المهاجر بن عبد الله القرشي
ألا فـاصـبـروا كيما تنالوا iiالمعاليا
فـهـذا سـبـيل المخلصين iiودأبهم
أقـول لإخـوانـي عـزائـي iiإنكم
يـراهـن أنـا سـوف نـأتـيه iiذلةً
فـلا تـركـنوا يوما إلى الغير iiإنكم
فـشـدوا وثـاقـا واستعينوا بمن iiبه
فـأنتم حماة الدين والعرض iiوالحمى
إلام حـيـاة الـذل تـسـقينا كأسها
وتـغـتـصب الأوطان شر iiعصابةٍ
ونـسـمـع أرقاماً من النهب لم iiنكد
وتـخـريـج أفواج من الجيش iiجُلّهم
وإعـدادُ دوراتِ بـكـلّ iiتـخصصٍ
فـروع ولا أمـنٌ ولا مـن كـرامة ٍ
وإرسـال بعثاتٍ إلى الغرب كي يلوا
وشـعـب يـرى هذا الدمار فلم iiتكن
وأضـحـى حـلـيفا للضياع iiوخيبة
ويـهـتـف في هذا الهوان كمن iiبه
وتُـفـتـعـل الأفراح في كل حارة iiٍ
ولا نـنـس تـجويعاً وخسفاً iiوفرقةً
وتـرويـج دعـوى لـلتّشيع iiطالما
طـوائـف كـم عاثت فساداً iiبأرضنا
فـمـنـهـم عـمـيلٌ للتتار بحقدهم
ولا زلـنـا والـتـاريخ بينا iiوبينهم
جـيـوشٌ وأحـلافٌ ووكـرُ تآمر iiٍ
أقـول ومـا بـالنّفس لا تدري iiمابها
أمـا آن لـلـمـأسـور فـك iiقيوده
وعـشـنا بأرض الله نقضي حشاشةً
وأنـظـم شـعري واللهيب iiبمهجتي
وزفـرة حـزن لـو تـأوهـت iiآهة
وصـوت فلا والله لو صحت iiبعضه
فـلـن نـرض بالشام الطهور دعارة
ونـرفـض ورثـا لـلـقيادة منهجا
ألـيـسـوا هـم من أترعونا iiمآسيا
فـكـم مـن فتى حر قضى بسجونهم
وكـيف غدا الأحرار في عقر iiدارهم
فـلا رأي مـسـموع إلى ذي iiمروءة
ولا حـرمـة لـلـديـن تحفظ iiقدسه
ورفـع شـعـارات أجـادوها iiنغمةً
فـلا وحـدةٌ تـحمي الذمار ولم نذق
لـحـى الله تـيـاك الشعارات iiإنها
فـهـل بـعد ذا للصبر قوسٌ iiومنزعٌ
كـأن عـلـينا الحق من دون غيرنا
وأن عـلـيـنـا الـغرم ندفع iiغاليا
وأن عـلـيـنـا أن نـصارع iiباطلا
ونـبـذل أرواحـا لـنـا iiومـكاسبا
فـيـا قـومـنـا يا أهلنا يا iiصحابنا
أفـيـقـوا فإن السيل قد جاء iiعارما
فـمـا بـعـد ذا مـن معذر iiوندامة
ألا شـمـروا يـا قوم واختاروا iiمنكم
عـزيـز عـلـيـه أن يساوم iiفيكم
يـقـودكـم لـلـمـكرمات لو iiإنها
فهذا الذي من بعض فيض iiخواطري
فـإن تـحفظوا هذا الذي جاء iiضمنها
وإن تـأخـذوا مـنـي الوصاة iiلعلها
تـكـن لـكـمُ مني عصارة مهجتي
فـلا تـنـقـضوا عهد الأخوة iiبيننا
ولا تـركـنـوا يـومـا لدنيا iiتغركم
ولا تـقـبلو عَرضاً رخيصاً iiوصفقةً
ويـعـرض عـنكم عصبة iiوجماعة
ولا تـيـأسـوا فالله يـؤتـي iiنصره
فـلـيـس لـهم غير المعالي iiمكانة
فـإن كـان من عود إلى الربع iiليتنا
وإمـا يـكـون الـملتقى ظل iiعرشه |
|
