البدوي الذي خاصمته
الصحراء
عادل بن علي الصانع
الهيئة الملكية بالجبيل
أنا البدوي الذي خاصمته الصحراء
فتوارى بين شجيراتها الشوكية
كي ينقش أحلامه على رمالها الدافئة
وليجمع أجزاء روحه المتناثرة
التي مزقتها المآسي
وافترستها العواصف
أنا هو ذاك
البدوي الذي فاجأته الأفاعي بأسرارها
فاجأته فلم يلاينها
ثم أنشد لها .. كي ترحل بعيدا
عن عزلته التي بناها
فوق صدر الظلام
وقد أقام شرفة للنجوم
التي لا تنام
أنا البدوي الذي طوته الأيام
فتدثّر بثوب النسيان
حتى غاب عن الذاكرة
ليصبح خيالا
تتلاشى معالمه
خلف الأفق
يحكي لنا شفق السماء
قصة أفوله
أنا البدوي الذي سقطت ذاكرته بين الحطام
لتدفنها الرياح
فتختفي بين العزلة والانزواء
تحت اللّثام
فلم يعد يذكر صورته
مستغربا ملامحه الغامضة
وطبقات جلده الشفافة
فوق العظام
أنا البدوي الذي أقام مملكته بين الكثبان
وفوق الرمال المتحركة
ليحيطها بسور العزلة
وقد أحكمها بحصن الخوف
كي يخاطب الرياح
وليحلم بعمق الزمان
وينقش أوهامه في الغمام
أنا هو ذاك
الساهر بين الغصون
يغني للظلام
ويسبح بين ثنايا الأوهام
كي لا يعتريه الغروب
وليضع رأسه خلف قناعه القديم
فيكون ذاك البدوي
الذي لم يرَ وجهه أحد