والتفاصيل
براء العويس
alowais1dr@hotmail.com
قـبلَ موتٍ ونهرينِ كانَ لنا
قبةٌ للمنى وفِـناءٌ تبخرَ من شمَسهِ ظِلُّـنا وانْطوى في صَبَاباتِهِ وقعُ أقدامنا
العارياتِ وماتَ الفناءُ وقُبَّتنا جَرَّدتْ عَن حمَائِمها أُغنياتِ الربيعِ وسافرَ
في الذكرياتِ البعيدةِ نهرانِ فرّا إلى البحرِ حين رأى الربُّ أنَّ ابنَ فاطمةَ
الأمويةَ يُسرفُ في الجُلّنارِِ فتقفزُ أفراحهُ في القبورِ ويخرجُ من كفهِ السرُّ
يعلو ويعلو إلى أن يحطَّ على غابةٍ في أَعالي الخطايا
...
اعذريني
..
سأفتحُ حُلْمي قبيلَ امتلائي
/
اعذريني
..
سأخرجُ مني لأطفوْ على حنطةٍ
الــشعراءِ ، أُفتش عن قلبيَ المستعارِ وأرحل في حفنةٍ من خلايايَ عل المواعيدَ
تُرشدني كيف أحيا بلا حاجة للقلقْ
ألأقحوانُ الحداثيُّ يكتبني
/
ألحديقةُ مسروقةٌ من وُعودي
/
الشعابُ المخيطةُ بالـحَـوْرِ
.....
أمي
/
الزجاجُ الذي لم يغلفْ
فضائِحَنا في عيونِ المسافات ِ... قلبي
/
الهواءُ الذي يتوقفُ في كبدِ
الأُرْجُوانِ ... أبي
/
اعذريني
..
الموسيقا المباشرةُ اللونِ
تفشي إلى الشجرِ الافتراضيِّ روحي
/
الربيعُ الخياليُّ
/
دخّانُ قريتنا ، يَسْرُجانِ
الخريطةَ صَوبَ المدىْ
وأنــا ههنا
و تماماً كما كنت
..
لازلتُ أعرفُ كيفَ يخطُّ
الرعاةُ على سبحات مزاميرهم سيرة الله كيف تَطِيرُ الحكاياتُ عنْ سارقاتِ العيونِ
اللواتي احْتَلَمْنَ بآبائهنَّ
..
أنا
ههنا
والتفاصيلُ تعتادني يا
حبيبةْ
..
لم أزلْ أتذكرُ كيفَ
أُحلِّقُ في العشبِ أركضُ في حُـمْـرَةِ الْعَصْرِ
..
كنتِ
تقولينَ – إذْ تَفْرُشينَ على خُدْعَةِ الْوَرْدِ
عَيْنيَّ
- :
هل يذبلُ الشِّعْرُ حينَ
تُفَصِّدُهُ أُغْنياتُ الْبَناتِ ؟
أقولُ
:
الآوانسُ عاقرنَ وحدتهنَّ على
دفتريْ
-
عاريات عن اللحن
–
يسألنَ أَغْلِفَةَ
الْغَيمِ عَنْ مَطَرٍ، لم يجُفِّفْ بحِارَ أُنُوثَتَهُنَّ لتَِخْضَوْضِرَ الدَّرْبُ
/
تُلْقِي إلى شبقِ العارياتِ ثياباً تقيهنَّ بَرْدي ، يُسَاوِرْنَ عَيْنَيْكِ عَن
سِرِّنا كيفَ أّني .. إذا بِعْتُ أمشاج شعريْ إِليهنَّ ، أغدو البلادَ التي لم تكنْ
حينَ جِئْتِ إلى قِبْلَتي وِرْدَ نَوْرَسَةٍ من خُيُوطِ الضِّياء
..
أنا ههنا الآنَ أُحْصي
انْتِهائِي ،
أنا البدويُّ الضّبابيُّ
أَخْطِبُ لَيْلَ الْــمَدينةِ ،
أَصْعَدُ في كُـحْلِها ،
أَتفَـتَّتُ في ضَوئِها
بانْتِظارِ الَّذي لَنْ يَعودَ إِلى زَمَنيْ ، تَحْتَـويني صباحاتها المتعبات ،
وأهربُ منها إِليها
...
