يوسف عبيد
" إلى الفتيات اللاتي أفزعت جلابيبهن فرنسا "
حـطـمـن أصـنام الحجارة وهي تزعم أنها شمس الحضارة iiوالضياء
حـريـة الـزيـف الـمـخـادع خـاب داعـيـهـا وخاب iiالأدعياء
حـطـمـن عـهر الجاهلية فوق أرض العهر في باريس ماخور iiالبغاء
وارفـعـن صـوت الـحـق يعلو كالأذان مجلجل التكبير صداح iiالنداء
وانـشـرن عـطـر الـعـفة الشماء يعبق بالفضيلة والطهارة iiوالصفاء
واخـطـرن كـالـمـلكات في ظل الحجاب سياج أخلاق وتاجاً من iiإباء
عـلـمـن مـجتمع الدعارة كيف يسمو عن تراب الأرض رواد iiالسماء
عـلـمنه أن الحرائر لا تباع رخيصة الأجساد في سوق النخاسة iiكالإماء
عـلـمـنـه فـي جـامـعـات الجنس كيف تدوسه بالنعل أقدام iiالنساء
رتـلـن آيـات الـكـتـاب عـقـيـدة كـالـطـود راسـخة iiالبناء
وشـريـعـة تـسـمـو الـحـياة بها وأهلوها فينبعث الرفاة من iiالفناء
وابـعـثـن نـور الـوحـي يغمر بالسنا العلوي آفاق الوجود iiوبالسناء
واعـدن لـلـغـرب الـذي مـاتـت به الأخلاق نبضاً للحياة iiوللحياء
* * *
أقـدامـكـن الـواثـقـات الـخـطـو يـبـعـثن الحياة من iiالموات
أكـرم بـتـلـك الـنـيـرات الـهابطات من السماء كأنهن iiالمعجزات
الـصـاعـدات إلـى الـعـلا والـمـجـد ربـات الحجاب iiالمؤمنات
الـضـاربـات عـلى الجيوب الخمر في عز عفيفات الذيول iiالطاهرات
الـقـاصـرات الـطـرف فـي خـفـر نـقـيـات الـسرائر قانتات
الـحـافـظـات الـعـهد في بلد به قد عمت الفوضى وقل iiالمحصنات
الـبـانـيـات قـواعـد الـبـيـت الـمـشـيد على العقيدة iiوالثبات
الـقـائـمـات إذا دعـا صوت الأذان إلى الصلاة الراكعات iiالساجدات
الـغـارسـات بـواسـق الـجنات دانية القطوف من البنين أو iiالبنات
يـسـقـيـنـها العذب الفرات فتورق الأغصان زاهية وتنمو iiالمكرمات
أشـرقـن فـي ظـلـمـات أوربـا كواكب بالبشائر باسمات iiمشرقات
وامـشـيـن فـيـهـا كـالـمـلائـك أو كـأنفاس النسيم iiالطاهرات
أسـدلـن جلباب الشريعة بالحجاب مسربلات بالعفاف وبالحياء محصنات
ووطـئـن فـي باريس بالأقدام أزياء لربات الفجور الكاسيات iiالعاريات
* * *
يـا حـامـلات الـنـور مـن آفـاق مـكة والمدينة من ديار iiالمؤمنين
مـن مـهـبـط الـوحـي الـذي مـا زال سـلـسله يروي iiالظامئين
ومـن الـشـآم مـن الـعـراق وكل أرض اطلعت فجر الهدى iiللعالمين
أنـتـن صـوت يـوقـظ الـدنـيـا يـهـز بـهـا الـنـيام iiالغافلين
أنـتـن مـوج مـن عـبير الأمس تنشره رياض العطر من تلك القرون
أنـتـن لـلـدنـيـا رسـائـل أمـة يـهدى بنور حروفهن iiالحائرون
ومـشـاعـل تـهـدي الـنـهى ومنائر صدح الأذان بها فهز iiالسامعين
باريس يفزعها الحجاب ونحن نعشق كل ما يأتي به المستعمرون الكافرون
كـم ألـقـيـت حـجب العفاف رخيصة مزقاً بأيدي المارقين iiالمجرمين
كـم هـدمـت قـمـم الـمـآذن والمساجد تحت أسلحة الطغاة iiالظالمين
كـم سـيـق أفـواج الأبـاة الـمـؤمنين إلى الزنازن والسجون iiمكبلين
الـغـرب يـخـشى من شعار الحق أن يختال في باريس مرفوع الجبين
وهـم الـدعـاة الـمـعـلنون بكل أرض أن حق الفرد محفوظ مصون
حـريـة الـكـذب الـمـنافق لا تصان لغير أنصار الفجور iiالساقطين
حـريـة الأفـيـون والزهري والبارات كالأنعام فيها يسرحون ويرتعون
حـريـة الـبـلـد الـمـعـذب بالخمور وبالفجور وبالشذوذ iiوبالمجون
حـريـة أودت بـأهـلـيـهـا إلى مرض المناعة والجريمة iiوالجنون
يـا حـامـلات الـنـور الـتـي أعـمى الظلام بها البصائر iiوالعيون
أوقـدن مـن زيـتـونـة الإيـمـان مـصـبـاح الـصراط المستبين
لا تـسـتـكـن ولا تـهـن فـبـاطـل الـفـجـار أولـى أن iiيهون
إن الـجـلابـيـب التي تسدلنها في الغرب أمضى من سيوف iiالفاتحين |
عين النخيل ـ يوسف عبيد ( أبو ضياء ) .
( 1) ــ لقد قامت ضجة إعلامية ، في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة ، حول فتيات
أردن الدخول إلى مدرسة في باريس ، بالزي الإسلامي ، فمنعن من ذلك ، وحز في نفس
الشاعر هذا الحدث ، فقال هذه القصيدة مدحاً لتلك الفتيات ، وكان ذلك في عام 1990 م
.