شعر :
فيصل بن محمد الحجي
جاوزت –بفضل الله تعالى- الستين من
العمر والقلم رفيقي.. والكتاب ووسائل الإعلام مصادر علمي ومعلوماتي.. وفجأة
واجهت الحاسوب بما فيه من جدّة وغموض وتنوع وسعة مجال..! فهل يسمح الحاسوب
لأمثالي بالدخول إليه؟ وهل يصمد أمثالي أمام عنف الصدمة الحضارية؟
قم إلى الحاسوب.. وانشط في المجالْ
إنــه فـن جـمـيـل iiمـدهـشٌ
هـو مـن غـيـر جـناحٍ iiيمتطي
يـجـمـع الأضـدادَ فـي كل مدى
أنـتَ فـي الشرق وفي الغرب iiمعاً
تـمـخـر الآفـاق مـهما iiاتسعت
تـجـتـنـي مـنـه ثقافات الورى
هـو كـالـهـدهـد يُـبـدي iiخافياً
هـو فـي الـوصـلِ حـمامٌ زاجلٌ
هـو فـي الـتـعـلـيـم أستاذ iiله
هـو أسـتـاذٌ عـلـى iiسـبـورةٍ
هـو داعٍ مـصـلـحٌ أو iiمـفـسدٌ
هـو لـلـسـلـم يـد iiمـمـدودةٌ
هـو فـي الـشـر (أبو جهل) iiبدا
نـحـنُ فـي عـصر طموح iiرائع
يـا شـبـابَ الـحـق هيا iiاقتحموا |
|
فـالأعـاجـيـب بـه فوق الخيالْ
فـاغـتـنـمه.. إنه السحر الحلال
صـهـوة الـعـلمِ إلى ظل iiالمحال
فـي زمـانٍ أو مـكـانٍ أو iiمـثال
أنـتَ في الوادي وفي أعلى iiالجبال
جـالـسـاً فـي مقعدٍ أو في الظلال
والإجـابـات عـلـى كـل iiسؤال
قـاصـيـاً خـلـفَ بـحارٍ ورمال
هـو بـرقٌ.. دونـمـا جهدٍ iiومال
-إن حـكـى- ألـفُ لـسانٍ ومقال
كـلـهـا مـوسـوعـة فيها الغِلال
هـو مـفـتـاح نـقـاشٍ وجِـدال
هـو لـلـحـربِ رمـاحٌ iiونِصال
وهـو في الخير (صهيبٌ) iiو(بلال)
إن تـخـلـفـنـا هـويـنا للزوال
لـجّـة الـعـلـم.. إلى أفق iiالكمال |
وأجيدوا سوقَ ( إنترنت ) إلى - خدمةِ الأمةِ في كل مجال
أنـقـذوا الأمـة مـن iiعـلـتها
اصـعـدوهـا بـالمهارات iiإلى
إنـهـا مـعـركـة iiحـاسـمةٌ
لـلأمـانـي قـمـة iiشـامـخةٌ
* * *
كـيفَ أحكي اليومَ عن iiمعركتي
قـد قـضـيتُ العمر أبري قلماً
أمـتـطـيـه فـي ثـنايا iiورقٍ
قـلـمٌ يـزحـفُ زحـفاً iiفاتراً
أصـل الـلـيـلَ إلى الليلِ iiلكي
وأنـا أحـسـب أنـي مـاهـرٌ
فـجـأة.. قـامَ بـوجـهي iiماردٌ
خـلتُ أني كـ(علاء الدين) iiفي
قـلـت: ما هذا؟ فأذكى iiدهشتي:
قـم إليه..! واختفى عن iiناظري
رحـت أسـتقصي أمامي iiمشهداً
أيـن أمـشـي؟ كيفَ تمتد يدي؟
(شـيـكات العنكبوت) iiانتشرت
ألـفُ بـاب.. ألف سرداب iiإلى
كـيفَ؟ أنّى؟ من؟ وماذا؟ iiومتى؟
فـي مـتـاهات غموض iiشائك
كـيـفَ أغـزوه؟ وأنى iiأهتدي؟
وجـهـتـي الـبحر تليه iiأبحرٌ
لا أجـيـد الـعـومَ في أمواجه
كـيـف أرمـي النفس في تهلكة
ولـدي.. أنـقـذني من iiورطتي
فـإذا الـعـاصـي أمامي iiطائع
وإذا الـمـجـهـول مـعلومٌ iiلنا
وإذا الأمـواج.. أمـواج iiالـغِنى
سـرّنـي هـذا.. ولكن iiساءني
طـالـبـاً فـي الابتدائي.. iiوأنا
يـا زمـان الـعـز حياكَ الحيا
لـسـت إنـسـانـاً إذا لم أقتحم
فـغـزوت (الـوردَ) في بستانه
وتـسـلـلـتُ بـخـفي أرنبٍ
فـتـحـفـزت كـلـيث كاسرٍ
هـكـذا الـدنـيـا لمن iiيقنصها
فـاشكر الرحمنَ ذا العرش iiالذي
عـلّـم الإنـسـان مـا iiيـجهله |
|
إنـها الجهل.. هو الداء iiالعُضال
قـمـة الـمـجد.. إلى خير مآل
مـا جنى النصرَ بها إلا iiالنضال
مـن سـواكم يعتليها يا رجال؟!
* * *
وأنـا الأعـزل في ساح القتال؟
وأمـاشـيـه بـرفـقٍ iiواعتدال
فـعـلـى أسـطرها شدُّ iiالرحال
كـتـهـادي سـلحفاة في الجبال
أنـتـهـي بـعد عناءٍ من مقال
لا يـجاريني بمضماري iiغزال!
وانـحـنـى لي باحترامٍ وامتثال
كـفّيَ (المصباح).. وامتد iiالخيال
إنـه "الـحاسوب" يأتي iiبالمحال!
ودعـانـي مفرداً في شر iiحال!
وأنـا بـيـن انـشـداه iiوخيال
إنـمـا جـهلي بالحاسوب iiحال
فـي الـنوادي والبوادي iiوالجبال
ألـفِ مـجـهولٍ ومليون iiسؤال
وإلامَ؟ أيّ ح_ـل؟ أي iiح_ـال؟
كــسـراب وديـاجـيـر وآل
وأنـا الـجـاهلُ من بعدِ iiاكتهال
وأنـا أغرق في حوضِ iiاغتسال
وأعـاني الخوف من أي iiابتلال
وأجـوز الـشط من غير iiحبال؟
راحَ يـسـعى في يمينٍ iiوشمال
وإذا الـمـغـلق مفتوح iiالمجال!
وإذا الـشـحّ إلى الجود استحال
بـالـمـسـرات توالت iiباحتفال
أنني أصبحتُ في رأي ii(العيال):
ساطع الشيب.. وطلابي رجال..!
وسـقـى أيـامك الماء iiالزلال!
وأتـوج اقـتـحـامي iiباختلال
لأعـود الـيـومَ مملوءَ iiالسلال
نـحو (إنترنت) فما نلتُ الوصال
فـتـهـاوى الصدّ وانقاد iiالمحال
بـاقـتـدار، وابـتكار، iiوابتهال
يـنـقـل الأجيال من حالٍ iiلحال
فـتـعـالى الله ربي ذو iiالجلال |