إدريس الهلالي
mahin-sh60@hotmail.com
دمشق أرهقني عشقك
وأتعبني هواك
فلا أنت تكبرين لاْقترب منك
ولا العشق يهترئ فأتخلص منه
وكلانا يلاحق الآخر في أروقة الشوق ...
دمشق ... يحملني الشوق لعينيك فأرنو لهما بنظرة حالمة ... أتطلع من تحت
شرفة أهدابك إلى عشاقك الذين غرفوا من مقلتك الشوق ... ولم يرتووا ...
فهل ارتوي وأنا الشرقية القادمة من بين احاقيف ... الصحراء وأخاديد الرمل
... ؟
دمشق أعبر سراديب الزمن فأرى الحضارة التي عبرت من أمام عتبة بيتك كانت
حضارة مرسومة على أعمدة التاريخ ... وهالات مرسومة ما بين شفق الأدب
الوردي وما بين غسق علوم تسامقت خالدة في قبة الخلود ...
من هنا عبرت جيوش الفتح ... خالد بن الوليد ... وهنا توضأ ابن الجراح ...
وهناك صاح صلاح الدين واسلاماه ... على القدس ... وخلف تلك المروج هتف
العظمة في ميسلون ... دمشق أي عشق جرح أضيفه إلى معجم عشقي لأفرد له صفحة
جديدة وأنا القادمة من دهاليز أبجدية المحبة ... يشاطرني عشقك يا دمشق
مدينتي الحسكة ... فأتوسد تدمر حلاً وسطياً كي لا افقد الأم الحسكة
والمربية الحنون دمشق .
دمشق أنت التي لا ابرح صدرك لأرضع لبان الحنان ... ومهما كبرت ... ومهما
دارت الأيام سأبقى احن لصدرك حنين الساقية إلى غديرها ...
دمشق أنت مثل درس في اللغة العربية ... ارتاح للضمة ... واعشق فيك نصب
عواطفي على أحرف مودتك ... وتجرني غوطتك لان أسبح الخالق تحت أفنانها .
دمشق أجمل ما اتركه في حبك انك أجمل درس كلما اقرأه أظن إني بحاجة إلى
أعادته وستبقين لغزاً محيراً أمام ذاكرة العشق الخالد ... يا دمشق . دمشق
أنت كالخلافة حلو رضاعك مر فطامك .