ولا تـيـأسـوا رغـم البلا iiوالمآسيا
وهـذا طـريق النصر ما زال iiغاليا
إلـى الـيوم لم تعطوا العدو iiالأمانيا
ونُـسـلـمـه مـا إن يـنـكل ثانيا
إذاً تُـخـذلـوا مثل السنين iiالخواليا
يـلـوذ ويـلـجا من عرته الدواهيا
وأنـتـم رجال الصدق ما قلت iiغاليا
فـقـد جـرعـتنا المر علقم iiصافيا
وتـسـلـب خـيراتِ البلاد iiالأعاديا
نـصـدقـهـا أرقـام نـهب iiخياليا
مـن الـنـسب المشؤوم مبنى iiوبانيا
وأمـا فـروع الأمـن يا بئس iiماهيا
فـقـد أبدلت بالأمن شمصاً iiضواريا
إذا رجـعـوا صرحا من العلم iiراقيا
لـه قـولـة بـالـحق تردع iiطاغيا
وقـد كـان قـبل اليوم حراً iiعصاميا
مـسـيـسٌ وإن ظـنـوا به iiمتعافيا
وتـنـتصب الأقواس بالنصر iiزاهيا
سـجـونـاً وبـطـشاً دامياً iiومنافيا
تـفـرع مـنـها مايشيب iiالنواصيا
وكـمْ نـكـبـتـنـا ديـرةً iiوأهاليا
ومـن كـان مـنـهم للصليب iiمواليا
يـعـيـد لـنا التاريخ ما كان iiماضيا
وبـيـع لأوطـان لـنـا iiومـغانيا
شـجـونـاً وآلامـا بـهـا iiومآسيا
أمـا آن لـلإصـباح أن يبدو iiضاويا
مـن الـعـمـر إذ أن الرجوع أمانيا
وقـرّح حـرّ الـقـلـب مني iiالمآقيا
لـحـنت قرى الجولان وجدا لما iiبيا
لأسـمـع مـن خـلـف الشآم iiندائيا
ولـن نـرض فـيها مفسدين iiبواغيا
ولـن نـرض منهم في القيادة iiراعيا
ألـيـسـوا هـم من أعقبونا iiبلاويا
وكم من شريف راح في الأرض هافيا
مـن الـذل مـا دك الجبال iiالرواسيا
وأمـا حـقوق الناس أضحت iiرشاويا
ولا غـيـرة للعرض تحمي iiالعوانيا
ولـيـس بـها غير الصمود iiأحاجيا
لـحـريـةٍ طـعـماً ولا iiلاشتراكيا
شـعـارات زيـف أورثـتنا iiمخازيا
وهـل بـعـده غير القبور iiالسوافيا
نـحـمـل أوزار الـسنين iiالمواضيا
وأن لـهـم غـنـم الـسكوت iiأتاويا
ويـصـمـت شـعب بل يمجد باغيا
ونـلـقـى مـن الأهلين آس iiوشانيا
إلـيـكـم مقال النصح قبل iiالدواهيا
يـهـد سـدوداً غـدرة iiومـبـانـيا
ومـا بـعـده غـيـر الفنا والمآسيا
أخـا ثـقـة رحـب الـذراع iiمقاويا
عـزيـز عـلـيـه أن يكون iiمرائيا
تـكـلـفـكـم بذل النفوس iiالغواليا
سـكـبـت بـه مـن غلتي iiوفؤاديا
مـن الـنـظـم ما قد كان نثراً بباليا
تـكـون وصـاة النصح قبل iiوفاتيا
سـكـبـت بـهـا حبي لكم iiودعائيا
فـقـد عـشـنا عهدا بالمحبة iiساميا
ولا تـقـبـلـوا إلا الـسماك iiمراقيا
يـصـالـح مـنـكم من يراه iiمباديا
بـحـيـث يكون الصلح غبنا وواهيا
إلـى مـعـشر صدق اللقا iiوالمساعيا
ولـم يـرتضوا غير الجنان iiالعواليا
نـعـود إلى الأوطان نقضي iiالأمانيا
يـعـوضـنـا خـيـرا ونلتقي ثانيا |