ياحبيبي لا تسلْ بغدادَ عنّي

فأنــا أسكن منــها كلّ ركـن

كلّ جرح في حماها صار منّـي

ونُـخيلات الصبا تغـفـو بحضن

ذكريات الأمس ما زالت خُطاها

نـابضات بين أنقــاض وحـزن

وأرى دجلة يروي عن رباها

قصة الأشواق باللحن الأغنّ

كيف داستْ قدمُ البغي ربوعا

عانقتْ فجري وأحلامي وفنّي

وسـقـتني أعينُ التاريخ فـيها

نخبَ أجداد أعزّوا كلّ حصن

هل درى الأعداء يوما أيّ ركن

د نـّسوهُ بانتهاكات وضغْــن

إنها الأرض التي من كل جرح

أعلــنتْ ميـلاد أقــمار ومزن

مولـــد أجواؤُهُ غــيظ تلظّى

فدماء أنشدتْ أقدسَ لــحـن ِ

رتـّــلتهُ في دجى بغدادَ روح

جابــتِ الأزمــان للخـلد تغنّــي

كيف أمستْ عرصات الكرم بعدي

أتــراهــا تســأل الأنســام عنّــي

عن مواعيد َ وا مـــال تناغــتْ

وارتوى من حولها زهر ُ التمنّي

ياحبيبي ألصبا مــا ضاع منّي

إنــه في حضن بغدادَ يغنّــي

بين سحر يتناهــى وأريــج

سرمديّ من شذا جنّـات عدن

وقريبا يكشف الفجر بأرضي

عن سيول تخمد النّــار وحزني

وعيون تنتشي بالنصر ، ترنو

لبريق الكِبْر يعلو كلّ جفــن ِ

بلظى بغدادَ حرّرت دمائي

فتعقـبت العدا في كلّ ركــن

أرضنا نار ونور ، ياحبيبي

لا يضيع النور في غمضة عين


المراجع

pulpit.alwatanvoice.com

التصانيف

شعر  أدب  قصائد  شعراء   الآداب  ملاحم شعرية