وأجهشُ بـ"الزلِّ" والنهرِ
والبيلسانْ
أرجِّلُ
وَعْثَاءَ أَزْمِنَتي ، يَعْرَقُ الْـضَّوْء في لُغَتي في ثلوجِ الغيابِ ، يغادرني
الوردُ مُبْتَسِماً لا يُبَالي بِسُنْبُلةٍ جَفِلَتْ من صُراخِ الدُّروبِ
.
أعودُ لألتمسَ الحُلمَ في
شَقّتي
/
ألأريكةُ واجفةٌ وعلى صَمتِها
رقدتْ عاشقاتي ،
/
على حائطٍ نَـخّلـتهُ عيوني
وَوَخْزِ الْعَقَارِبِ - في ساعة لا تكلُّ الرَّتابَةَ والابتداءَ ولا تعرفُ
الانتهاءَ – إطارٌ تَغَبَّرَ بالشِّعْرِ ضِلْعَاهُ/
شَمَّـاعَةٌ تَعِبَتْ من
ظِلالي
..
أُحاولُ كَسْرَ الحْيِادِ
بـِـ فيروزَ
/
أَنفضُ عن خَلْوَتي لهَجتي
الْبَرْبَريّةَ
لا أتعرضُ للأنبياءِ
المماليكِ حَولي
/
أُحّاوِلُ أَنْ أَتَماشى مَعَ
النَّثْرِ ،
أَتْلو على وِحدتي ما
تَعطَّلَ من أُغْنياتِ عَشيقتيَ اللَّيْزَريّةِ ، أُحرق ريش الْأَغاني وأَرْثي
جَنَاحي
/
أُحاولُ أن أَتَعَلَّلَ بالـ
كُنْتُ أَعْرِفُها قَبْلَ عامٍ
/
أُفَكّرُ ماذا لو اني
تَـفَشَّتْ بِأَوْرِدَةِ الياسمَِينِ حُدودي تُرى هل أُسافرُ في الذكرياتِ التي
سوفَ تأتي ؟!
/
أنـــا ههنا الآن وحدي
خُذِيني .. إِلى حَيْثُ
تُوقِظُني مِن نَشيدي
خُطاكِ
،
إِلى حَيْثُ لا يَكْتُبُ
الْمُتْعَبُونَ أَنَاشيدَهُمْ
في
الرَّمادِ
ولا يَسْرُدُ الطَّيِّبونَ
الأَغَاني عَلى رَوْعِ آثـَامِهِمْ
..
في ارتكابِ البيــاضْ
،
شــاعرٌ أجّلَ الدَّرْبَ حتى
يَزِفَّ الْفُراتُ زَغَاريدَ نَهْديكِ في مخَدعِ الْوَعْدِ
كنتُ ،
أَعُدُّ الْبِلادَ الَّتي
لَمْ تُعَمّدْ حِكَاياتِنا ، والقلــوبَ التي عفـّرتْ شَمسَنا
..
بالنحيبِ ، وأَجْدَاثَ
أَزْهَارِنـَــا ، وَالخِْيـَـامَ الَّتي سَكَنَتْنَا ،
وَأَسْمَاءَ مَنْ أَسْرَفُوا في الــَّنوىْ ، وَفُرُوضَ
الدُّموعِ عَلَى ظِلِّ أَقْمَارِنا ،
والتَّفاصِيلُ يَا ريم تعتادني كاغترابي
..
وَحِيداً كَأُسْطُورَتي أَتَجَلَّى إِذَا ذَرَّ عَامٌ
خَرَائِبَنَا الْعَاطِفِيّةَ في مِنْفَضَاتِ الحْـَـنينِ ، / العَصَافيُر في شِرعتي
لغةٌ ضَلّتِ الأَرْضَ / أَجْنِحَتي تَسْرُدُ الصّمْتَ في قَسَماتِ الهوَاءِ
/
السَّوَاقي طَريقٌ إِلى وَطَنِ طَاعِنٍ في الْفَنَاءِ تُطِلُّ مَسَافَاتُهُ من
دَمِي
/
ألْقَصيدةُ تَخْلَعُني ثمُ
تَصْهِلُ ،
لا شَيءَ يَعْرِفُني غَيرُ
قَلْبِكِ ،
لا شيءَ
أكبرَ/
لا شيءَ أبعدَ
/
غير البلادِ التي لم تَعِشْني
طَوِيـــلاً
وَغَـاضَتْ عَلَى وَجَعِ
الذّكرياتِ
مُكَفَّنَةً بِالسُّؤالِ
..
تقولين
:
مَاذَا تَبَقَّى من الهَالِ
لمّا يَرِدْ في الوَصَايا ؟
هُما فَرَسانِ يَفُلّانِ
ثَوْبَ الرُّؤى / يَمْضِيَانِ إِلى صَهْوَةِ الشَّمْسِ
/
يبَـْتَكِرانِ الطَّريقَ
/
يَطيرانِ حَتّى أَثَافي الْغُــرُوبْ ،
انْتَحِلْ ما تَسَرَّبَ
مِنْكَ ،
إلى ما تَسَجَّى من الوَعْدِ
وَاتلُ حَوامِيمَ أَسْمَائِنا في شِتَاءِ الْعَوَاصِمِ
/
يَأْتِكَ مِنْ آخِرِ الْحُلمِ
همس الـ " هَبَاريْ
" /
تَسَلّقْ إِلى حافّةِ
العِطْرِ ،
طَرِّزْ عَلَى الضَّوْءِ
كُحْلِي وَجُزْ لَيْلَ قَرْيَتِنَا كَالحداء ،
أقولُ
:
الطريقُ مُخَبَّأَةٌ ، في
جِيوبِ الذينَ يَعُدّونَ كَم عقلةً في نَواصيْ تَمَائِمِهمْ ،
يَطْرقونَ الفواتحَ بالإثمِ ،
يرتحلونَ إلى اللهِ في
هَوْدَجِ الرّجسِ
ثُمَّ يَدُسّونَ في رَحْلِ
شَاعِرَتي
..،
صَوْلجََـَان الذنوبِ
..
تقولين
:
لا تدعْ في سَنَامِ
الْقَصيدةِ مُتَّسَعاً للنّوافلِ
سرْ في دعاءِ البداوةِ
..
إنْ رَوَادَ الأَنْبِيَاءُ
المماليكُ عن غَيْلَةِ الرَّبِّ قَلبكَ
/
)لا يخطرُ السِّرُّ
للعاشقاتِ اليتامى
ولا تَحْبَلُ
الأرضُ
بالْـخُدَّجِ الأنبياءْ(
تقولينَ
:
همْ كالْمَنَاجِذِ تَتْبَعُ
ما يَتَساقَطُ مِنْ رِدْنِ عَيْنَيكَ ثُمَّ تَزُفُّ الأَساطيرَ للشَّمْسِ
/
تَخْرُجُ مَحْشُوّةً
بِظِلالِكَ
/
خُذْ مَا يُريبُ من الحبِّ
وَادْفَعْ إِلى مَاءِ كَفّي مَفَازَتَهُ وَاسْتَوِ الآنَ في الحلمِ
/
جَدِّدْ حمامَ الخريطةِ
واسلكْ مخاوفَهمْ
/
واجرحِ الضوءَ - بعد انقضاءِ
تراتيلهمْ – بالقصيدةِ
وانفرْ إلى ملحِ أَكذبهمْ
بالفراتِ يَقُدّ فرائضَ إيمانِهِ
..
ثم طيّرْ أسامِ اللواتي
قَضَيْنَ بُكُورَتَهُنَّ على كِذْبَةِ الْحِــبْرِ بَيْنَ أَصَابِعِهِمْ
/
وامنحِ الحبَر مُفتَتَحاً
للطَّهورِ
..
تقولين
:
سمّ الطريقَ طريقاً..
والسحابَ سحاباً
..
والصباحَ صباحاً
و سمّ المعاني .... دمشق
/
وسمّ الحقيقة ..... دجلة
/
البداوة .... بغدادَ
/
سم القصيدةَ باسمي
وضع ما تبقى من الحبِّ في
النهرِ واهطلْ على غَدِنا
/
امتلئِ الآنَ بي
..