د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
أَذِنَ الـصُّبح بالضياءِ iiبَشِيرَا
وأَبَـى اللهُ لـلـبـريَّـةِ iiإلاَّ
وأَتَـى الخَيْرُ أُمَّةَ الخيرِ سَعْيًا
وهَـدَاهَا إلى السعادة إن iiجَا
وأَبَـى اللهُ لـلـعَـوَالمِ iiإلاَّ
هـذه دَوحَـةُ الأَمان iiوهاذي
عَـمَّتِ العالَمِينَ مِنْ قَبْلُ iiلَمَّا
بِـقُـلُـوبٍ أَحَبَّتِ النُّورَ حُبًّا
جَـاءَ بـالنُّورِ والهِدَايَةِ نُورٌ
مُنْذُ أن بَانَ في العوالِمِ iiنَالَتْ
|
|
وتَجَلَّى بالخير يَمْحُو iiالشُّرُورَا
رِفْـعَـةً بالهُدى وفَضلاً كبيرا
وأبـى إلاَّ في حِماهَا iiظُهُورَا
ءَتْ حبيبَ الله البَشِيرَ iiالنَّذِيرا
شَـرَفًا بالهادي وعِزًّا iiوَفِيرا
نِـعْمَةُ اللهِ ، فاحْمَدُوهُ iiكثيرا
رَفَعَتْ عنه شَرّهُ المُستََطِيرَا ii1
وحَبَتْ بالنُّورِ البَرِيَّةَ نُورَا 2
خَـصَّـهُ اللهُ بالضِّيَاءِ iiغَزِيرَا
مـنهُ سَعْدًا وفَرْحَةً iiوسُرُورَا
|
أنوارُ
الحَبيب
و مِـنَ الـمُـصطفى الجمَالُ ومن أنوارِه الحُسْنُ لم يَزَلْ iiمُسْتَنيرَا
فـي سَـنَـاهُ الأنوارُ قد غَرِقَتْ والوَجْهُ يَحْكِي مِنْ فَيْضِهِنَّ iiبُدُورَا
كـيـف تَـرْقَـى رُقِـيَّهَا شِدَّةُ الأضواءِ أو تَلْقَى مِن بَهَاهَا iiنَظيرَا
كـيـف و الـلَّـهُ خَـصَّـهُ مـنه بالأسرَارِ حُبًّا وزَادَهُ منه iiنُورَا
وبـأَسْـمَـى الـخـصَـالِ زَيَّـنـهُ الـلَّـهُ وزَكَّاهُ أَوَّلاً iiوأَخِيرَا
و بِـتَـاجِ الـقَـبُـولِ تَـوَّجَـهُ والـعِـزِّ دَوْمًـا وزَادَهُ iiتوْقِيرَا
وحَـبَـاهُ الـكـمَـالَ واخْتَصَّهُ بالوَحْيِ يَشْفِي بكُلِّ حَرْفٍ iiصُدُورَا
و أَفَـاضَ الـبـشـرَى عـلـيه بآيَاتٍ تَجَلَّتْ ، وكان رَبِّي iiقَدِيرَا
طَـلـعَـةُ الـبدرِ أحمدُ الخيرِ منْهَاجُ صَلاَحٍ ما زَالَ فينا iiطَهُورَا
كَوْكَبُ الصِّدْقِ بَهْجَةُ الكون مِصْبَاحُ المُنَى طِيبُ الهَدْيِ فَاضَ عَبِيرَا
خَـاتِـمُ الـمُـرسَـلِـيـنَ بَلَّغَهُ اللَّهُ المَقَامَ الأَسْمَى، وكان جَدِيرَا
و حَـبَـانَـا نُـورًا وطَـهَّـرَنَا بالنّورِ مِنْ سَالفِ الأَسَى تَطْهيرَا
|
سِلْسِلةُ
النُّور
بَـعـثَ الله الأَنـبيَاءَ iiجَميعًا
