يُمْكِنُنِي أن أنظرَ كلَّ العالمِ حولي إلا أنْتِ
كيف أراكِ
حولى وأنتِ بقلبى سَكَنْتِ
فإذا
كُنْتِِ جواري سأشعر
أنى مكشوفٌ
مفضوح
أسْقُطُ فى
أكذوبةِ عمري
تُهْزَمُ
نفسي
تَكْشِفُنِي
خَفَقَاتُ الروح
كُنْتُ
سأشعرُ أنَّ الدنيا
مُدْرِكَةٌ
أنى مذبوح
فاغتفري لى
أنْ أخْفَيْتُكِ
فى قلبي ،
إني مجروح
أنتِ
الأعلمُ يا يا دُنْيَاىَ بِحَسْرَةِ قلبي
أنتِ
مَلَكْتِ الروحَ وكُلَّ حياتى وحبى
يا
دُنْيَاىَ إرادةُ ربى
أن
أتَحَمَّلَ فى صَمْتٍٍ وإليكِ أبوح
* * *
أذكرُ يوماً
فى مَرْكَبَةِ كُنْتِ جواري
بين ضلوعي
كنورٍ ساري
كانَتْ عيني
تخجلُ أنْ تَجْلُوَكِ طويلا
أَشْغلُ
عيني عنكِ قليلا
ثم أعودُ
لآمر قلبي : (رفقاً دَارِ)
كُنَّا
نَشْغَلُ ما يَغْمُرُنَا فى تَفْسِيرٍ للأسرارِ
كنا
نَهْرُبُ من أفكارٍ فى عَقْلَيْنَا بالأفكارِ
كنا
نَفْلِتُ من إقْبَالٍ نَحْوَ المَرْسَى بالإدْبَارِ
أحْكِى
قَصَصَاً لا تَعْنِيْنَا حتى أسْتُرَ قلبى العَارِى
أهْرُبُ من
خَفْقَاتِ فؤادى بِدُعَابَاتٍ مِنْ أشعارى
أدْفَعُ ما
يَجْتَاحُ ضُلُوعِى وَهْوَ يُكَابِدُ فى إصْرَارِ
أكْبِتُهُ
بِتَذَكُّرِ ما أرْسُفُ فى قَيْدٍ مِنْ أقْدَارِى
تَرْقُدُ
نفسى فى حَيْرَتِهَا بينَ الظُّلْمَةِ والأنْوَارِ
وأنا
أصْرُخُ فيها: مُوتِى ، ضاعَ العُمْرُ فلا تَحْتَارِى
* * *
كُنْتِ
ملاكاً يا دُنْيَاىَ
كُلُّ
ردائِكِ أبيض أبيض
وجْهُكِ
ينْشُرُ نوراً أبيض
قلبُكِ
يبعَثُ نوراً أبيض
حتى أصابع
كفِّكِ كانتْ
تَرْقُدُ
مثلَ شُعَاعِ أبيض
تَخْجَلُ
عينى يا دُنْيَاىَ
وتذهبُ فى
الملكوتِ الأبعد
أُغْمِضُ
عينى ، آمُرُ قلبى
أنْ لا
يَنْبِضْ
* * *
يا
دُنْيَاىَ ، كُنْتِ بقلبي طُوْلَ الحَفْلِ
وأنا أمشى
أنظرُ فى أوْجُهِ مَنْ حولى
لكن كُنْتُ
بأمنٍ أنَّ الناسَ جميعاً
لا تدركُ ما
يَخْفِى عقلى
* * *
يا
دُنْيَاىَ افترضي أنّى لمْ أكتُبْ هَذِى الأبيات
وافترضي
أنِّى لم أذكرْ شيئاً عن أبهي الوَرْدَات
وبأني لم
أجْلِسْ يوماً جنبَ أحبِّ الناسِ لقلبي
وبأني لم
أذكُرْ شيئاً عن هذا الموقفِ بالذات
فالعمرُ
فيهِ لحظاتٌ من نورٍ هى كالومضات
وبه ليلٌ
يرقُدُ فيه قلبى يَتَلَقَّى الطعنات
وأنا بين
عذابٍ وَلَّى وعذابٍ فى الآتى آتْ
* * *
قولى : ماذا
يَفْعَلُ قلبى يا سَمْرَاء
إلا أنْ
يختارَ الصَّوْمَ ورفْضَ الماء
إلا أن
يختارَ الصبرَ المُرَّ دَوَاء
إلا أن
يختارَ الصمتَ ودَفْنَ الدَّاء
أنْ لا
ينظرَ فى العَلْيَاء
أن يتقبلَ
كلَّ مساء
نومَ
الكارِهِ للأيامِ وللأشياء
يدعو المولى
أنْ يَرْحَمَهُ كَيْفَ يشاء
وبأن يظهرَ
فى الليلِ المُمْتَدِّ ضِيَاء
يُنْقِذُ
روحي يا سمراء
صفحاً يا
أغلى الأَسْمَاء