قليلٌ إلى غيرش اكتسابِ العُلى نهضي، |
ومُستَبعَدٌ في غيرِ ذَيل التّقى رَكضي |
فكيفَ، ولي عزمٌ، إذا ما امتَطَيتُه |
تيقنتُ أنّ الأرضَ أجمعَ في قبضي |
وما ليَ لا أغشَى الجِبالَ بمِثلِها |
من العزمِ، والأنضاءَ في وَعرِها أُنضي |
على أنّ لي عَزماً، إذا رُمتُ مَطلَباً |
رأيتُ السّما أدنّى إليّ مِنَ الأرضِ |
أبَتْ هِمّتي لي أنْ أذُلّ لناكِثٍ |
عرى العهد أو أرضَى من الوِرد بالبرضِ |
وأُصبحُ في قيدِ الهوانِ مكبَّلاً، |
لدَى عصبة ٍ تُدمي الأناملَ بالعضِّ |
ولكنّني أرضى المَنونَ، ولم أكُنْ |
أغُضُّ على وَقعِ والمذَلّة ِ أو أُغَضي |
أقي النّفسَ بالأموالِ حيثُ إذا وَقَتْ |
كنوزُ اللُّهَى نَفسي وقَيتُ بها عِرضي |
ولا أختَشي إن مَسّني وقعُ حادِثٍ، |
فتلكَ يَدٌ جَسّ الزّمانُ بها نَبضي |
فَواعَجبا يَسعى إلى مِنَنِ العِدى |
ليُدرِكَ كُلّي من يُقصّرُ عن بعضي |
ويَقصِدُني مَن لو تَمَثّلَ شخصُهُ |
بعينِ قذًى ما عاقَ جَفني عنن الغُمض |
نصَبتُ لهمْ صدرَ الجَوادِ مُحارِباً، |
لأرفَعَ ذِكري عندَما طلبوا خفضي |
غذا ما تقَلّدتُ الحُسامَ لغارَة ٍ؛ |
ولم ترضِهِ يومَ الوَغي فلِمَن تُرضي |
سألبسُ جلبابَ الظّلامِ مُنكِّباً |
مرابضَ أرضٍ طالَ في غابِها رَبضي |
فإنْ أحْيَ أدرَكتُ المُرامَ، وإنْ أمُتْ |
فلِلّهِ ميراثُ السّمواتِ والأرضِ |
صَبرنا علَيهم واقتَضَبنا بثارِنا، |
ونَصبرُ أيضاً للجَميعِ ونَستَقضي |
غزاهم لساني بعدَ غزوِ يدي لهُمْ، |
فلا عَجَبٌ أن يَستَمرّوا على بُغضي |
فإنْ أمنوا كفّي فَما أمِنوا فَمي، |
وإنْ ثلموا حدّي فما ثلموا عِرضي |
وإنْ قصّروا عن طولِ طَولهمُ يدي، |
فَما أمنوا في عَرض عِرضِهمِ ركضي |
تقولُ رجالي حينَ أصبحتُ ناجياً |
سَليماً وصَحبي في إسارٍ وفي قبَض |
حمِدتُ إلهي بعدَ عُروَة َ إذْ نَجا |
خراشٌ، وبعضُ الشرِّ أهونُ من بعضِ |
وأصبَحتُ في مُلكٍ مُفاضٍ ونِعمة ٍ |
مَنِيعاً وطَرْفُ الدّهرِ عنّيَ في غَضّ |
لدى ملكٍ فاقَ الملوكَ بفضلِهِ، |
وطالهمُ طولَ السماءِ على الأرضِ |
هوَ الملكُ المَنصورُ غازي بنُ أُرتُقٍ |
أخو النّائلِ الفَيّاضِ والكَرمِ المحض |
مليكٌ يَرَى كَسبَ النُّضارِ نَوافِلاً |
بعَينٍ ترَى بَذْلَ الهِبات من الفَرض |
حباني بما لم يوفِ جهدي بشكرهِ، |
وأنجَدَني والدّهرُ يجهَدُ في رَفضي |
فبُعداً لأمنٍ صَدّني عن جَنابِهِ، |
ويا حبّذا خوفٌ إلى قصده يُفضي |