا   لك ِ

"يا  أم  الصابرين "

أيامَ  القهر ,

عندما تلحفوا  صيفَ  حيزران

بسمومِ  الغدرْ

تحضنهم  رمال  سيناء

في عطف

              


المراجع

odabasham.net

التصانيف

شعر  أدب  قصائد  شعراء   الآداب  ملاحم شعرية