عَـرَفُـوا اللهَ والـبرِيَّةُ iiأُفْقٌ
ثُمَّ قالوا اعْبُدُوا الإلهَ ولا iiتَسْ
فـهَـدَى اللهُ مَـنْ أَرَادَ لِـنورٍ
ومِـنَ الـصَّادِقِينَ كان iiرِجَالٌ
رَفَعُوا للهُدَى المَشَاعِلَ iiتَشْرِي
وأَبَـوْا إلاَّ أن يُـنيرُوا بِهِ iiالأرْ
سَـيِّـدُ المُرسَلِينَ ما مِثْلُهُ iiحُسْ
فَـهْـوَ لـلأَوَّلينَ كانَ iiبَشِيرًا
غَـمَرَ الأرضَ رحمةً iiوسَلامًا
وهـدى لـلسَّبيلِ بعدَ iiضَياعٍ
وحَـمَـاهـا وخَـصَّها iiبلِوَاءٍ
ورَعَـاهَـا بِـعَدْلِهِ iiفاسْتَقَامَتْ
واصـطَـفَـاها لدَعْوَةٍ iiشَرَّفَتْهَا
هُـوَ غَـيْثٌ أفاضَهُ اللهُ iiفَيْضًا
كـان نَـبْـعًـا مِنْ آدَمٍ iiوبِطَهَ
وَهْـوَ هَـادٍ إلى العُلاَ iiوسِرَاجٌ
مـا ذَكَـرْنَاهُ في المجالِسِ iiإلا
إنَّـمـاَ مَـجْلسُ الصَّلاَةِ iiعَلَيْهِ
|
|
بـلِـسَـانٍ لـلحَقِّ كان iiخَبِيرَا
كان مِنْ حَالِكِ الهوى دَيْجُورَا 3
تَكْبِرُوا واخْلَعُوا الهوى iiوالزُّورَا
وأَبَى مَنْ أَبَى الضِّيَاءَ حَسِيرَا 4
خَـلَّـدَ اللهُ ذِكْـرَهُـمْ iiتَذْكِيرَا
فًـا وسَاروا على ضِيَاهُ iiدُهُورا
ضَ جَـمـيـعًا وأهلَهَا iiتَنْوِيرا
نًـا وإحـسـانًا كامِلاً مَوْفُورا
وَهْـوَ لـلآخِـرِينَ كان iiبَشِيرَا
وأفَـاض الإيـمانَ فيها iiنَمِيرَا
أُمَّـةً كَمْ عانَتْ مَخَاضًا iiعَسيرا
كان مِن نُصرَةِ الهدى iiمَنْصُورَا
وأَبَـتْ بـعد عَدْلِهِ أن iiتَجُورَا
بـضِـيَاهَا ،وعَمَّتِ iiالمَعْمُورا
مِـنْ قَـديـمٍ مُسَخَّرًا مَأْمُورا
فَـجَّـرَ اللهُ أصـلَـهُ iiتَفْجِيرا
لِـمَـنِ اختَارَ مَقْصِدًا iiمَبْرُورا
فاضَ منها الجَمَالُ غَيْثًا iiمَطِيرَا
رَوْضَةٌ مِنْ جَنَّاتِ عَدْنٍ iiحُبُورا!
|
هَلُمُّوا
إِلَى الضِّيَاء
!
مَـلَـكَتْ عقلي لُجَّةٌ من iiشَتَاتٍ
كـلُّ حِـزْبٍ يَظُنُّ ظَنًّا iiويَهْذِي
ويُـحِـيـلُ السَّرَابَ حقًّا iiمُبينًا
ومِـنَ الضَّائعينَ مَنْ باتَ يدعو
نَـبَذُوا الحَقَّ وارْتَضَوْا كلَّ iiسُوءٍ
فَـرِحُـوا بـالـحياة يومًا iiفَذَلّوا
سُـنَّـةَ اللهِ فـي الذين خَلَوْا iiجَا
ظَـلَـمُوا رَغْمَ النُّورِأنفُسَهُمْ iiظُلْ
مَن لهاذي الشُّعُوبِ غيرُ سِرَاجِ!
مـا هُـدَاهَـا إلاَّ هُـدَاهُ هَدَاهَا
أُمَّـةَ المُصْطَفَى الحبيبِ iiتَعَالَوْا
كُـنْـتُـمُ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ iiللنَّا
ولَـكُـمْ مِن فَضْلِ العنايةِ iiرُكْنٌ
مُـذْ دَعَـى اللهَ بَاعِثُ النُّورِ iiكُنَّا
فَـهَـلُـمّوا إلى الضِّيَاءِ iiهَلُمُّوا
|
|
غَـمَرَتْنِي حتى غَدَوْتُ أسيرا ii5
بـسَـخِـيفِ الكَلاَمِ لَغْوًا iiوزُورا
ويُـرَجِّي مجدًا تَدَاعَى فُطُورَا ii6
مـن ضَيَاعٍ ومن هَوَانٍ ثُبُورا 7
وأَبَـوْا بَـيّـنَ الـسَّبيلِ iiغُرُورا
فـي حِـمـاها ، ودُمِّرُوا iiتَدْمِيرا
ءَهُـمُ الـحـقُّ فاستَدَارُوا iiنُفُورَا
مًـا وظَـنُّـوا ظَنًّا فذاقُوا iiسعيرا
مِـن نَـبِـيِّ الهُدَى تَجَلَّى مُنِيرَا
يـومَ جـاءَتـهُ وارْتَضَتْهُ iiنَذِيرَا
واسْمَعُوا مِنِّي ما يُذِيبُ الصُّخُورَا!
سِ تَـدْعُـوا اللهَ اللطيفَ الخَبيرَا
شَـاءَهُ اللهُ مـانِـعًـا iiونَـصِيرَا
فـي حِـمَـاهُ أَهِـلَّـةً iiوبُـدُورا
أَذِنَ الـصُّـبْـحُ بالضِّياءِ iiبَشيرَا
|
اللغة:
(1)
المُستطير: الُمنتَشِر ، وهو من قوله تعالى في سورة الإنسان :" وَ يَخَافُونَ
يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرا" .
(2)
حَبَا: أَعْطَى، من شعر ابن الرومي:
حَبَانِي
بِمَا يَعْيَى بِهِ كُلُّ رَافِدٍ وَحُبِّرْتُ مَا يَعْيَى بِهِ كُلُّ حَائِكِ
(3)
الدَّيْجُور: الظلام، من شعر البحتري:
إِلى ابنِ أَميرِ المُؤمِنينَ تَناهَبَت بِنا العيسُ دَيْجُورًا مِنَ اللَيلِ
أَسوَدا
(4)
حَسَرَ بَصَرُهُ أي كَلَّ عن بلوغِ الغايةِ وانقَطَعَ نَظَرُهُ من طولِ مَدًى فهو
حَسيرٌ ، من ذلك قوله تعالى في سورة المُلك : " ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتيْنِ
يَنْقَلِبِ اِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَّ هُوَ حَسِير " .
(5)
اَللُّجَّةُ الماءُ المرتفِع كما في سورة النمل : " فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ
لُجَّةً
وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا "، و غَمَرَتْنِي أي أغرَقَتني فيها، من شعر لسان الدين
ابن الخطيب: وَأَنْعُمٍ غَمَرِتْنِي مِنْهُ وَاكِفَةٍ وَأَنْشَأَتْ فِي سَمَاءِ
اللُّطْفِ لِي سُحُبَا
(6)
تَدَاعَى أي تَصَدَّعَ، كقول البوصيري في الهمزية :
وَتَدَاعَى إِيوَانُ كِسْرَى وَ لَوْلاَ آيَةٌ مِنْكَ مَا تَدَاعَى الْبِنَاءُ
و الْفُطُورُ الصُّدُوعُ والشُّقُوق، ومنه قوله تعالى في سورة المُلك : " فارْجِعِ
الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور"
(7)
الثُّبُور: الهَلاَكُ والخُسران ، ومنه قوله تعالى في سورة الفرقان : " لاَ
تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَّاحِدًا وَّ ادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرا " .